· ما يقارب ثلث طلاب المدارس الثانوية في اسرائيل يتعلمون في أطر التعليم المهني. هذا البحث يتناول تأثير التعليم المهني مقارنةً بالتعليم النظري في المرحلة الثانوية على عدّة متغيّرات، بالاستناد إلى فتح العديد من التخصّصات المهنية في البلدات العربية خلال سنوات التسعين.

· فتح التخصّصات المهنيّة قلّص التسرّب من الثانوية، وفي أوساط البنات، أدّى ذلك إلى زيادة التقدّم لامتحانات البجروت. مع ذلك، هذا لم يؤدّي إلى زيادة نسبة الاستحقاق لشهادة البجروت.

· فتح التخصّصات المهنيّة لم يؤثّر على اكتساب التعليم الأكاديمي، العمل والأجر للطلاب في مراحل لاحقة في حياتهم بعد التخرّج. نسبة النساء العاملات في مهن مكتبية ارتفعت، بما يتوافق مع التخصّصات التي افتتحت.

· تمّ تسجيل انخفاض واضح في احتمالية زواج النساء حتى جيل 18، نظرًا لزيادة فرصهنّ بانهاء 12 سنة تعليميّة.

الخطاب العام منقسم بشكل حاد بشأن الايجابيات والسلبيات الكامنة في تخصيص حصّة كبيرة للتعليم المهني إلى جانب التعليم النظري. مؤيّدو التعليم المهني يرون أنّه يزيد من الاهتمام بالتعليم في أوساط أبناء الشبيبة الذين لا تناسب قدراتهم التعليم النظري، وبذلك يساعد على تقليص التسرّب من التعليم. بالمقابل يدّعي المعارضون أنّ التعليم المهني لا يكشف الطلاب بشكل كافٍ على المهارات العامّة، لذلك فهو لا يتناسب مع عالم التشغيل الحالي الذي يمر بتغييرات تكنولوجيّة سريعة، وبالتالي من شأنه المس باحتمالات الارتقاء الاجتماعي والاقتصادي للطلاب الذين يأتون على الأغلب من خلفيّة ضعيفة نسبيًّا.
البحث الذي أجري من قبل العاد دي ملآخ ونوعم زوسمان من قسم الأبحاث في بنك اسرائيل يتناول تأثير التعليم المهني في الوسط العربي على عدّة متغيّرات من ضمنها التسرّب من المرحلة الثانوية، المشاركة في امتحانات البجروت، استحقاق شهادة البجروت، اكتساب التعليم الأكاديمي، الأجر، العمل، جيل الزواج وغيرها. وتعتمد معطيات البحث على ملفات الطلاب ما بين الأعوام 1991-1998، وملفات البجروت وملفات العمّال الأجيرين والمستقلين للعام 2008، الأمر الذي مكّن الباحثان من فحص العلاقة بين مسار التعليم سواء كان مهني أو نظري لطلاب الثانوية في سنوات التسعين وبين عملهم وأجرهم بعد ذلك في مرحلة لاحقة من حياتهم.
إحدى المشاكل الشائعة في قدرة أبحاث من هذا النوع هي أنّ اختيار التعليم المهني ليس بالضرورة صدفة وربّما يعود لعوامل أخرى كالخلفية الاجتماعية والاقتصادية والقدرات الشخصية والتي من شأنها التأثير بحد ذاتها على متغيّرات النتيجة للطلاب. وللتغلب على هذه المشكلة، اعتمد هذا البحث على ما يعتبر "تجربة طبيعيّة"، لافتتاح العديد من التخصّصات المهنيّة خلال سنوات التسعين في البلدات العربية التي لم يتوفر فيها قبل ذلك تعليم مهني أو توفّر بحجم صغير نسبيًّا. البحث أجرى مقارنة لمتغيّرات النتيجة بين الطلاب في هذه البلدات في الفترة ما قبل وبعد افتتاح التخصّصات المهنية، بالمقارنة أيضًا مع الطلاب في البلدات التي لم تفتتح فيها تخصّصات مهنية جديدة.
البحث أظهر أنّ نسبة التسرّب في البلدات التي افتتحت فيها التخصّصات المهنيّة انخفضت كثيرًا في حين أنّ النسبة في البلدات التي لم تفتتح فيها تخصّصات مهنيّة تقريبًا لم تنخفض. بالمقابل، لا يظهر تغيير كبير في أجر الطلاب في مرحلة لاحقة من حياتهم.
افتتاح التخصّصات المهنيّة قلّصت نسبة التسرّب في المدارس الثانوية ب 3-5 نقطة مئوية. ويدور الحديث عن انخفاض النسبة ب 20-35 بالمئة من متوسط نسبة تسرب البنات في الفترة التي أجري فيها البحث، و 10-15 بالمئة من النسبة لدى الأولاد. في أوساط البنات، كان هنالك أيضًا زيادة ب 4-7 نقطة مئوية في نسبة التقدّم لامتحانات البجروت. مع ذلك، فانّ افتتاح التخصّصات المهنيّة لم يرفع نسبة الاستحقاق لشهادة البجروت، وحتى أنّه في أوساط الأولاد أضّر ذلك بنسبة الاستحقاق.
غالبية المؤشّرات لا تشير إلى تأثير واضح لافتتاح التخصّصات المهنيّة على اكتساب التعليم الأكاديمي وعلى العمل وأجور الطلاب في مرحلة لاحقة من حياتهم. ويشار أيضًا إلى أنّه سجّل ارتفاع كبير في نسبة النساء العاملات في وظائف مكتبية، وهذا يتناسب مع حقيقة أنّ حصّة الأسد من التخصّصات المهنية التي افتتحت كانت في هذا المجال. البحث أظهر أيضًا أنّه سجّل انخفاضًا واضحًا في احتمالية زواج النساء بجيل مبكّر، ويعود ذلك على ما يبدو إلى زيادة فرصهنّ لانهاء 12 سنة تعليميّة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]