عقدت شخصيات وطنية ودينية ، مؤتمراً صحفياً في "جبل البابا" في العيزرية شرق القدس المهدد سكانه بالطرد والتهجير والتطهير العرقي في أخطر مسلسل استيطاني يستهدف القدس ومنطقة غلافها بالعزل عن محيطها الفلسطيني، وكذلك فصل شمال الضفة عن جنوبها، بما يلغي ويشطب الحل القائم على أساس الدولتين.

وفي المؤتمر الصحفي الذي اداره الكاتب الصحفي راسم عبيدات وشارك فيه عدنان غيث مسؤول ملف القدس في المجلس الثوري والمطران عطا الله حنا مطران سبسطية وسائر الديار المقدسة وفؤاد الحلاق المستشار في وحدة شؤون المفاوضات والمحامي احمد الرويضي ممثل منظمة التعاون الإسلامي في فلسطين، حول النية الأمريكية للإعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الإحتلال.

وأكد المتحدثون على مجموعة من الرسائل والثوابت، وفي المقدمة منها توجيه التحية لسكان "جبل البابا"، على صمودهم وثباتهم وتمسكهم بأرضهم في وجه الطرد والتهجير القسري بحقهم، بما يهدد حياتهم الاجتماعية ومصدر رزقهم ويبقيهم بلا سكن ومأوى في تعدٍ صارخ على حقهم في السكن والماوى وفق القانون الدولي الإنساني.
وحذر المتحدثون من أنه إذا أقدمت الإدارة الأميركية على هذه الخطوة بالإعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، فإن هذا يعتب بمثابة اعلان حرب على الشعب الفلسطيني، وتشريع للإحتلال وجواز السيطرة على أراضي الغير بالقوة.
وشدد المتحدثون على أن الإدارة الأمريكية المتطرفة المغرقة في العنصرية والعداء لحقوق شعبنا الفلسطيني، ليست بالوسيط النزيه ولا بالراعي للعملية السلمية والتفاوضية، وأن ما تقوم به وتقدم عليه من إبتزاز لقيادتنا الفلسطينية تارة بالتهديد باغلاق مكتب التمثيل الفلسطيني في واشنطن، واخرى بالضغط على القيادة لقطع رواتب اسر الشهداء والأسرى، وتتجاهل ما يقوم به الاحتلال ممارسات قمعية وتنكلية بحق شعبنا في القدس والضفة الغربية، و"توحش" و"تغول" الاستيطان فيها بشكل غير مسبوق، حتى وصلت الوقاحة بالسفير الأمريكي في تل ابيب "فريدمان" إلى القول، بأن إسرائيل لا تحتل الضفة الغربية.

واجمع المتحدثون ومدير المؤتمر على رفض شعبنا للتوطين أو إقامة دولة له ليست على أرضه، فشعبنا يرفض التوطين في سيناء وغير سيناء، وله وطن وأرض ودولته لن تقام إلا عليها، داعين الدول العربية والإسلامية وكل احرار العالم لاتخاذ مواقف جادة وحقيقة تلجم السياسة الأمريكية المتهورة وأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بدولة فلسطينية لا تكون عاصمتها القدس، وليس ضاحية من ضواحيها.

وطالب المتحدثون القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية وحركة حماس في القطاع بضرورة الإسراع في انجاز خطوات انهاء الانقسام والعمل بشكل جماعي بما يوحد الجهد والفعل لمجابهة هذا المشروع الأمريكي الخطير والتصدي له واجبار الإدارة الامريكية للتراجع عنه، وبان القدس هي عامل موحد لا مفرق.
أخيرا، شدد المتحدثون على ضرورة خوض كافة اشكال النضال المشروعة سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا وشعبيا وجماهير، بما يشمل اغلاق واقفال السفارات الأمريكية في الوطن العربي ووقف التعامل الاقتصادي معها، لكي تتراجع عن خطواتها وحربها على شعبنا الفسطيني وبما يهدد السلم والاستقرار في المنطقة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]