لم يكن أحد يسمع بحزب “بريطانيا أولًا” قبل أن يعيد الرئيس ترامب نشر تغريدات لنائبة زعيمه، إلّا أن العارفين بالطريقة التي تعمل فيها الأحزاب الهامشية المتطرفة يقولون إنها عادة ما تتسم بالخلافات الداخلية، التناحر والشجارات على أتفه الأسباب والحسد والنميمة. وكما يقول مارك تاونسند مراسل صحيفة “أوبزيرفر” للشؤون الداخلية فقد قدم الأشخاص العارفون بعمل هذه الجماعات صورة عن جلسات شراب كبيرة وتهديدات بالقتل ومفاخرة بإثارة العنف ضد المجتمعات المسلمة في بريطانيا. ونقل الكاتب عن غراهام موريس، الصديق السابق لجيدا فرانسين، نائبة الحزب التي أعاد ترامب نشر تغريداتها المعادية للإسلام، قوله: إنه ترك الحزب لأنه “خارج على السيطرة” ولأن أعضاء الحزب دعوا للعنف. ووصف موريس توتراً في العلاقة مع زعيم المجموعة بول غولدينغ، 35 عاماً الذي يوصف بالنرجسية والذي كان ينظر بحسد كبير لعلاقته مع فرانسين، 31 عاماً. ووصف موريس (54 عاماً) الذي ترك المجموعة قبل شهور عدة ويعيش في هينكلي، بليسترشاير كيف كانت الجماعة تخطط لهجمات معادية للمسلمين ووصف واحدة عندما قامت المجموعة بتظاهرة في بيرمنغهام بداية صيف هذا العام . وقال: “كانوا يتحدثون عن التسبب بالضرر للمساجد في كل أنحا ء البلد واستهدافها في الوقت عينه، ابني صغير ولا أريد أن أكون جزءا من أي هجوم على مسجد”. ووصف كيف طلبوا من الحراسات الأمنية للحزب ركل بيوت الناس، برغم زعم الحزب أنه يرفض كل “أشكال العنصرية” إلا أنهم كانوا وبشكل علني عنصريين.

1000


ويقول الخبراء إن الحزب لن يحقق مكاسب انتخابية برغم تدخل الرئيس ترامب. فبرغم ما حصلوا عليه من معجبين على فيسبوك (1.9 مليون) و 27.000 على التويتر إلا أن عدد عناصر الحزب لا يتجاوز الألف. ويقول ماثيو كولينز، من الجماعة المعادية للفاشية “أمل لا كراهية” “لديه مشاكل داخلية ويعاني من قضايا قانونية لا علاقة لها بالسياسة بقدر ما تتعلق بالثقافة داخله مثل الحسد وشرب الخمر والابتزاز. ولن يشاركوا في انتخابات، ولكنهم سيواصلون ابتزاز الناس والحصول على المال”. ويقول كولينز إن الحزب لن يكون قادراً على وقف حالة التدهور التي يعاني منها برغم الاهتمام الإعلامي الذي حصل عليه. وقال إن طبيعة الحزب في الستة أشهر الماضية أصبحت متطرفة وعاد إلى جذوره في الحزب القومي البريطاني ” ولا يمكن إصلاح العلاقة بين قادته”. وقال موريس إنه انضم للحزب بداية هذا العام بسبب مخاوفه من “قوانين الشريعة” ولكنه اكتشف سريعاً عنصرية الحزب وميول العنف لديه. وهددت يوم الجمعة فرانسين صحافيين من “نيويورك تايمز″ وقالت إنها “ستزورهم في بيوتهم”. وبدأت علاقة موريس تضعف مع الحزب عندما نظم مظاهرة في حزيران/ يونيو في بيرمنجهام وطلبت فرانسين منه وابنه الصعود على المنصة حيث التقط صورة لابنه البالغ 10 سنوات وأصبح وجه الحزب على الملصقات وهو ما أزعجه كثيراً وبدأت العلاقة بالتدهور. وقال إنه اتصل الشرطة بسبب تحرشات تعرض لها منذ تركه الحزب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]