نظمت جمعية "كيان"- تنظيم نِسوي و- "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين"، مؤخرًا، جولة على ارض قرية طيرة حيفا المهجرة شارك فيها العشرات من النساء والرجال والاطفال من حيفا والمنطقة، وذلك ضمن إطار مشروع " نساء على درب العودة" المُشترك بين الجمعيتين.
في بداية الجولة قدم محمد كيال، مركز المشاريع في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، مداخلة طويلة عن النكبة والتهجير وسياسية التطهير العرقي في منطقة الساحل الممتدة من حيفا شمالا حتى يافا جنوبا التي شملت تهجير 62 قرية من أصل 64 ولم يبق سوى قريتين هما: الفريديس وجسر الزرقا.

وذكر كيال ان الطيرة كانت من أهم قرى قضاء حيفا وأكبرها من حيث عدد السكان وثانية كبرى القرى في القضاء بعد قرية إجزم من حيث المساحة حيث بلغ عدد السكان في الطيرة في عام النكبة أكثر من 6100 نسمة بينما يؤكد بعض أهالي الطيرة ان عدد السكان بلغ أكثر من ذلك بكثير وأن الاحصاءات التي جرت لم تشمل أهل الطيرة الذين كانوا يعملون ويسكنون في مناطق مجاورة للقرية وكان لهم بيوت في الطيرة التي بلغ مساحة اراضيها 45272 دونمًا. واضاف كيال أن الطيرة سقطت في 16 تموز عام 1948 ، بعد الاعلان عن قيام اسرائيل بحوالي شهرين مما يعني ان الحكومة والجيش الاسرائيلي قاما بتهجير السكان العرب الذين كانوا من المفروض ان يصبحوا مواطنين في الدولة.
وكانت القوات الاسرائيلية قد احتلت الطيرة خلال الايام العشرة التي فصلت بين هدنيتي الحرب وقد استعملت في هذه المعركة سلاح البحرية لمساندة القوات البرية وقد قصفت السفينة الحربية "ايلات" القرية قبل ان تتحرك القوات البرية لاحتلالها.
وتجدر الاشارة الى ان الغالبية الساحقة من لاجئي الطيرة تعيش في مخيم اربد في الاردن وفي مخيمي "اليرموك" و"النيرب" في سوريا وفي مخيم "عسكر" في مدينة نابلس، بينما يقيم المهجرون وهم الاقلية، في حي الكبابير في مدينة حيفا المجاور لقريتهم وفي مدينة طمرة وقريتي عسفيا والمكر.
وشارك في الجولة جمال حيدر ابن قرية الطيرة وعضو الهيئة العامة في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين الذي قدم شرحا وافيا عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الطيرة وأشار الى ان بعض العائلات بقيت في القرية سنوات طويلة بعد النكبة وذكر انه كان قد تزوج أمام ساحة بيته الذي ما زال قائما في قريته حتى اليوم ولكنه مهجور.
وخلال الجولة دعت راوية لوسيا، من جمعية "كيان"، الاطفال المشاركين إلى كتابة أسماء العائلات في القرية على بالونات ولاحقًا قاموا سوية مع النساء المشاركات بإطلاقها إلى السماء.
وفي حديث مع الناشطة نوال عوض، وهي من مجموعة نساء على درب العودة – حيفا، ومن منتدى "جسور" المؤسس من قبل "كيان" لتطوير قيادات نسائيّة عربية قالت: التجاوب مع الجولة كان رائعًا، وهذا بسبب الرغبة في المعرفة والتعرف إلى قرانا المهجرة، فهي ليست فقط قصص فردية ومعاناة فردية، إنما معاناة شعب كامل مما يخلق تضامن واسع مع أهل القرية.
وأوضحت: الجولة ساهمت بشكل كبير في إحياء ذاكرة طيرة اللوز، وساهمت في تعزيز المعرفة لدى المشاركات بقصة نكبتها وقصة أهلها. إلى جانب المعرفة، اكدت الجولة من خلال المشاركين، من حيث الجيل والجندر، على أنّ النكبة لا تسقط بالتقادم وأنّ الرغبة بالعودة إلى القرى المهجرة ستبقى راية يحملها كل جيل. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]