قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تطرح حتى الآن أي خطة لتحقيق التسوية مع الكيان الإسرائيلي، متهما واشنطن بابتزاز الجانب الفلسطيني.

وذكر عريقات في تصريحات تلفزيونية من واشنطن "نحن على لقاءات مستمرة وتواصل دائم مع الإدارة الأمريكية ولم نتسلم منها إلى الآن أي شيء رسمي ".

وأضاف أن "ما ينشر في الصحافة ليس تسريبات بل عبارة عن تكهنات، والإدارة الأمريكية الحالية لم تعلن حتى الآن على خلاف الإدارات الأمريكية السابقة تبنيها حل الدلتين ومعارضة الاستيطان".

وأشار عريقات إلى أن الجانب الفلسطيني أبلغ إدارة ترامب أن المبدأ الوحيد الذي يجب أن تستند عليه عملية التسوية هو حل الدولتين وحل قضايا الوضع النهائي كافة استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية.

في الوقت نفسه اتهم عريقات إدارة ترامب بابتزاز الجانب الفلسطيني ومحاولة معاقبة الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أنه يجرى مناقشة 27 مشروع قرار في الكونغرس الأمريكي لمعاقبة الشعب الفلسطيني أحدها لقطع المساعدات المالية الأمريكية وأخر لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.

وحول مصير مكتب منظمة التحرير في واشنطن قال عريقات "في 18 من الشهر الجاري انتهت فترة الستة أشهر لعمل مكتب المنظمة في واشنطن وأبلغتنا الخارجية الأمريكية بأنه لن يتم تجديد رخصة عمل المكتب".

وأضاف "حاليا هناك اجتماعات بين وزارتي الخارجية والعدل الأمريكية لتقرير الإجراءات الواجبة اتباعها بشأن عمل مكتب المنظمة ونحن أبلغنا الإدارة الأمريكية أنه إذا تم إغلاق المكتب رسميا سيتم تعليق كافة الاتصالات الفلسطينية".

وشدد على أن "من يجب معاقبته هو الاحتلال وليس الشعب الفلسطيني ولا بد من إعادة النظر في مجمل العلاقات الفلسطينية الأمريكية كما لا يعقل الحديث عن صفقة سلام تاريخية وفي الوقت نفسه يتم ابتزاز الجانب الفلسطيني".

وكان نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أمس الخميس تفاصيل قال إنها "حصرية" لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن عملية "التسوية" بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي باتت تُعرف باسم "صفقة القرن".

وأوضح الموقع البريطاني إن الصفقة تتضمن إقامة دولة فلسطينية تشمل أراضيها على قطاع غزة والمناطق "أ" و"ب" وبعض أجزاء المنطقة "ج" في الضفة الغربية المحتلة.

كما تنصُّ الصفقة على أن تقوم الدول المانحة بتوفير عشرة مليارات دولار لإقامة الدولة التي ستشتمل بنيتها التحتية على مطار وميناء في غزة، ومساكن ومشاريع زراعية ومناطق صناعية ومدن جديدة، على أن يتم تأجيل حسم وضع مدينة القدس وملف عودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة، وفق "ميدل إيست آي".

وتتضمن الخطة الأميركية أيضًا محادثاتٍ لإبرام اتفاقيات تسوية بين "إسرائيل" ودول عربية بقيادة السعودية.

ونقل الموقع البريطاني عن دبلوماسي غربي قوله إن "صهر ترامب ومستشاره الخاص ورئيس فريق عملية التسوية جاريد كوشنر زار السعودية مؤخرًا وأطلع ولي العهد محمد بن سلمان على الخطة، وطلب من السعوديين المساعدة في إقناع الرئيس محمود عباس بقبولها، إذ يعتزم الأميركيون تقديمها بشكل رسمي في مطلع 2018".

وأضاف الدبلوماسي نفسه أن "محمد بن سلمان التقى بمحمود عباس في مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني لاطلاعه على المقترح، وطلب منه قبول الخطة وأن يكون إيجابياً في التعامل معها".

وأوضح الموقع أن "محمد بن سلمان متحمس جداً للخطة، وهو حريص على إتمام صفقة التسوية تبرم بين الفلسطينيين والإسرائيليين أولاً، ثم بين "إسرائيل" والدول العربية، كخطوة أولى لتشكيل تحالف بين السعودية و"إسرائيل" لمواجهة التهديد الإيراني".

ونقل موقع "ميدل إيست آي" عن مصادر لم يكشف عنها أن "ابن سلمان أخبر كوشنر بأنه على استعداد للاستثمار في الصفقة، وإنه سيقدم للقيادة الفلسطينية الحوافز الضرورية مقابل رد إيجابي".

بموازاة ذلك، قال مسؤولون فلسطينيون للموقع إن "محمد بن سلمان عرض على عباس خلال زيارته الأخيرة إلى الرياض، زيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف من 7.5 ملايين دولار إلى 20 مليونًا في الشهر".

ويشير الموقع نقلًا عن مصادره إلى أن "ابن سلمان أخبر عباس أن التهديد الإيراني للأقطار العربية بالغ الخطورة"، وأكد له أن "السعوديين في حاجة ماسة إلى دعم الولايات المتحدة وإسرائيل لمواجهة الخطر الوجودي الذي تشكله طهران"، على حد قول المصادر.

من جهته، قال مسؤول فلسطيني، لم يكشف الموقع عن اسمه، إن عباس يعتقد بأن "الخطة يمكن أن تكون مقبولة إذا أضيفت إشارة إلى حدود 1967".

وأضاف: "لقد قلنا للأميركيين، إذا نصت الخطة على إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 مع بعض من تبادل الأراضي، فسنقبل بالمرحلة الأولى منها، والمتمثلة في إقامة دولة بحدود مؤقتة"، لكنه عبّر عن مخاوف من أن يحوّل الاحتلال الوضع المؤقت إلى دائم.

كما نقل الموقع عن مسؤول فلسطيني آخر لم يسمه قوله إن عباس "يعتقد بأن الخطة التي صاغها كوشنر ومبعوث الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، قُدّمت في الأصل من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"، مضيفًا: "هذه خطة نتنياهو، وهو الذي سوقها للفريق الأميركي، وهم الآن يسعون لتسويقها إلى الفلسطينيين والعرب".

في المقابل، قال مسؤولون فلسطينيون آخرون إنهم سيرفضون الصفقة لأنها "تتنازل عن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وتفتح الباب على مصراعيه أمام تطبيع العلاقات بين العرب و"إسرائيل".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]