في ظلّ هذا الحراك المبارك، احتفل أبناء شعبنا بعيد مار جريس ("عيد اللدّ")، ذكرى نقل رفات القديس العظيم في الشهداء مار جريس إلى مسقط رأسه مدينة اللدّ. فكان الاحتفال مقرونًا برموزه ودلالاته الوطنيّة العديدة؛ فمار جريس هو شفيع فلسطين، وهو شفيع الأرض (فمعنى الاسم "جريس" هو عامل الأرض)، والأرض حياتنا وهي المحور الذي يبقى الأساسيّ في قضايانا الأرثوذكسيّة الوطنيّة وقضيّتنا الفلسطينيّة أبدًا ودائمًا. وعلى مرّ العصور، يحتفي بهذا القدّيس الشهيد (مار جريس أو الخضر) كلُّ أبناء شعبنا العربيّ الفلسطينيّ بكلّ طوائفه، ليقول لنا إنّ أمّ الكنائس هي كنيسة كلّ العرب الفلسطينيّين لا الأرثوذكس فحسْب.

في هذه السنة، اتّخذ هذا العيد له شكلًا يختلف عن سابقه؛ إذ كانت المشاركة فيه امتدادًا للحراك والاحتجاج على ما يقوم به غير المؤتمَن المدعوّ ثيوفيلوس وأعضاء المَجمع الذي يقوده. فقد نظّمت مجموعة الحقيقة احتجاجًا يليق بهذا الاحتفال المهمّ، شارك فيه أعضاء من المؤتمر الأرثوذكسيّ والمجالس الملّيّة المحلّيّة المختلفة، وممثّلون عن القائمة المشتركة، وشخصيّات اعتباريّة محلّيّة وقطْريّة تمثّل كلّ أطياف أبناء شعبنا الكرام. وكان من بين أهداف هذا الاحتجاج نشر قضيّتنا الأرثوذكسيّة بين المشاركين، سواء أكانوا من أهلنا أم من السيّاح الأجانب. فقد قامت مجموعة الحقيقة بتوزيع منشور على المشاركين تفضح فيه صفقات البيع التي قام بها المدعوّ ثيوفيلوس وتُبيِّن أهداف الحراك المنشودة. وقامت كذلك بتوزيع هديّة رمزيّة تذكاريّة للمصلّين، هي علم صغير رُسم عليه صليب القدّيس جوارجيوس على خلفيّة ألوان الكوفيّة الفلسطينيّة.
وفي المقابل، دخل ثيوفيلوس كاللصّ من الطرق الخلفيّة المؤدّية إلى الكنيسة، واحتشدت قوّات من الشرطة وحرس الحدود والمستعربين داخل الكنيسة تساندها قلّة قليلة من مرتزقة البطرك ودعاة سياسات التجنيد لحمايته، حيث قاموا بالاعتداء على المصلّين وإبعاد مَن صرخوا منهم داخل الكنيسة بوجه الخائن: "غير مستحقّ". كذلك قام "كهنة البعل" (كهنة الخائن ثيوفيلوس) ومرتزقته بتمزيق علم صليب مار جريس الذي وزّعته المجموعة، ومنعوا دخول كلّ مَن حمله إلى الكنيسة. فضلًا عن ذلك، هدّد قائد الشرطة بإغلاق الكنيسة أمام المصلّين. إلى هذا الدرك بلغ السقوط الأخلاقيّ لدى ثيوفيلوس ومرتزقته!

مقاطعة ثيوفيلوس كانت شاملة على مستوى مدينة اللدّ. وكان هذا قرار الجمعيّة الخيريّة هناك؛ فقد قاطعه أهلنا في المدينة وأغلبيّة أعضاء المجلس الملّيّ (الجمعيّة الخيريّة). كذلك قاطعته جميع الشخصيّات الاجتماعيّة والاعتباريّة العربيّة في المدينة، وبطبيعة الحال الجمعيّات الأرثوذكسيّة في كلّ من الرملة ويافا، وكلّ المجالس الملّيّة في البلاد. وجدير بالإشارة أنّ الجمعيّة اللدّاويّة لم توجّه دعوة إلى السفراء والقناصل الأجانب الذين كانوا يلبّون الدعوة سنويًّا. ولم تقم الجمعيّة وأعضاؤها بتوجيه دعوة لثيوفيلوس غير المؤتمَن إلى حفل الغداء الذي أقامته في النادي الأرثوذكسيّ في اللدّ وحضرته شخصيّات اجتماعيّة ورسميّة عديدة احتفاءً بالعيد.

تُوجِّه مجموعة الحقيقة التحيّة إلى كلّ مَن شاركوا في هذا الاحتجاج، وبخاصّة أهلنا في مدينة اللدّ، وتَعتبر هذا الاحتجاج خطوة متقدّمة أخرى في الحراك المستمرّ منذ أربعة أشهر. مع هذا الحراك، أصبحت القضيّة الأرثوذكسيّة قضيّة وطنيّة وإقليميّة. كذلك تُشِيد المجموعة ببيان المجلس المركزيّ الأرثوذكسيّ الصادر في عمّان، وبالعمل المبارك والحثيث التي تقوم به لجنة المتابعة لمؤتمر بيت لحم في سبيل تحقيق أهداف الحراك نحو تحرير الكنيسة وإعادة السيادة العربيّة الوطنيّة للبطركيّة، الأهداف التي باتت معروفة للقاصي والداني ولا يمكن تجاوزها. 

ماضون معًا في واجبنا، بعزم وإصرار، لتحرير كنيستنا وبطريركيّتنا الأرثوذكسيّة. لا مفرّ ولا تراجع حتّى نعيد لكنيستنا كرامتها وعزّتها.




تابعونا على صفحة الفيسبوك: الحقيقة الأرثوذكسيّة – لا للتفريط بأملاك الكنيسة 1 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]