أعلنت فصائل لبنانية اعتراضها على بيان جامعة الدول العربية بتصنيف حزب الله إرهابيا، وأجمعت الآراء على ضرورة التمسك بالنأي ورفض الانجرار للصراع الإقليمي بين السعودية وإيران.

ووسط الأجواء الملبّدة بالغيوم داخلياً عشية عودة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى بيروت بالتوازي مع تصعيد التوتر في المنطقة، يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مساء اليوم كما أعلنت العلاقات الإعلامية في الحزب، في خطاب يتناول فيه تطورات المنطقة والأوضاع الراهنة.

وعلق رئيس مجلس النواب، نبيه بري، على قرار جامعة الدول العربية بالقول: "شكرا وعذرا.. الشكر لله. وعذرا أننا في لبنان قاتلنا إسرائيل".

وأدان المفتي الجعفري الممتاز، الشيخ أحمد قبلان، القرار الصادر عن وزراء الخارجية العرب واعتبره "تافها عمد بدماء أهل اليمن المظلومين وبتوقيع بعض الحاخامات".

وقال في تصريح :"لقد تعودنا على بيانات ومقررات الجامعة العربية، سواء على مستوى الملوك والأمراء والرؤساء، أو على مستوى وزراء الخارجية حيث لم تكن يوما في مستوى القضايا والطموحات العربية، بل على العكس كانت دائما بيانات ومقررات عشوائية وفارغة من أي مضمون، وغير صالحة في أي قضية عربية منذ نكبة فلسطين وحتى يومنا هذا".

واعتبر النائب فريد الخازن، أن "الأجواء كانت معروفة قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة والمؤشرات واضحة عندما قدمت الاستقالة (استقالة سعد الحريري) وفي هذا الإطار لم يكن هناك من شيء جديد".

وأشار إلى أن "الاشتباك السعودي - الإيراني من جهة، والإيراني - الأمريكي من جهة أخرى، والأوضاع الإقليمية لم تستجد منذ أسبوعين، إلا أن المستجد هو الموقف السعودي الذي قرر خوض المعركة عبر لبنان من خلال حليفه الحريري".

واعتبر النائب السابق، أميل لحود، أن "الجامعة العربية باتت أشبه بجمعية دفن الموتى، وما عاد يعتمد عليها إلا لتنفيذ الأجندة الأمريكية - الإسرائيلية، وما عاد ينقص إلا أن يضاف مقعد لإسرائيل فيها، وقد بات بعض العرب أقرب إليها من دول عربية أخرى".

وقال في بيان:" لم تجتمع هذه الجامعة إلا لتدين الحزب العربي الذي وقف في وجه إسرائيل وفي وجه الإرهاب، وساهم ويساهم في القضاء على "داعش" الإرهابي الذي يملك بعض من صاغ مقررات الاجتماع بصمات في صناعته".

وشجب الأمين العام لـ"حركة النضال اللبناني العربي" فيصل الداوود، في بيان "ما صدر عن بعض وزراء الخارجية العرب بنعت حزب الله بالإرهابي، وهو توصيف أمريكي - صهيوني عن حزب أطلق المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وحرر لبنان منه، وفق ما نص عليه الدستور اللبناني، ومواثيق الجامعة العربية والأمم المتحدة بحق الشعوب في تقرير مصيرها".

واعتبر "أن مؤتمر وزراء خارجية دول عربية انعقد ضد محور المقاومة، بعد أن صنفت نفسها في المحور الأمريكي - الصهيوني، باعتراف قادة العدو الإسرائيلي، إذ المطلوب رأس المقاومة في لبنان".

واعتبر رئيس "لقاء علماء صور" الشيخ علي ياسين، أن "قرارات اجتماع القاهرة تنبئ عن فراغ الجامعة العربية من مضمونها"، مؤكدا أن "المقاومة حررت العباد والبلاد"، متسائلا عن "الإرهاب ومفهومه لديهم". واعتبر "الاعتراض الرسمي اللبناني على قرار اجتماع القاهرة موقفا سياديا".

وانتقد "مؤتمر بيروت والساحل"، قرار جامعة الدول العربية، ووصفه بـ"المشين في حق المقاومة اللبنانية". ورأى "أن هذا القرار يضرب سيادة لبنان وحقه في مقاومة العدوان الإسرائيلي، ويمنح تأشيرة استمرار الاحتلال لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر".

واستنكرت "حركة الأمة" في بيان ما صدر عن وزراء الخارجية العرب بحق حزب الله وتصنيفه "منظمة إرهابية". وأشارت إلى "أن حزب الله هو أحد فصائل المقاومة الذي واجه الإرهاب الصهيوني والتكفيري، فالذي يواجه ويحارب الإرهاب لا يمكن تصنيفه إرهابيا".

واعتبرت أن "الجامعة العربية" كانت الغطاء لاستهداف العراق وليبيا وسوريا، وهي الآن تستهدف لبنان ومقاومته التي حققت الانتصارات النوعية الكبرى على العدو الإسرائيلي والإرهاب التكفيري".

المصدر: الوكالة الوطنية
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]