اعلنت السلطات الاسرائيلية رسميا، ومن خلال بلدية القدس انها قررت نقل الحاجز العسكري المقام في منطقة "عين يالو" من اراضي قرية الولجة والذي يفصلها عن مدينة القدس، الى موقع آخر باتجاه عمق الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 بمسافة كيلو متريْن.

وقال خضر الاعرج نائب رئيس المجلس القروي في الولجة ان السلطات الاسرائيلية علقت اخطارات وعلى نطاق واسع موقّع من بلدية القدس على طول الشارع المذكور، والقت أخرى في اراضي المواطنين تعلن فيها عن نقل الحاجز وامهلت اصحاب الاراضي من عائلات القرية المختلفة مدة 15 يوما بدءا من تاريخه للاعتراض على هذا القرار الخطير.

واشار الى ان ذلك يهدف الى عزل وضم أكثر من ألفي دونم من اراضي المواطنين الزراعية، إضافة الى ضم موقع "عين جويزة" الاثري والسياحي الشهير، وبموجبه سيمنع كافة ابناء محافظة بيت لحم من الوصول الى هذا الموقع الذي يعتبر متنفسا لهم، كما سيمنع اصحاب الارض من الوصول الى اراضيهم، وبهذا القرار تتحول القرية بالفعل الى سجن على سكانها من الناحيتين الشرقية والغربية ولم يتبق لهم الا نافذة صغيرة هو المدخل الجنوبي الذي يوصلهم الى بيت لحم وسط اسلاك شائكة تابعة لمستوطنة "هار جيلو"، الذي يقع مدخلها بمحاذاة مدخل القرية التي اصبحت محاطة بالجدار والشريط الاستيطاني الكبير والشريط الأمني، بعد أن يتم تقديم الحاجز لتصبح كل هذه الاراضي تابعة لحدود بلدية القدس.

تدارس الخطوات لمواجهة القرار

وبهذا الصدد نظم المجلس القروي لقاء في مقره جمع اصحاب الاراضي المتضررين والمحامي غياث ناصر بحضور رئيس المجلس علاء الدراس تم خلاله تدارس الخطوات المنوي اتخاذها لمواجهة هذا القرار الخطير، واتفق على ان يتم الاعتراض من كل اصحاب الارض لدى الجهات القضائية الاسرائيلية واعتراض آخر مقدم من قبل المجلس القروي ضد تقديم الحاجز وضم موقع "عين الحنية" الى منطقة نفوذ بلدية القدس.

وقال عدد من شهود العيان، أن هذه الاعمال تنفذ من قبل عدة جهات اسرائيلية وهي دائرة الاثار ووزارات البيئة والسياحة والداخلية، اضافة الى بلدية القدس، والشرطة، وتمثلت هذه الاعمال بحفريات ضخمة في انحاء مختلفة من الموقع بدعوى البحث والتنقيب عن آثار قديمة للغاية.

وجراء هذه الاعمال فقد غرس الاسرائيليون لوحات كبيرة تفيد بذلك وكتب عليها باللغات العربية والعبرية والانجليزية"هنا تقام حفريات في منطقة تابعة لاورشليم القدس"، ما يدلل على ان النية كانت تتجه نحو تهويد المكان وضمه لحدود القدس الكبرى، وبالتالي عزله عن محيطه ومنع المواطنين من الوصول الى هذا الموقع الاثري والسياحي الهام جدا، وبالتالي سيتم نقل الحاجز العسكري عند مدخل قرية الغربي.

تحريك حاجز الولجة

وتكللت عمليات البحث والتنقيب والحفريات التي استمرت على مدى العامين، بالاعلان الاسرائيلي الاخير بطلب وزارة الدفاع الاسرائيلية بما اسمته تحريك ما يعرف بحاجز الولجة ودفعه عميقا باتجاه اراضي الفلسطينيين.

والمكان هو احد عيون قرية الولجة التاريخية وهناك بركة صغيرة بجوار المكان الذي يسعى الجانب الاسرائيلي باقامة منتزه فيه، ليتحول من منتزه غير رسمي الى منتزه رسمي.

وتعتبر "عين الحنية"، من العيون المهمة جنوب القدس، وهي جزء من المشهد الطبيعي في "وادي النسور"، وهو الاسم الذي يطلق على تلك المقاطع من "وادي الصرار" التي تمر في المنطقة، بينما يسميه الاسرائيليون، "وادي الزهور".

طقوس التعميد

ويمارس يهود متزمتون، وهم عراة، طقوس التعميد في "عين الحنية"، وعيون اخرى متناثرة في اراضي الولجة على جانبي خط سكة الحديد الواصل بين القدس-يافا، باعتبارها تحوي ماء بكراً نقياً، وهو ما يتوافق بالنسبة إليهم مع شعائر التعميد اليهوديّة.

وكشفت سلطة الآثار الاسرائيلية عن معالم لنبع "عين الحنية"، التي أقيمت بجانبها كنيسة بيزنطية، بينما يتواصل العمل في الجدار الفاصل الذي تبنيه السلطات الاسرائيلية أعلى العين، لتطويقها، ومحاصرة ما تبقى من منازل اهالي الولجة.

ويخشى المواطنون، ان يكون عمل سلطة الاثار الاسرائيلية المتواصل، مقدمة لتحويلها الى واحدة مما يسمى بـ "الحدائق الوطنية الاسرائيلية" كما هو حال "عين يالو"، الى الشرق من "عين الحنية".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]