عند تبليغه بخبر وفاة ابنه مجد 19 عاما من سكان راس العمود بالقدس, الاسير رجب الطحان يخر ساجدا محتسبا ولده عند الله ويهبه للمسجد الاقصى دون ان يلقي نظرة الوداع على جثمانه.

الاسير رجب تحققت امنيته عندما احتضن ابنه المريض مجد، الذي أنهك مرض السرطان جسده الضعيف، وغيّر ملامح وجهه الجميل والتقى به الساعة الخامسة فجرا مدة 30 دقيقة في مستشفى هداسا عين كارم دون حضور احد من افراد العائلة .. فكان هذا اللقاء الاخير بينهما.

لم يعرف الاب ابنه الا بعد أن سأله عن أسماء أقاربه

لم يعرف الاب ابنه الا بعد أن سأله عن أسماء أقاربه .. ليعانق بعدها الوالد الأسير .. الابن المريض ... ويتلو ايات الشفاء عليه .. قبّله.. عانقه طويلا.. أخذ كل منهما يشد من أزر الآخر.. ".

"يابا انا بفتخر فييك تقلقش علي الله معي وان شاء الله بشوفك زي ما كنا زمان" كانت هذه كلمات مجد لابيه الاسير الذي كان مكبلا محاطا بمجموعة من ادارة سجون الاحتلال، ويضيف مجد "حضنك يا والدي هو الترياق والشفاء، أخجل يا والدي من بريق الإرادة في عينيك وأنا المسجَّى على السرير، لن أبالغ يا والدي إن قلت لك إنه أجمل صباح في حياتي"، فرد الوالد رجب : "انهض يا مجد، فالسرطان لن يصرعك، والدتك بانتظارك، إخوانك يتوقون لمجالستك، قريبا سأصطحبك للصلاة في المسجد الأقصى، عليك بالدعاء، حافظ على الصلاة".

لقاء لا يمكن وصفه بالكلمات

وقالت هيئة شؤون الاسرى والمحررين، إن اللقاء الذي جمع الأسير بنجله، والذي لم يتجاوز النصف ساعة لا يمكن وصفه بالكلمات، اجتمعت فيه مشاعر مختلطة من الحزن والفرح والسعادة، بكى فيه الوالد ونجله طوال الزيارة، رغم فرحهما الشديد باللقاء". فيما أوضحت عائلة الأسير الطحان، أنه تم اغلاق القسم الذي تواجد فيه مجد لحظة الزيارة، لكن المشاعر التي بدت عليه بعد الزيارة لا يمكن التعبير عنها بالكلام، بكاء وحزن شديد تغطى بالسعادة والفرح ولو لـ 30 دقيقة، رأى فيها والده".

وكانت الطواقم القانونية في الهيئة قد بذلت جهودً مضنية، تواصلت على مدار الأيام الماضية، وتقدمت بأكثر من طلب والتماس للمحكمة الإسرائيلية المركزية في بئر السبع، وتم انتزاع قرار بالسماح للأسير الطحان بزيارة نجله المريض بسرطان الدم.

"كيف أكون بخير، وأنت لست بخير،

كان الاسير رجب القابع في سجن نفحة الصحراوي قد خاطب نجله مجد قبيل السماح له بزيارته واثناء تلقيه العلاج في المستشفى: "كيف أكون بخير، وأنت لست بخير، كنت أتمنى أن أكون معك، أحضنك، أحملك، أخفف عنك، أعطيك من دمي.. ولدي، حرموني منك 16 عاما، واليوم يحرمونني منك، وأنت (الآن) في قمة مرضك وتحتاجني ولا أقدر أن أصلك رغما عني، فاعذرني يا مهجة قلبي، لا أملك في سجني إلا دعوة في صلاتي أن يشفيك الله ويفرج عني للقياك".

بعد اسبوع من اللقاء توفي مجد وحزنت القدس على فراقه وخرج المقدسيون لوداعه في مشهد مهيب وحزين فيما عجت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بتعلقيات عبرت عن حزنها لرحيله بينما يقبع والده في السجن..

يذكر أن الأسير رجب الطحان من محرري صفقة شاليط، أعيد اعتقاله عام 2014، وعندما اعتقل المرة الأولى كان عمر مجد 4 أشهر، وأفرج عنه عام 2011، وكان عمر مجد حينها 13 عاما، وعاش مجد في أحضان والده فقط سنتين وثمانية أشهر من أصل 19 عاما.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]