في إطار مهرجان الزيتون الخامس الذي أنطلق يوم أول أمس السبت، وهي للمرة الخامسة على التوالي التي يُشارك فيها فنانون من خارج المدينة، عدا عن زيارة بعض السائحين والمهتمين بشراء زيت الزيتون لطمعه المنعش، وأيضًا جاؤوا بهدف الحصول على مشتقات الزيت والزيتون مثل الصابون الطبيعي الذي لا يزال مصدر اهتمام العائلات العربية واليهودية على حدٍ سواء.

ولفت هذا المهرجان غياب الداعمين والمتبرعين والمساهمين في تطوير شفاعمرو.
وتساءل الزوار من العرب بالأساس، بالإضافة إلى زيارة لعدد من اليهود، الذين جاؤوا رغبةً بالتسوُق والحصول على توابع الزيت والزيتون في المدينة التي تحتفل للمرة الخامسة على التوالي ضمن هذا المهرجان.

لماذا السوق الشفاعمري بالذات؟!

يُعتبر سوق شفاعمرو التاريخي ذو السنوات الطويلة الماضية، ومَن لم يمر من طريق السوق الشفاعمري، خلال طفولته فقد خسر الكثير، إذ إنّ المنظر الجميل والإبداع العمراني، والمقاهي التي شهِدت عددًا من أهالي مدينة شفاعمرو، الذين كانوا يجلسون في المقاهي، ويستمعون إلى المذياع الوحيد في قلب سوق الناصرة. ولا ننسى الكندرجي الوحيد الذي لا يزال رغم سنه، فوق الثمانين عامًا، إلا أنه يعرف كُلُ زاوية من زوايا السوق القديم.

وهُنا في هذا السوق شهِدَ المحبة والبغض، ورحل من المكان سيدات من دياناتٍ مختلفة، وكان الجميع يتآخى بينه وبين جيرانه، ومن شدة العلاقات الإنسانية القوية، كان لكلِ زائرٍ بيتٌ مضياف، أما اليوم فكلُ شيءٍ تغيّر، اختفت رواح العطارين، واللاحمين، ورحت آخرُ سيدة باعت الحلوى في دكانه قبل أن تغلقه وترحل إلى الأبد.

ورغم انضمام الفنانون إلى المهرجان ومن بينهم: الحكواتي: الفنان سعيد سلامة، لطف نويصر وحنان أبو الزلف، تحت عنوان: احنا منألِف وانتَ بتسمع.
وجاءت البداية كالتالي: تفعيل حكاية بلد والتي تشمل جولات مع مرشدين للزائرين ولأهالي البلد، وبدأت الجولات من ساحة كنيسة القديس بولس الأسقفية عند الساعة التاسعة والنصف صباحًا.

• زيارة لمعصرة الدر القديمة والتي تفتح أبوابها مرّة واحدة في السنة، ويتم من خلال زيارة المعصرة لاستعادة التاريخ والذكريات إضافة إلى وجود مرشد وأفراد من العائلة في استقبال الزائرين.

• رسم فسيفساء بأزقة السوق القديم وانطلاق ورشات فنون مجانًا للكبار والصغار مع مرشدين.

• موسيقى: منصة عزف للطلاب بإشراف معهد بيت الموسيقى.

• ورشة رص الزيتون بإشراف مدرسة الزيتون، فالدورف – شفاعمرو.

• بازار ألبسة شتوية بإشراف مجموعة "ملبيش".

• الغداء يتم تناوله في السوق، ويشمل مأكولات شعبية بيتية بإشراف نساء تعملن من المنزل.

• بسطات متنوعة.

• في نهاية الجولة في سوق شفاعمرو، انطلق طلاب المدارس لمتابعة مسرحية الأصيلة، ضمن مسرح السيرة لأجيال إعدادي، ثانوي وكبار، في قاعة دير راهبات الناصرة – والدخول كان مجانيًا.

هذا بدأ المشروع في شهر تشرين الثاني عام 2014، بمبادرة السيدة مريم طوبيا، مركز مشاريع التطوع في قسم الرفاه الاجتماعي في بلدية شفاعمرو، حيثُ جندت مجموعة نسائية واستكملت نساء المجموعة سويًا، وشكلت نواة متوحدة ومتفقة على قيمة التطوع منذ ذلك التاريخ، بابنا مفتوح لاستقبال الجمهور وأيضًا متطوعات جدد.

وإضافة لمشروع التطور انطلق مؤخرًا مشروع حياكة ستي، حيثُ بادرت عدة نساء شفاعمريات اجتمعن لعدة أهداف أهمها المحافظة على الموروث من خلال الحياكة والفنون اليدوية بكل أشكالها عن طريق الحياكة بأنواعها خلال جلسات أسبوعية في مركز التسامح.

وتشدد النساء على أهمية هذه المشاريع، إذ من أهداف المشروع افتتاح دورات منوعة للتعليم.

وهناك دعوة لنساء البلدة الانضمام للمشروع ليتكون نسيجًا فنيًا يبث المحبة المعرفة بين أهل البلدة.

والمبادرات هن: ايفيت جمّال، نجاة تلحمي، هالة عموري، سهيلة نصير، حنان شلح، سحر عبود، جورجيت تلحمي.

وبالإضافة إلى ما ذُكر فإنّ هدف مشروع "ملبيش"، مساعدة أهل البلدة الذين يعانون من ضائقة اقتصادية.
ومحاربة الضائقة المعيشية لدى عدد من العائلات الشفاعمرية.

وأيضًا تشجيع روح التطوع في المدينة بواسطتها يتم تعزيز قيم العطاء والمحبة بين أبناء البلد الواحد.
يشار أنّ النساء اللواتي انضممن إلى مشروع ملبيش هن متعاونات ومتآخيات من أجل مصلحة البلد المتكامل، شفاعمرو. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]