عقد حزب الوفاء والإصلاح، أمس الخميس، ندوة بمناسبة مرور 100 عام على وعد بلفور، في مدينة الطيرة، شارك فيها كل من عضو الحزب بروفيسور إبراهيم أبو جابر والسيد عوض عبد الفتاح رئيس حزب التجمع سابقا والمحامي د. ضرغام سيف المحاضر في القانون الدولي في جامعة القدس وقام على عرافة الندوة د. حسن صنع الله.

وافتتح الندوة التي أقيمت تحت عنوان "100 سنة على وعد بلفور... لن ننسى ولن نغفر"، رئيس حزب الوفاء والإصلاح الشيخ حسام أبو ليل، الذي أكد أن الفلسطينيين بعد مئة عام من وعد بلفور ما زالوا يتجرعون مرارته وممارسات القتل والتشريد والسلب، موضحا أن هذا الوعد المشؤوم قد أنجب "دولة عصابات إجرامية" تمارس القتل والتمييز العنصري، إلى أن وصل بها الأمر بارتكاب جهات رسمية فيها من قوات الشرطة جرائم مشينة واغتصاب الحرائر الفلسطينيات.

وأعلن أبو ليل عن تنظيم الحزب "وقفة غضب" غدا السبت الساعة الثالثة عصرا في منطقة العين في مدينة الناصرة، "للتعبير عن غضبنا وسخطنا لهذه الجريمة ومثيلاتها".

وفي ختام كلمته أكد على أنه مهما طال الزمان أو قصر، لا بد أن تعتذر بريطانيا وتُحاسَب هي ومن ساندها ووافقها على هذه الجريمة وتبعاتها، مشيراً إلى أن هذه المرحلة تستوجب منا المزيد من اللحمة الوطنية والإصرار على الثوابت الفلسطينية الجامعة.

كيف تحوّل وعد بلفور إلى" ورقة ملزمة"؟

المحامي د. ضرغام سيف الذي تناول الأبعاد القانونية لوعد بلفور، أوضح أنه لا يوجد أي بعد دولي لهذا القرار، "فهو بريطاني محلي غير ملزم في القانون الدولي بعكس مراسلات حسين - مكماهون، إلا أن ما منحه الأهمية هو القوة السياسية التي تقف خلفه".

وأشار إلى أنه حتى مؤتمر باريس عام 1919 لم يكن هناك أي بعد قانوني لوعد بلفور، حيث جرى في المؤتمر تقسيم المنطقة العربية بين الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، وتقرر إعطاء أرض فلسطين للشعب اليهودي.  

واعتبر سيف أن المطالبة بمقاضاة بريطانيا عن مسؤوليتها في إقامة دولة إسرائيل، غير كافية، "لأن المسؤول عن إقامة دولة إسرائيل هو قرار الانتداب على أرض فلسطين، وهو الذي جعل من وعد بلفور ورقة ملزمة بعد أن كانت ورقة لا قيمة لها في القانون الدولي".

إعادة الاعتبار للمشروع الوطني

ركّز الرئيس السابق لحزب التجمع عوض الأستاذ عبد الفتاح في كلمته على جانب تعامل الحركة الوطنية الفلسطينية مع نتائج وعد بلفور، وكيف يجب أن تتعامل معه في ضوء تطور المشروع الاستعماري الصهيوني في فلسطين. كما تحدث عن السياق السياسي والتاريخي لهذا القرار والتحولات التي مر بها المشروع الصهيوني.

وقال إنه من الضروري اليوم بعد سيطرة إسرائيل على فلسطين وتعاملها معها على أنها مُلكًا لليهود، إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني والعودة إلى جذور المشروع الإسرائيلي ووصفه كمشروع استعماري ونظام فصل عنصري خطير ودموي، تعدى بوحشيته نظام الأبارتهايد في جنوب أفريقيا. "لذلك من المهم الآن أن نحتفظ بالرواية الفلسطينية ونجددها وأن نتعامل مع إسرائيل بطبيعتها الحقيقية، إلى جانب إعادة الاعتبار للحركة الوطنية الفلسطينية ".

واعتبر عبد الفتاح أن الخطر الذي يواجه الفلسطينيين اليوم ليس وهميا، خاصة أمام ازياد التطرف والانزياح الإسرائيلي المستمر نحو اليمين، مشيرا إلى أهمية تعزيز علاقتنا في الداخل الفلسطيني مع تجمعات شعبنا في كل مكان واعتبار أنفسنا جزءا من الحركة الوطنية الفلسطينية، وأن نساهم في القرار الفلسطيني وتثقيف الأجيال الجديدة وتعريفها بهويتها الفلسطينية.

معاناة الشعب الفلسطيني

تطرق البروفيسور إبراهيم أبو جابر في كلمته إلى معاناة الشعب الفلسطيني الإنسانيّة جرّاء وعد بلفور ضارباً أمثلةً عينية عديدة على ذلك ، وبيّن أبو جابر أن مردودات وعد بلفور جاءت كارثيّة على الشعب الفلسطيني، بخاصة على المستوى الإنسانيّ. "فعدا أنه شكّل منعطفًا تاريخيًا حادًا في مسيرته الإنسانية، وقضى على حلم أبنائه وتطلعاتهم كباقي شعوب الأرض في إقامة دولتهم المستقلة حسب القوانين والشرائع الدولية وأهمها "حق تقرير المصير"، عدا ذلك كله ساهم في خلق معاناة دائمة لهذا الشعب وجرح نازف كان ولا يزال".

واستعرض أبو جابر أنواعا من معاناة الشعب الفلسطيني على المستوى الانساني جرّاء وعد بلفور، منها مجازر جماعية وتطهير عرقي، تهجير قسري وجماعي، تدمير الحيّز الفلسطيني، إنتهاك حقوق الإنسان الطبيعية وتقطيع أوصال العائلات الفلسطينية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]