" النساء العربيات البدويات في النقب نجحن في العقد الأخير في تعزيز مكانتهن في سوق العمل بالأساس بفضل اصرارهن على التقدم والاندماج في سوق العمل بالرغم من كل التحديات ودوائر الاضطهاد التي تواجهنها هذه النساء كونهنّ جزء من الجماهير العربية التي تعاني من العنصرية والتحريض المستمريّن وجزء من العرب البدو في النقب الذين يتعرضون لهجمة سلطوية شرسة على وجودهم وكونهن نساء يعانين من الاقصاء على خلفية جندرية". هكذا افتتحت النائبة عايدة توما-سليمان (الجبهة –القائمة المشتركة)، رئيسة لجنة النهوض بمكانة المرأة والمساواة الجندرية أمس الثلاثاء جلسة اللجنة حول تشغيل النساء العربيات البدويات.

· الحل لقضية تشغيل النساء العربيات البدويات يبدأ بالإعتراف

وجاءت جلسة اللجنة حول موضوع تشغيل النساء العربيات البدويات في النقب كجزء من سلسلة جلسات أقيمت اليوم في الكنيست تحت عنوان "يوم النقب" بمبادرة النائب طلب أبو عرار.
شارك في الجلسة النوّاب يوسف جبارين، دوف حنين، سعيد الخرومي، حنين زعبي، مسعود غنايم وأحمد الطيبي عن القائمة المشتركة والنوّاب ميخال روزين وعمير بيرتس. كما شارك في النقاش ممثلين عدة عن الجمعيات والمنظمات النسائية التي تعمل على موضوع تشغيل النساء في النقب وممثلين عن المكاتب الحكومية التي تعنى بالامر. هذا وبرز حضور لافت للناشطين والناشطات العرب البدو الذين يعملون ضمن هذه الأطر.

· لا يمكن فصل قضية تشغيل النساء العربيات البدويات عن سياسات الهدم والتحريض والاقصاء.
وأضافت توما-سليمان في افتتاح الجلسة أن " لا يمكن الفصل بين قضية تشغيل النساء العربيات البدويات عن قضية القرى مسلوبة الاعتراف والحرمان من الحقوق الأساسية والشروط المعيشيو الأساسية مثل المسكن، المياه، الكهرباء، الخدمات الصحية والتعليم. كما لا يمكن فصلها عن سياسات التحريض ضد العرب البدو."
وفي مداخلتهِ اثنى النائب الخرومي على أهمية عقد الجلسة نظرًا للصعوبات وشروط العمل الصعبة جدًا التي تعمل بها النساء البدويات خاصة الأمهات منهنّ اللواتي يعملن منذ ساعات الصباح الباكرة جدًا حتى ساعات المساء ويتقاضين اجر زهيد.
هذا وتطرّق النائب يوسف جبارين الى شحّ الميزانيات المرصودة من اجل تطوير وتعزيز تشغيل النساء في النقب قائلًا أن التغيير المطلوب يحتاج الى ميزانيات بملياردات الشواقل ولن يكفي رصد مئتيّ مليون شاقل من اجل الوصول للهدف المطلوب.

· الخطة الحكومية السابقة لتشغيل النساء البدويات فشلت في زيادة نسبة تشغيل النساء العربيات البدويات وعلى ما يبدو ان الخطة الحكومية الجديدة لم تقيّم بعد أسباب فشل سابقتها.


هذا وقدّم منتدى التعايش السلمي في النقب من أجل المساواة المدنية تقرير حول قضية تشغيل النساء العربيات البدويات في النقب، واحصائيات محتلنة حول مشاركتهن في سوق العمل في السنوات الأخيرة والتي يتكشف منها ان هنالك زيادة بنسبة 1% في تشغيل النساء العربيات البدويات في النقب على مدار الخمس سنوات الاخيرات حيث تصل نسبة أن فقط 24% من النساء البدويات في النقب يشتركن في سوق العمل عام 2016 بالرغم من الخطة الحوكية التي قضت بزيادة النسبة ل- 42%.
في ردها على هذه المعطيات قالت توما-سليمان " واضح أن الخطة الخماسية السابقة للسنوات 2012-2016 قد فشلت فشلًا ذريعًا في زيادة نسبة تشغيل النساء البدويات. الزيادة بنسبة 1% في النساء المدموجات في سوق العمل خلال 5 سنوات بالرغم من وجود خطة حكومية ورصد ميزانيات امر غير طبيعي وغير مفهوم". وطالبت توما سليمان وزارتيّ الاقتصاد والزراعة بتقديم تقرير يفصّل كيفية توزيع الميزانيات المرصودة لتنفيذ خطة الحكومة السابقة والنسبة التي تم استغلالها بالفعل من اجل تطبيق المشاريع المختلفة.
هذا وتكشّف بعد استجواب الوزارات المختلفة تساؤلات حول الخطة الجديدة والتي تضع امامها ذات الأهداف القديمة امامها، أنه حتى الان لم يتم تقييم ودراسة أسباب فشل الخطة القديمة في الوصول الى أهدافها. وطالبت توما-سليمان الممثلين بالوزارات المختلفة بتقديم تقارير حول اليات وخطط العمل التي من المفروض وضعها من اجل تطبيق الخطة الجديدة.

· الزيادة في نسبة النساء البدويات في سوق العمل منذ عام 2012 تقريبًا شبه معدومة وغير طبيعية.

وفي حديثه قال النائب الدكتور احمد الطيبي أن "مسألة تشغيل النساء العربيات يجب ان تكون في سلّم الأولويات خاصة في النقب الذي يعاني من التهميش والتمييز والتضخيم". وأضاف "دخول النساء الى سوق العمل سيكون له تأثير مباشر على تقدم المجتمع في النقب وتحسين الأوضاع المعيشية هناك".
هذا وانتقدت توما-سليمان التقصير والتقاعس الحكومي في بناء وتفعيل حضانات الأطفال حيث انه يوجد 6 حضانات أطفال فقط بالرغم من رصد ميزانيات لناء الحضانات، وفي هذا الصدد قالت توما-سليمان " أنه لا يمكن ان نتوقع من نساء موجودات تحت خطر هدم قراهن مسلوبة الاعتراف والمحرومات من الامن والأمان وحقوقهن الأساسية ان ينجحن في الخروج الى العمل بكل بساطة وسهولة" وأضافت توما-سليمان أن من أجل زيادة نسبة النساء في سوق العمل يجب العمل في عدّة مضامير منها بناء مدارس وتطوير جهاز التربية والتعليم، فتح حضانات للأطفال، تسيير وتوفير مواصلات عامّة لمناطق السكن، تطوير مناطق صناعية بالقرب من القرى البدوية، تطبيق قوانين العمل وقانون الحد الأدنى للأجور والمستحقات الاجتماعية.

 لا يكفي أن يتم رصد ميزانيات يجب الفحص اذا ما تم استغلال هذه الميزانيات.

وأكدت توما-سليمان انها ستتابع تطبيق خطة الحكومة الجديدة عن قرب وتطالب الممثلين عن الوزارات المعنية بتقديم تقارير دورية حول التقدم في الخطة.
وفي تلخيصها للجلسة قالت توما-سليمان قالت توما سليمان ان الخطة الحكومية لرفع نسبة النساء البدويات في سوق العمل الى نسبة 41% حتى نهاية عام 2016 فشلت فشلًا ذريعًا ولا نريد تكرار هذا الفشل الذي يدفع ثمنه المواطنين البدو. وأضافت أنه على المكاتب والوزارات الحكومية العمل مع المنظمات النسوية الذين شقّوا الطريق امام تعزيز تشغيل النساء فضلًا عن تطوير خطط عمل بمساعدة المُشغلين والتي من شأنها تعزيز استمرار استغلال النساء العاملات.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]