شهد مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض حوارا مع الروبوت "صوفيا" الحائز على الجنسية السعودية والذي سيلعب الدور الرئيس في مشروع "نيوم" وأطلقه ولي العهد السعودي الاثنين الماضي.

وفي الفيديو الذي يسجل وقائع الحوار، يخاطب مقدم الجلسة المكرسة لدور الروبوت في مدينة "نيوم" الجديدة، صوفيا: على حد علمي أنت أول روبوت يحصل على الجنسية السعودية وجواز السفر، لتجيب صوفيا مبتسمة: أنا فخورة بذلك. إنها خطوة تاريخية.

و "صوفيا" هي بادرة فريدة ترمز لمستقبل مشروع مدينة "نيوم" الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الاثنين الماضي، وسيعتمد في تخطيطها على أحدث تكنولوجيا العصر.

ولي العهد السعودي، لم يكن الزعيم الأول المهتم بالروبوتات ودورها في المستقبل، حيث سبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحثّ تلامذة إحدى المدارس العلمية في روسيا مؤخرا على تكريس جل اهتمامهم لتكنولوجيا الروبوت واستخداماتها.

وقال الرئيس الروسي: "العقل الإلكتروني ليس مستقبل روسيا وحدها، بل أن غد الإنسانية برمتها، معتمد عليه. تكنولوجيا العقل الإلكتروني، وتعليم الروبوت التفكير والمحاكمة تحمل في طياتها قدرات لا توصف، ويصعب التكهن بخطرها كذلك".

وأضاف: "من سيتفوق في هذا المضمار، سوف يحكم العالم، ولا قدر الله أن تتمكن قوة بعينها من احتكار هذا القطاع"، أي حقل تعليم الروبوت التفكير.

درس بوتين للتلاميذ، لم ينته بلا تعليق، حيث كتب إيلون ماسك الخبير في تكنولوجيا الروبوت، على حسابه في "تويتر": "الخطر يكمن بالدرجة الأولى في الحواسيب والروبوتات نفسها، إذ لو اعتبر العقل الإلكتروني أن النصر سيكون حليفه إذا ما بادر هو إلى توجيه الضربة الاستباقية لخصمه، لفعلها جاعلا زعماء وقادة الدول عاجزين عن وقف حرب لها بداية ولا تنتهي".

وورد في مقال منشور على موقع الناتو عقب تصريح بوتين كذلك: "لا بد من التحلي بأعلى درجات الحكمة والروية، قبل منح الآلة حق اختيار الجهة التي تستحق الحياة، وتلك التي لا تحق لها. تكنولوجيا الطيران بلا طيار تشهد طيلة السنوات الماضية تطورا غير مسبوق، ويتسع نطاق حريتها في اتخاذ القرار يوما بعد يوم.

بريطانيا على سبيل المثال، تؤكد في ما تعلنه عن أسلحة الروبوت المتوفرة لديها، أنها قطعت شوطا كبيرا في هذا الاتجاه، واستطاعت تعليم طائراتها بلا طيار الكثير من القدرات العقلية التي يتسم بها البشر، إلا أنها لن تقدم على ترك القرار النهائي للآلة، لعدم قدرتها حتى الآن على التقدير والتمييز".

القيادات السياسية والعسكرية في العالم، تدرك كل الإدراك خطورة منح الآلة حق اتخاذ القرار، وهذا ما يفسر حتى الآن عدم إقدام الجيوش على اعتماد الروبوتات القادرة على التفكير.

وعليه، ومما يجاهر به الساسة والعسكريون، يبدو أنه من السهولة بمكان التحكم بالعقل الإلكتروني، إلا أن أحدا لا يمكن له التكهن بما قد تفكر به الروبوتات، إذا ما علّمها الإنسان ما لم تعلم حتى الآن.

المصدر: RT
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]