تشير سلسة الاتصالات التي أجرها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على عدد من قادة الدول العربية والغربية مؤخرا للحديث حول المصالحة، إلى أن الحركة باتت أكثر انفتاحا وقبولا على الصعيد الدولي.

ويرى مراقبون أن حماس تسير باتجاه تحسين علاقتها مع الجميع، متجنبة الدخول بالمحاور، وهو ما أصبح متاحا بشكل أكبر بعد الإعلان عن وثيقتها السياسية، وكذلك المصالحة التي تعاطت فيها مع مصر وقدمت تنازلات لإتمامها.

وكان هنية قد هاتف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وكذلك الأمير صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، وقبل ذلك، اتصل هنية بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، بعد أن هاتف الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.

ويبدو أن مرونة حماس في إدارة الملفات السياسية شجعت الأطراف المختلفة على التواصل وفتح علاقة مع الحركة أو تمتين العلاقة القائمة، باعتبارها حركة وطنية مسؤولة، طرحت نفسها بقوة في الساحة الفلسطينية.

وكثيراً ما كررت الحركة بشكل رسمي إنها تريد أن تحافظ على علاقات متقدمة مع الكل العربي ومع دول العالم أيضاً، ما دام يصب ذلك في صالح القضية الفلسطينية.

بلير

وفي سياق القبول الدولي للحركة كذلك اعتراف رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، لأول مرة منذ عام 2006، بأن قرار مقاطعة حماس بعد فوزها بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 كان خطأ، وأنهم أخطأوا بالرضوخ للضغط الإسرائيلي الذي دفع لهذا القرار.

وتسير حماس بثبات جيد، نسبياً، نحو استعادة علاقاتها بحلفاء سابقين، وتريد في الوقت نفسه، الحفاظ على حلفاء أو أصدقاء حاليين، في محاولة لا تخلو من مغامرة، بسبب الصراعات الشديدة بين الأطراف محل اهتمام الحركة.

ويرى حسام الدجني الكاتب والمحلل السياسي، أن هناك مؤشرات تدلل على انفتاح الحركة وقبولها دوليا أكثر من السابق أولها اتصالات هنية مع الأطراف الخارجية حول المصالحة وتفاعل الزعماء وأمين الجامعة العربية مع التوجه.

وأوضح أن الدلالة الثانية هي تصريحات توني بلير التي تحدث فيها عن الخطيئة الدولية بعدم قبول الانتخابات ونتائجها، وكذلك بيان الرباعية الدولية الصادر مؤخرا والذي للمرة الأولى لم يشر إلى أن حماس جماعة "إرهابية".

وذكر الدجني أن بيان الكابنيت الأخير الذي يضع العصا في دواليب المصالحة ناتج عن الاستفزاز الإسرائيلي بسبب القبول الدولي والإقليمي لحماس، وأنها قدر مفروض على النظام الدولي لذلك ينبغي التعاطي معها على قاعدة أنها جزء من الحل وليست مشكلة.

واعتبر أن ما يحدث له انعكاسات إيجابية على حماس خاصة في حال اعتبارها أحد مكونات النظام السياسي الفلسطيني وقبولها على هذا الأساس سيخدم الحركة وأهدافها والتخفيف من الضغط على الحركة في حال فازت في أي انتخابات قادمة.

وفي سياق انفتاح العلاقات، أطلع موسى أبو مرزوق السفير الروسي بالدوحة على آخر المستجدات السياسية على صعيد المصالحة الفلسطينية ومخرجات حوار القاهرة الأخير مع حركة فتح، ورغبة حركة حماس في طي صفحة الانقسام الفلسطيني تغليبًا للمصلحة الوطنية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]