أثار الاعتداء على مقهى ليوان العديد من ردود الفعل الغاضبة، من قبل أهالي الناصرة وأصحاب المقهى الذين افتتحوا مقهى ليوان قبل نحو سنة ونصف، بهدف تعزيز روح الانتماء لمدينة الناصرة وسوقها القديم، الذي يعني الكثير لأبناء مدينة الناصرة.
وجاء في تعقيب سالي عزام وهي شريكة في مقهى ليوان إلى جانب سامي جبالي، الذي ساهم هو أيضًا بإقامة هذا المشروع الثقافي، خاصةً أنه موجود في داخل سوق الناصرة، ما يعني الكثير بالنسبةِ لأصحاب المقهى.

وقالت سالي عزام لموقع بكرا: "أعرف السوق لأنّ حياة جدّي كان ناشطًا ومؤثرًا في السوق، كما أنّ والدي تواجد في السوق لفترة طويلة، وكنت أدخل السوق، مع أقاربي ونمر على قهوة أبو سالم، ومن هناك نسير نحو البيت في حي الميدان، هذه هي طفولتي، طبعًا لم أكن أعرف السوق في تلك الفترة بجماليته، كنت أراه كرحلة قصيرة وعليّ أن أمر بها.

سالي عزام: لمستُ جمالية السوق فعشقته

أما اليوم فقد اخترت أن أتواجد هنا، لأني أصبحت أرى وألمس جمالية المكان، وأشعر أنني جزء من هذا المكان، ولديّ ما أعطيه هنا مثل أي محل أو دكان في السوق أقدم خدمة للناس، ولدي هدف ورؤية وفكر وأحب أن يشاركني الآخرين فيه، وأن نعمل معًا، في هذا المشروع، وأنا فعلاً أرغب بتطوير السوق من الناحية الاقتصادية، وليس مجرد كلام في الهواء.

أنا مريضة بعشقي للناصرة وتراثها

وكل واحد يجلس على كرسيه ويتحدث، ومن يريد أن يرى، ليكن هُنا، وليروا أننا نعمل ونسعى من مكان لآخر، ومصلحتنا هي مصلحة كبيرة، مصلحة بلد، وسوق والحفاظ على الهوية والتراث، هذا شغفي في الحياة، هذا مرضي قالوا لديها متلازمة داون للسوق، هكذا أرى نفسي ويراني الآخرون، لأنني أتحدث بشكلٍ حقيقي ولا ألعب أي ولا أريد أي شيء، أنا أقوم بعملي البسيط من كل قلبي وأظن أنّ الآخرين يشعرون بهذا الأمر، وأفكر أنّ هذا الدعم الذي حصلنا عليه، لأنّ الناس يعرفون حقيقة الناس الذين يقفون وراء هذا المشروع، والدعم هائل، والناس الزائرين من خارج البلد، وأتوقع أن يأتي الجيران هذه سهلة، لكن يأتون من يافا وعكا وعرابة، أكثر من هذا الحب والدعم، ونهذه رسالتنا والناس الذين نحبهم وأراهم في الناصرة في البلد الطيبة الخيرة ويطيب العيش فيها، وكلي أمل أن نبقى ونكبر ونزداد وكل هذا الخير يزيد، ومجموعة الشر قليلة، بينما نحنُ لدينا قوة عظيمة بالمحبة والعطاء وعشق الناصرة". 

تغريد جهشان تأتي خصيصًا من يافا للتضامن

شاركت المحامية تغريد جهشان بحملة التضامن مع مقهى ليوان الثقافي، وجاءَ في تعليقها على الاعتداء السافر بحق أصحاب مقهى ليوان، وهم: سالي عزام، سامي جبالي، وقالت تغريد: "جئت للتضامن مع مقهى الليوان وهو يمثل رموز مهمة وكبيرة، خاصةً أنّ الحديث عن إقامة المقهى في هذا المكان المهم والأثري، فالاختيار له أبعاده الكبيرة للحفاظ على تراثنا وحضارتنا، تاريخنا وموروثنا الذي يجب أن نحافظ عليه في كافة البلاد، سواء في يافا أو الناصرة، أو في شفاعمرو، بسبب علاقتي وعائلتي بمدينة شفاعمرو، ويهمنا أن نحافظ على آثارنا وندعم المقهى الثقافي الذي يعني لنا الكثير، وأظن أنه يجب على الجميع دعم مثل هذه المشاريع، حتى تزداد هذه المشاريع في الناصرة، وأرى هناك أماكن مغلقة للأسف، وكما هو الحال في شفاعمرو، إذ لا يزال سوق شفاعمرو مغلقًا للأسف، بالرغم من محاولات إعادة فتحه، ولكن لغاية الآن لم ننجح بافتتاح هذه الأسواق التاريخية المهمة، ويجب دعمها، إذ من الضرورة الاهتمام بمعالمنا الأثرية التي تحمل رائحة الماضي الجميل.

صائب فاهوم: أعتز بالليوان كونه يغرس الثقافة 

وعقّب صائب فاهوم، صاحب مكتبة تعنى بالزراعة (ومتقاعد): "قائلاً: كان من المهم دخول السائح إلى الناصرة ليشعُر بقيمة المكان، وهذا المكان الثقافي مهم، من حيثُ الاستماع بالشعر، أو ينشغل بقراءة كتاب، أي الاهتمام بالأمور الثقافية، وبنفس الوقت يتم دعم أصحاب المحال التجارية في سوق الناصرة، من الناحية الاقتصادية أيضًا.
وشارك عدد من الشبان الرافضين للاعتداءات على مقهى ليوان بينهم الشاب الناشط عز والذي صرّح لموقع بكرا قائلاً: "إنّ الحرب أو الهجوم على الليوان، هو هجوم بفعل الخروج عن الحالة الرتيبة، الروتينية، والهجوم يأتي ضد خلق مساحة فكرية تساهم بتقدمنا، وتصنع ثورة ثقافية في السوق وفي الناصرة، ونحنُ نتحدث عن مقهى ثقافي، طابعه ليس ربحيًا ويساهم بتعزيز روح الثقافة وإقامة الندوات، ونحنُ أحوج ما نكون لهذه الحالة الثقافية. وفيها أكثر نماذج من المقاهي الثقافية والأماكن التي يمكن للشباب استثمار وقتهم فيها، وأفضل أن أحضر وأدعم ليوان أكثر من أن أدعم مكان أجندته لا تناسبني، أو أنها قد تدعم صناديق لا يعني لنا، هذا هو الطابع، إذ يعطي مردودًا للمجتمع، ليس فيه استثمار ربحي أكثر من انه جانب ثقافي حضاري يُساهم بتغيير الواقع للأفضل، والفكرة تأتي لتطوير الثقافة وواضح أنّ المجموعات التي تهاجم، هي مجموعات منغلقة، مجموعات لا تؤمن بالتعددية والثقافة والتفكير الناقد لكل شيء، وهذه أزمة ومجرد الليوان أشعر الآخرين بالتهديد هو بذلك قام بتغيير وبدأ بأول خطوة لمناهضة مثل هذه المجموعات.

جول سروجي: "أنا من هذه المدينة التي لن تركع!

هذه مدينة البشارة، التي تشع النور والعطاء والمحبة، هذه المدينة هي العنوان للتاريخ، هذه المدينة الصامدة بسوقها القديم وحجارتها التي تحكي لنا ألف حكاية، نحن من هذه المدينة، نحن تربينا على الهلال والصليب معًا، هذه المدينة هي عنوان التسامح ونقول لكل خفافيش الليل، نحن باقون وباقون وباقون ولن نركع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]