نظم عدد من النشطاء ورجال الأعمال مساء اليوم أمسية تضامنية خاصة مع مقهى ليوان بعد أن تعرض عدة مرات إلى اعتداء سافر من قبل جماعات مجهولة.

وقام "بكرا" اثر ذلك بحديث خاص مع سالي عزام وسامي جبالي – اللذان بادرا لافتتاح مقهى ليوان، والذي افتُتح في شهر حزيران، في العام الماضي 2016، وأمضى حتى اليوم سنة وأربعة أشهر على الأقل.

وعن هذه التجربة القاسية تقول سالي عزام: "بالنسبة لي الناصرة، والبلد القديمة، من أولويات حياتي، والشغف تبعي، أقوم بهذا العمل ولا أشعر أنني أعمل، وهذا هو الحلم الذي أحبه وأتمناه. أن أقيم مركز ثقافي في البلدة القديمة، وأرى السوق جوهرة الناصرة وليوان، جزء من هذه العلاقة القوية بيني وبين السوق. والناصرة هي مسؤوليتنا جميعًا ويجب الحفاظ عليها، وأن نُساهم في إنعاشها، وليس فقط المحافظة عليها، ويجب أن نفكر طوال الوقت كيف يمكننا تطويرها وإنعاشها، وكيف يمكن أن نأتي بأفكار إبداعية، فهذا المكان في قلب السوق يزيد جماليته في المدينة، ورونقه يضاهي أي مكان في العالم. هذه نظرتي الشخصية، هكذا أرى، وأعتقد أن مسؤولية هذه المدينة تقع على عاتقنا جميعًا، لحماية الموروث الجميل، والحفاظ عليه، وأنا قمت بفكرة بسيطة بالتعاون مع سامي جبالي عندما رأيت أن هناك تقارب بيننا في وجهات النظر".

أضافت عزام: "لدينا نحنُ المسؤولين في مقهى ليوان رؤية مشتركة، وعلى رأسها أن تنتعش الناصرة ويزداد عدد السياح الزائرين، الذي يأتون فيلمسون من بعيد جمالية مدينة الناصرة وحضارتها التي تمتد لسنواتٍ طويلة".

تتابع عزام: الزائرون لمدينة الناصرة يروْن الناصرة الجميلة، بماضيها وحاضرها التي أحب أن أراها، وأريد لأولادي أن يعيشوا بها، الناصرة التي تحمل النسيج الاجتماعي الطيب والغني بالحُب والعشق لهذا المكان. ويهمني أن يقضي السائح طوال الوقت في الناصرة، وليس بضع ساعات، وإنما أسعى أن أبني برنامجًا أجعلهم يمددوا مدة إقامتهم في البلد، هذا واحد من المشاريع التي اتمناها، وسترافقنا مجموعة ستمكث أربعة أيام وليالٍ في فنادقنا في قلب الناصرة. وعددها 27 شخصًا، سيمضي السياح زيارتهم في قلب السوق القديمة، في بيت الضيافة، وهناك ثلاثة بيوت ضيافة، وهذا الأمر بالنسبة لي إنجازٌ كبير، أننا ندخلهم إلى البلدة القديمة، يفطرون في قلب السوق، يتسوقون من السوق، يتوجهون إلى أمكان أخرى مثل عكا، ثم يعودون إلى الناصرة".

• كم تشعرين بالمتعة عندما يهتم أباء الناصرة بالمشاركة في الندوات الثقافية والتوعوية، وكم تضف لهم من ثقافة ومعرفة.

تقول سالي: "نحنُ واجهنا مشاكلاً والموضوع معروف للجميع، والمحرك الداخلي لدي هي متعة الناس وحبهم لهذا المكان، لو أنني لم أكن متواصلة مع الناس كنت أغلقت المحل منذ زمن، لكن حلمنا ورؤيتنا أكبر من أن نضعف أمام هذا الأمر، المضايقات والتهديدات ولديّ أملٌ كبير باستمرار هذا المكان ليس لمصلحة ليوان، بل للمصلحة الأكبر، للبلد بشكلٍ عام، لنجعل الراغبين بافتتاح المزيد من المراكز الثقافية والتوعوية والمقاهي في قلب الناصرة، علمًا أنّ المحلات التجارية موجودة ورخيصة، وحان الوقت أن نأخذ المسؤولية ولا ننتظر أن يعطينا أحد أو يتبرع لنا، نحنُ يجب أن نعتمد على أنفسنا بالقليل الذي نملكه أن نفتح محلات والموضوع بسيط جدًا، لكنه يحتاج إلى مال، وهذه البلد تستحق أن يستثمر أهلها فيها، وليس بأماكن أخرى.

"تضيف: "أنا أقول أنّ ليوان ولد ليجمع الناس تحت سقف واحد، لنفكر معًا كيف نفتتح هذه المحال، وعندما يجدون مقاهٍ أو أفكار ناجحة، يصبح لديهم رغبة جديّة بعمل شيء مشابه، وهذا ما لمسناه، والبعض يقول أنّ مكانكم ناجح وهذا يجعلنا نتشجع لنفتح مقاهي أخرى. ونقول لهم تعالوا افتتحوا، ونساعدهم في إيجاد صاحب الملك، ليستأجروا، والهدف ليس تنافسي وإنما تعاون حقيقي لأنّ مصلحتنا هي مصلحة بلد، وأنا بكل سرور أقول أفتحوا مقهى مثلي، وهكذا أكسب القوة والقدرة على المواصلة. هذه النفسية وهذه العقلية التي أرغب بأن تزيد في البلد، وكلنا مع بعضنا عندما أنجح فإننا ننجح معًا. وهذا الفكر الذي أحب الترويج له، وهناك ناس تشاركني هدفي، وهناك أناس عملوا ونحنُ مستمرون، ونريد للجيل القادم أن يكمل في هذا المسار وأرى أننا اليوم بنقطة مفصلية، الناس تأتي للسوق، وعندما يأتون يقولون: "منذ ثلاثين سنة لم ندخل السوق" جعلتمونا نتحمس لنرى هذا المكان، وليس هناك سعادة أكبر مما أسمعه من الناس، يعيدون الذكريات والتاريخ، وأظن كيف احفظ هذا التاريخ، ويحفظ ذاكرة الناس لهذا المكان، طوال الوقت أفكر ماذا أفعل، والانتاج هو الذي نصنعه نحنُ".

وأكدت سالي أن لا شيء يمنع الزائرين إلى الناصرة من دخول السوق القديمة، حتى أنّ كُلُ لافتةٍ وحانوتٍ وحتى الكنائس والجوامع في سوق الناصرة تُرحب بالزائرين، وتتمنى لهم استضافة تليق بهم، وبما لمسوه من جمالٍ، مضى عليه سنواتٍ طوال، سيبقى كنزًا يجب الحفاظ عليه طوال الوقت.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]