نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريراً تحدثت فيه عن التغيرات التي طرأت على استراتيجية تنظيم "داعش" فيما يتعلق بتعامله مع النساء. وبموجب هذا التغيير، خرجت النساء عن دورهن التقليدي المتمثل في "رعاية أشبال التنظيم"، وتحولن إلى "مقاتلات".

وقالت الصحيفة إن التغيير المفاجئ الذي تبناه تنظيم "داعش"، من خلاله ندائه الأخير الموجه للنساء، جاء بالتزامن مع أكبر الخسائر التي تكبدها التنظيم في الفترة الأخيرة في كل من العراق وسوريا. إلى جانب هذا الانهيار، شهد "داعش" ارتفاع عدد الضحايا بين صفوف مقاتليه في "أراضي الخلافة".

وأوردت الصحيفة أن تنظيم "داعش" يشهد في الوقت الحالي أسوأ لحظاته منذ إعلان "الخلافة" في سوريا والعراق خلال سنة 2014. فضلا عن ذلك، يتوقع الخبراء والمراقبون هزيمة التنظيم بشكل نهائي في المستقبل القريب، خاصة أن خسارة المجال الجغرافي رافقها فقدان حوالي 70 ألف مقاتل.

وأكدت الصحيفة أن "درجة يأس قادة التنظيم بلغت أعلى مستوياتها خلال هذه الفترة، ما جعلهم يقدمون على تغيير أحد أهم مبادئ التنظيم الأساسية، والتي لا يمكن المساس بها أو التنازل عنها؛ ألا وهو دور المرأة داخل التنظيم. وتبعا لذلك، تحولت النساء من "راعيات لأشبال التنظيم"، اللاتي يلازمن البيت، إلى مقاتلات يتنقلن حسب الحاجة".

ففي تقرير نشره العدد الأخير من "مجلة النبأ"، التي تخدم دعاية الجماعة، حث تنظيم "داعش" النساء على حمل السلاح، والدفاع عن أراضي "الخلافة"، ومساندة التنظيم في المعركة التي يخوضها. في المقابل، تتعارض هذه النداءات مع التصريحات السابقة بشأن الأدوار التي حددها تنظيم الدولة للنساء بدقة. فضلا عن ذلك، شجع نداء التنظيم الأخير النساء على القيام بالدور الذي كان في السابق حكرا على الرجال.

وثيقة

وأوضحت الصحيفة أن تنظيم "داعش" نشر قبل سنتين بيانا، حدد فيه ضوابط سلوك المجتمع الذي يعيش على أراضي "خلافته". وفيما يتعلق بدور المرأة، أكدت هذه الوثيقة أنه "على النساء ألّا يعملن، ولا يغادرن البيت، بينما أمرهن التنظيم بالتنقل إلى أراضي "الخلافة"، من أجل مهام "إنسانية". لكن يبدو أن الواقع كان مختلفا تماما؛ فقد كان دور المرأة متمثلا في البقاء مخفية، والحفاظ على المجتمع من خلال ملازمة البيت.

وبينت الصحيفة أن الوضع تغير في الوقت الحالي؛ نظرا لسماح تنظيم "داعش" للمرأة بالخروج من البيت وحتى المشاركة في القتال. وبشكل عام، جاءت هذه الدعوة الموجهة لنساء التنظيم اللاتي اقتصر دورهن على البقاء في البيت في السابق، في الوقت الذي يمر فيه "داعش" بأصعب الأوقات منذ إعلانه عن قيام "دولة الخلافة".

وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن بعض المحللين يحذرون من إمكانية تنامي عدد الهجمات التي يخطط تنظيم الدولة لتنفيذها خارج سوريا والعراق في المستقبل. وتمثلت حاجتهم في أن الهزائم التي شهدها تنظيم "داعش" في هذه الأراضي جعلت عددا كبيرا من أتباعه يتشتتون ويهربون إلى مناطق أخرى، وهو ما سيجعلهم ينشطون فيها.

(عربي 21- lavanguardia)

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]