لندن ـ «القدس العربي»: تزايدت المعلومات حول اتجاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعليق العمل بالاتفاق النووي مع إيران، على خلفية تصاعد اتهامات واشنطن لطهران بعدم الالتزام بجوهر الاتفاق.

وقال الرئيس الأمريكي، الخميس، إن طهران لم تحترم «روح» الاتفاق النووي، وإنه سيعلن «سحب الإقرار» بهذا الاتفاق، ما يعيد الكرة إلى ملعب الكونغرس وقد يؤدي إلى فرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية.

ويلزم القانون الرئيس الأمريكي على أن يشهد أمام الكونغرس كل تسعين يوما ما إذا كانت إيران تلتزم بنص الاتفاق، وإذا كانت إزالة العقوبات عنها تخدم المصلحة القومية للولايات المتحدة.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» نقلا عن أربع شخصيات في محيط الرئيس، إن ترامب سيؤكد أن الاتفاق لا يخدم مصلحة الولايات المتحدة.

أما صحيفة «نيويورك تايمز» فنقلت عن مصادر قريبة من الملف أيضا قولها إن ترامب ينوي «سحب الإقرار» بالاتفاق، على أن يبقى ساريا وترك الكونغرس يبت في مسألة فرض عقوبات. ويمكن أن يؤدي فرض عقوبات جديدة إلى ضرب هذا الاتفاق الموقع في 2015 مع طهران.

وفي حال «سحب الإقرار» بالاتفاق، يمهل القانون الكونغرس ستين يوما للبت في مسألة إعادة فرض عقوبات.

وقد تحاول واشنطن الإفادة من هذه المهلة لتنتزع من شركائها الأوروبيين وعدا بإعادة فتح مفاوضات مع طهران. لكن خطوة كهذه ستدشن مرحلة من الغموض مرتبط بالموقف الذي ستتبناه إيران.

لم يحترموا روح الاتفاق

وكان ترامب صرح الخميس أن الإيرانيين «لم يحترموا روح الاتفاق» الموقع في 2015 بين طهران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) ويهدف إلى ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع تدريجي للعقوبات عن إيران.

وأضاف في بداية اجتماع في البيت الأبيض في حضور كبار المسؤولين العسكريين في البلاد «النظام الإيراني يدعم الإرهاب ويصدر العنف والفوضى في الشرق الأوسط». وتابع «لذا يجب أن نضع حدا للعدوان المستمر من إيران، ولطموحاتها النووية»، مشددا على أنه «يجب ألا نسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية».

وردا على سؤال حول قراره المنتظر بشأن الاتفاق النووي، أكد الرئيس الأمريكي أنه سيعلنه في وقت «قريب جدا».

وأدلى ترامب بهذا التصريح خلال جلسة تصوير سبقت عشاء في البيت الأبيض مع القادة العسكريين وزوجاتهم. وقال «هل تعلمون ما يمثله ذلك؟ قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة». وأضاف ردا على أسئلة صحافيين لتوضيح تصريحاته «قد يكون الأمر كذلك، الهدوء، الهدوء الذي يسبق العاصفة».

وعما إذا كان يقصد إيران أو تنظيم «الدولة الإسلامية»، قال ترامب «أريد أن أقول أمرا واحدا، لدينا في هذه الغرفة مساء اليوم أفضل القادة العسكريين في العالم وسنمضي سهرة لطيفة، نشكر لكم حضوركم».

وردا على السؤال نفسه للمرة الأخيرة، قال ترامب «سترون».

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن ترامب قد يلقي خطابه حول إيران بعد أسبوع، وتحديدا في 12 تشرين الأول/اكتوبر.

ترامب يقرر

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن ترامب اتخذ قرارا بشأن الاتفاق وسيعلنه في الوقت المناسب، مشيرة إلى أن تركيزه ينصب على إستراتيجية شاملة حول كيفية التعامل مع إيران.

وأضافت «أعتقد أنكم ستشاهدون هذا الأمر في وقت قصير، وستكون إستراتيجية شاملة مع فريق موحد خلفه لدعم هذا الجهد».

واستبقت روسيا القرار المرتقب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاتفاق النووي مع إيران بدعوة ترامب إلى اتخاذ «قرار متزن» بهذا الشأن، انطلاقا من حقائق الواقع، مستبعدة خروج الولايات المتحدة من الاتفاق.

كما قال مسؤولون إيرانيون وغربيون مطلعون لرويترز إن إيران لمحت للقوى العالمية الست أنها مستعدة لإجراء محادثات بشأن ترسانتها من الصواريخ الباليستية سعيا لتخفيف حدة التوتر المحيط ببرنامجها المثير للخلاف.

وتعهدت طهران مرارا بمواصلة بناء ما تصفها بالقدرات الصاروخية الدفاعية في تحد لانتقادات غربية وقالت واشنطن في هذا الشأن إن موقف إيران ينتهك الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية في عام 2015.

لكن المصادر قالت إنه في ظل تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتخلي عن الاتفاق الذي أبرمه سلفه الرئيس السابق باراك أوباما تحدثت طهران إلى القوى العالمية مؤخرا بشأن محادثات محتملة عن بعض «جوانب» برنامجها الصاروخي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]