نشرت صحيفة "يديعوت هعيمك" خبرا يتناول قصة شاب يهودي (30 عامًا) وشابة عربية مسلمة (23 عامًا) قرّرا الزواج، رغم اعتراض البيئتين الاجتماعيتين اللتين يعيشان فيهما- في مدينة "نتسيرت عيليت" المجاورة للناصرة، وهما يقيمان حاليًا في شقة صغيرة مستأجرة بالمدينة، إلى حين ارتباطهما رسميًا – كما ورد.

وجاء في الخبر ان العلاقة بين الاثنين قد بدأت عندما كان يتعلمان في "مؤسسة أكاديمية معروفة"- حسبما نُشر- وتشاركا مع زملائهما بالدراسة في مشروع يُعني بالتقارب بين الشعوب ويدعم قيم العيش المشترك، وفي هذه الأثناء توطدت العلاقة بينهما، وعن ذلك تقول الشاب العربية لمراسلة الصحيفة: " لا يمكن التغلب والسيطرة على مشاعر الحب، فالحب خارق للحدود والأديان والشعوب، ولم يكن بالإمكان الهروب منه، فهو قد وقع فعلًا، وهو أمر لا يمكن الحدّ منه ومنعه ولن نسمح لأحد بأن يفرّق بيننا".

ردود فعل شديدة ..

احتفظ الحبيان بحبهما في السّر، ولم يلتقيا بالعلن سوى في اللقاءات المنظمة في إطار المشروع، فلم يلاحظ الزملاء أمرًا غير اعتيادي، وعن ذلك يقول الشاب: "كنا في البداية نلتقي خلال الجولات والأنشطة المتعلقة بالمشروع، ورويدًا رويدًا بدأنا نلتقي في غرفتينا بالمساكن، متظاهرين بأننا نتعاون بالعمل والنشاط في مشروع العيش المشترك، وتوطدت العلاقة بيننا أكثر فأكثر.

كان من السهل على صديقتي أن تأتي إلى غرفتي لأن زميلي المقيم بمعيتي كان غالبًا ما يغيب، لكن كان صعبًا عليّ أن أزورها في غرفتها لأن زميلاتها كن طوال الوقت هناك، ولم نشأ ان نلفت الأنظار إلينا".

وبعد أربعة شهور من العلاقة السرية، بدأت تظهر تساؤلات، وخاصة من جهة المحيطين بالشابة العربية، وراحب زميلاتها يسألن عن سبب ابتعادها عنهن، ومصاحبتها "لذلك الشاب الناشط في المشروع".

ولم تكد تمرّ مدة ستة شهور من بداية العلاقة، قرّر الاثنان المجاهرة بها علانية، وعن ذلك تقول الشابة أن "الأمر لم يكن سهلًا"، ولم أتوقع أن يعلم أهلي بالعلاقة بيننا بهذه السرعة، وقد سألوني عما إذا كان ما سمعوه عني صحيحًا، فلم أبح لهم بكل شيء، رغم أنني اعترفت بوجود علاقة مع زميلي اليهودي، فطلب مني والدي أن أقطع دراستي وأنهي علاقتي مع هذا الشاب، وبما انني كنت مصرة على انهاء دراستي ومواصلة علاقتي بزميلي- فقد قررت مغادرة منزل أسرتي"- كما قالت".

"اقطع علاقتك بها"!

وقالت الشابة للصحفية التي قابلتها، أن افرادًا من أسرتها قد علموا بمكان اقامتها مع صديقها، فجاءوا إليها، وطلبوا منهما أن ينهيا العلاقة بينهما، لكنها أصرت على موقفها.

وتعرّض الشاب اليهودي أيضًا لما تعرضت له صديقته، وخاصة لضغوط شديد من والديه اللذين أدعيا أن هذه العلاقة تضر بمستقبله الدراسي، ومارس والده ضغوطًا بالغة الحدّة لقطع العلاقة بين الحبيبين.

ولم يجد الاثنان بدًا من استئجار شقة صغيرة مكونة من غرفة ونصف، في نتسيرت عيليت، يعيشان فيها بعيدًا عن التقريع والتلويم "وكل ما نبغيه هو الابقاء على حبّنا الذي لا يمكن اطفاء جذوته"- على حدّ تعبيرها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]