تردد الإعلام الأمريكي كثيرا في استخدام تعبير “العمل الإرهابي” لوصف ما فعله المواطن الأمريكي الأبيض ستيفن بادكوك، عندما قتل ما لايقل عن 58 شخصا فى مهرجان روت 91 هارفيست للموسيقى فى لاس فيغاس، وآصاب أكثر من 500 آخرين، في جريمة هي الأكبر من نوعها وما زالت تنتظر التوصيف القانوني بعد الانتهاء من الاستماع إلى صديقة الجاني.

لماذا تردد أو تجنب الأمريكيون استخدام تعبير الإرهابي في توصيف حادث مروع تنطبق عليه كل المواصفات القانونية للإرهاب، كما هي في القواميس السياسية وفي أدبيات الأمم المتحدة؟ هذا السؤال مطروح الآن بقوة في واشنطن، حتى من مجلات نسائية كبرى مثل “فوغ” التي تستغرب بشدة، ولها في ذلك أسبابها.

عمل شرير وذئب منفرد

يُعرّف الإرهاب، وبشيء قليل من التفاوت، بأنه “الاستخدام غير المشروع للعنف والترهيب، وخاصة ضد المدنيين، في السعي لتحقيق أهداف سياسية”. هذه القطعة الأخيرة (أهداف سياسية) هي المفتاح.

التقرير النهائي لأسباب جريمة فيغاس لم ينشر بعد وقد لا يتضمن أي ارتباطات للفاعل مع منظمات إرهابية . لكن المؤكد أنه “خلق وحافظ على حالة من الخوف الشديد والضيق” بين الحشد الأبرياء في فيغاس.. ولكن لا أحد يقول كلمة “الإرهاب”. فقد وصفه الرئيس دونال ترامب بأنه” عمل شرير من الدرجة الاولى” :

تقول “فوغ “: إنه تكتيك التكيف المريح، مع السائد. فالأمريكيون أسهل بكثير عليهم أن يعتقدوا بأن الإرهابيين هم الغزاة الأجانب من رعاة داعش أو أفراد العصابات المكسيكية غير الموثقين الذين يقفون وراء عمليات القتل الجماعي.

لكن شبكة فوكس، مثلا، قالت إنه “منذ تولي ترامب منصبه، قتل المزيد من الأمريكيين على يد رجال أمريكيين بيض لا علاقة لهم بالإسلام وبالتنظيمات الإرهابية التي تتلفع به” هم من الأمريكيين البيض الذين يرهبون الناس في المنازل. ويسمونهم أيضا “الذئاب الوحيدة”، أو “المسلحين”، وهي تسمية لهم لا تتناسب مع وزن أفعالهم.

وفيما يستمر الجدل حول توصيف “الإرهاب والإرهابين البيض الأمريكان” ، فإن التوجيه السياسي الغالب في واشنطن الآن يذهب إلى إعادة فتح الملف القديم المتعلق بشرعية حمل السلاح وشرائه في الولايات المتحدة.

 

المصدر: المرصد

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]