رغم مرور 17 عاما على الانتفاضة الفلسطينية الثانية الا انها ما زالت ماثلة في اذهان المقدسيين عقب اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000 باحات المسجد الأقصى، تحت حماية نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة، وبموافقة من رئيس الوزراء في حينه إيهود باراك.

وتجول شارون في ساحات المسجد الأقصى المبارك وقال إنه سيبقى منطقة إسرائيلية، مما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الإسرائيليين، وقُتل سبعة فلسطينيين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جنديا إسرائيليا.

وقال استاذ التاريخ في جامعة بيرزيت الدكتور نظمي الجعبة ان شرارة الانتفاضة جاءت بسبب اقتحام شارون لباحات المسجد الاقصى , مضيفا انه بعد مرور 17 عاما ازدادت الاقتحامات للاقصى.

ورأى الجعبة ان احداث الاقصى الاخيرة كانت تعبير عن احتدام الصراع حول المسجد الاقصى، موضحا ان المسجد ما زال في النقطة الساخنة الاساسية في الصراع اليومي الفلسطيني الاسرائيلي، وقال " مضى 17 عاما من النضال لحماية المسجد الاقصى من محاولات التقسيم الزماني والمكاني"، مؤكدا ان شعبنا نجح حتى اليوم في حماية المسجد الاقصى، لكنه يشعر ان المسجد سيبقى في قلب الصراع.

وقال الجعبة:" نستذكر الشهداء الذين سقطوا خلال ال 17 عاما الماضية، في الدفاع عن الاقصى, الى جانب المبعدين عن القدس والاقصى"، مؤكدا ان القمع الاسرائيلي المتواصل وسقوط عدد كبير من الشهداء, جاء للحفاظ على مفاتيح المسجد الاقصى بايد فلسطينية.

جيل الإنتفاضة أقوى 

وقال الباحث في تاريخ القدس فخري ابو دياب ان الجانب الاسرائيلي مارس خلال 17 عاما ضغوطا وخناقا على المقدسيين، واستولى على عدد كبير من المنازل والاراضي لبسط سيطرته بشكل كبير، مؤكدا ان الاجراءات الاسرائيلية لم تنجح وان الجيل بعد الانتفاضة الثانية ما زال مرتبطا بعقيدته وهويته ووطنيته وان محاولات ابعاده وسلخه عن تراثه ووطنيته لم تنجح لذا لجأت اسرائيل الى قهره ودفعه للرحيل عن وطنه.

بالمقابل اكد ان شعبنا ازداد تمسكا بهويته وقضيته وقد توج ذلك في احداث الاقصى الاخيرة عندما حاولت السلطات الاسرائيلية تغيير واقع المسجد الاقصى , حيث استطاع التوحد رغم كل الانقسامات ولم يسمح بتجاوز التعديات.

واضاف انه لوحظ خلال السنوات الاخيرة انتهاج سياسة الابعاد عن القدس والاقصى واعتقال المئات من ابناء شعبنا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]