تعقد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس المركزي الأرثوذكسي في فلسطين والأردن والحراك الشبابي الأرثوذكسي، مؤتمرا تحت عنوان " اوقاف الكنيسة الارثوذكسية قضية ارض ووطن وانتماء وهوية".

ويعقد المؤتمر في القاعة الرئيسيّة لفندق قصر جاسر في مدينة الميلاد، بيت لحم وذلك يوم الاحد من الساعة التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء.

باحث في موضوع الشؤون الارثوذكسية وعضو المجلس المركزي الأرثوذكسي - اليف صباغ، قال بحديثه مع بُكرا:" في خضم الصراع المستمر بين ابناء الكنيسة العرب والبطركية اليونانية التي تسيطر على مقدرات الكنيسة المنقولة وغير المنقولة، ومع الكشف عن صفقات البيع المكثف لاوقاف الطائفة التي يقوم البطريرك ثيوفيلوس الثالث استمرارا لسياسة سابقيه من اليونانيين، ضاربا بعرض الحائط بكل التعهدات التي قدمها للحكومتين الاردنية والفلسطينية، وخاصة بعد الكشف عن صفقات عديدة في اماكن حساسة في القدس، نهضت القوى الوطنية الفلسطينية ، متخطية انتماءاتها الدينية، للتصدي لهذه السياسة المعادية للمصالح الوطنية للشعب الفلسطيني عامة، وليس للمسيحيين الارثوذكس فقط. عمليا تلاقت المصالح الوطنية وكانت الاوقاتف الارثوذكسية ارضا خصبة لهذا التلاقي، ذلك لان هذه الارض هي الشاهد على تاريخنا في وطننا وهي ميراثنا الوطني الفلسطيني، ان كانت في مناطق الـ 48 او في مناطق الـ 67".

وحول الامور التي سيتناولها المؤتمر، يقول:" المؤتمر يتطرق الى الجانب الوطني من القضية الارثوذكسية، كون النضال ضد الطغمة اليونانية في الكنيسة هو نضال ضد الاستعمار الاجنبي وهو في الوقت ذاته دفاع عن الارض الفلسطينية والتاريخ والميراث الفلسطيني العريق".

وعن توقعاته من المؤتمر، يحدّثنا:" نحن نتوقع نجاحا باهرا لهذا المؤتمر لانه يوحد شطري فلسطين اولا ولانه يوحد المسيحيين الارثوذكسيين في فلسطين التاريخية والاردن حول قضية واحدة مشتركة. وسترى ان جميع الفصائل الفلسطينية مشاركة به بفعالية رغم كل الضغوط التي تمارسها بعض الجهات السياسية لمنع شخصيات دينية اسلامية من المشاركة".

وتابع:" بطبيعة الامر، سيلقي المتحدثون الضوء على خطورة الصفقات، وسنعرض ذلك بالوثائق التي لا تقبل التشكيك. ونفند كل الادعاءات التي تدافع عن المستعمر وتدعو الى الشراكة معه، لن نقبل شراكة مع المستعمر ولا مع اعوانه المستعمر. مطلبنا الاول هو سحب الاعتراف الفلسطيني والاردني من ثيوفيلوس الثالث حتى لا يستطيع الاستمرار بالبيع، والمطلب الاساس هو تحرير البطركية من المستعمرين واعادتها الى الحضن العربي للكنيسة اسوة بباقي الكنائس الارثوذكسية في العالم. فبطركية انطاكيا عربية وبطركية بلغاريا بلغارية وبطركية اليونان يونانية وكذلك الروسية والرومانية".

واختتم كلامه قائلا:" رسالة المؤتمر للمسيحيين واضحة لا لبس فيها: المسيحيون في فلسطين جزء اساس وحي ونشيط من الشعب الفلسطيني لسنا جالية او اقلية او طائفة منعزلة. قضيتنا هي جزء اساس من القضية العامة للشعب الفلسطيني، لا يمكن المطالبة بتحرير فلسطين من الاستعمار دون المطالبة بتحرير الكنيسة الفلسطينية من الاستعمار ايضا. والرسالة الاخرى للمسلمين عامة، القدس واهلها واوقافها المسيحية والاسلامية امامة في اعناقنا جميعا علينا ان نصونها بكل ثمن. اما رسالتنا للسلطات السياسية فهي ان المسؤولية التاريخية لما جرى وما يمكن ان يجري تتحملها السلطات السياسية باشخاصها جميعا لانها هي التي تمنع الاعتراف بالطريرك وهي التي تمنحه حرية التصرف بالاوقاف وعليها انم توقف ذلك فورا قبل فوات الاوان".

احترام التمثيل الشرعي لأرثوذكس الداخل شرط للنجاح في المعركة على الأملاك

بقي ان نشير في هذا السياق إلى أنّ مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية في الناصرة أصدر بيانًا عبر من خلاله عن استهجانه من استثناء الهيئات الوطنية المنتخبة من أرثوذكسيي الداخل من المؤتمر المنعقد غدا في بيت لحم.

وجاء في بيان المجلس: يعبّر مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية في الناصرة، عن امتعاضه واستهجانه، لحالة الالتفاف على التمثيل الشرعي للطائفة العربية الأرثوذكسية في الداخل، في المؤتمر المزمع عقده يوم الأحد الأول من تشرين الأول القريب، في مدينة بيت لحم، بشأن تسريب وبيع الأوقاف الأرثوذكسية على يد البطريركية الأرثوذكسية.إن هذا المؤتمر، الذي يعقد بدعوة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وتسميات وأطر في المناطق الفلسطينية المحتلة، لا يحق له اختيار من يمثل أرثوذكسيي الداخل، الذين لهم هيئات منتخبة وطنية، بشكل شرعي وديمقراطي.

وأضاف: إن مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية في الناصرة، يؤكد أن المؤتمر الأرثوذكسي العام، بما يضم كافة المجالس المنتخبة شرعيا، من أبناء الطائفة العربية الأرثوذكسية مباشرة، هو الممثل الشرعي والوحيد لأرثوذكس الداخل. فيما مجلسنا في الناصرة وحده، يمثل بشكل شرعي ومنتخب، 40% من أبناء الطائفة في الداخل؛ ولهذا، فإنه لا يحق لأي طرف أي يتخذ بنفسه القرار بمن يمثلنا في المؤتمر. وأصلا وجودنا في مؤتمر كهذا يستوجب التنسيق أولا.

وهاجم البيان: لقد وصلت الى مسامعنا حملات التحريض التي يشنها نفر هامشي، ضد مجلسنا والمؤتمر الأرثوذكسي. إننا نعرف تماما الأسماء ومن يقف من ورائها، ونعرف أن منهم من هم متورطون في الدفاع المستميت عن البطريرك المخلوع إيرينيوس، الذي في فترته تمت صفقة باب الخليل في القدس المحتلة. ونؤكد في هذا السياق، أننا لسنا بحاجة الى شهادة من أحد، حول مواقفنا الوطنية من قضية الأوقاف، كونها جزء لا يتجزأ من قضية الأرض الفلسطينية، رمز بقاء جماهيرنا في وطننا، ولهذا فإن كل المزاعم لتبرير استثناء أطرنا الشرعية من مؤتمر كهذا، ترتد على أصحابها.

واوضح: اننا واذ نشيد بالحس الوطني والمسؤولية التي تبديها فصائل منظمة التحرير، التي تبنّت هذا المؤتمر، من منطلق الفهم الحقيقي لأبعاد قضية خطيرة من هذا النوع، والتي من شأنها المس المباشر بالوجود الفلسطيني المسيحي في هذه البلاد، وتماشي صفقات بيع الأملاك الارثوذكسية مع مشاريع التهويد. ونحن نشيد بذلك، فإننا نؤكد أننا كنا نتوخى في الوقت ذاته من الفصائل الفلسطينية أن تصر على أن يشمل تنظيم المؤتمر منذ البداية الهيئات الشرعية للمسيحيين المنتخبين في الداخل، وهي الهيئات الوحيدة المنتخبة بشكل دمقراطي بين المسيحيين الارثوذكس التابعين للبطريركية. إننا في مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة، نؤكد على أهمية معركة الحفاظ على الأوقاف، وهذه المعركة هي قضية وطنية عليا عامة، وهذا ما يتطلب وحدة صف، وخوض معركة شعبية جماهيرية ضاغطة، في سبيل حماية الأوقاف، وهذا يتطلب أيضا، وقف مظاهر الاصطياد في المياه العكرة، لغايات شخصية خطيرة.

واختتم البيان بالمناشدة: اننا ندعو الى تضافر الجهود بين جميع ابناء الطائفة العربية الارثوذكسية وندعو الى الالتفاف حول الهيئات الوطنية الشرعية والمنتخبة وعلى رأسها المؤتمر الارثوذكسي ولجنته التنفيذية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]