خلال ساعات قليلة، منذ مساء أمس الثلاثاء حتى فجر اليوم، قتل الشاب نزيه مصاروة من الطيبة اثناء عمله في حفل زفاف كـ "دي جي" برصاص غدر استهدفه، وقتل أحمد نجم في عكا أيضًا بشجار في شارع صلاح الدين بالمدينة، وأصيب شاب من الناصرة بجراح اثر تعرضه لعيارات نارية في الحي الشرقي.
وتعمّ المجتمع العربي، حالة من القلق والازدراء ازاء العنف المتفشّي، حيث أنه ووفق معطيات مركز "أمان"، فإنه وحتى اليوم قتل في المجتمع العربي هذا العام 53 مواطنًا، بينهم 45 رجلًا و 8 نساء، وأكثر من 75% من القتلى، قُتلوا بسلاح ناري.

وحسب ما جاء في بيان "امان": في شهر 1 قتل 7 أشخاص، في شهر 2 قتل 8 أشخاص، في شهر 3 قتل 4 أشخاص وكذلك في شهر 4 ، وفي شهر 5 قتل 7 أشخاص، وفي شهر 6 قتل 8 أشخاص، وفي شهر 7 قتل 7 أشخاص وفي شهر 8 قتل 3 أشخاص، وفي شهر 9 قتل حتى اليوم 5 أشخاص.

ووفق المعطيات فإن معظم القتلى في منطقة المركز (المثلث الجنوبي) واللد ويافا والرملة، 34 مواطنًا قتلوا في تلك المنطقة منذ بداية العام، بينما قتل 12 مواطنًا في الشمال و7 في النقب.

نستسلم ام نواجه

المحامي رضا جابر قال بحديثه مع بكرا:"امام العنف نقف ونواجه، هو نحن في زمن الانحطاط، والعنف هو نتيجة حتميه لمجتمع ضعيف فقد حصانته وتآكلت هويته وضعف انتمائه للمجموع لمجتمع مستفرد فيه، مستقوى عليه. السؤال :نستسلم ام نواجه؟ نتفرق بأنانية ام نجتمع بانتماء؟ نصرخ فقط ونسير كالقطيع ام نقف وننظم انفسنا ونواجه؟".

وزاد:"المشكلة بأننا حتى هذه اللحظة وعلى الرغم من قوافل القتلى وضحايا العنف لم نحسم امرنا جيدا لصالح المواجهة وليس فقط الحديث والتحليل. هناك فشل قيادي ذريع في مواجهة العنف. القيادة على كل مستوياتها وبكل الميادين. منذ زمن ونحن نطالب الى تحويل الالم والمرض في مجتمعنا الى رافعة بناء وتحدي. لم نفعل.القوة الهائلة من الألم على مقتل المرحوم نزيه اما ان تترجم الى فعل واما ان تذهب ادراج الرياح!".

وحول حل هذه الافة، يقول:" لذلك عدم الاكتفاء بالتباكي وعدم انتظار المخلص من القيادة او المخلص من خارج مجتمعنا. يقوم كل واحد فينا بعمل ما، اي عمل، تربوي، تظاهر،اي شيء".

وانهى كلامه قائلا:" ادعو كل واحد منا اليوم ان يفكر بعمل ما وأن يقوم به وأن يكتب على صفحته ذلك وبعدها يكتب: لم اكتف بالقول بل فعلت! لنخلق من حالة الغليان موجات عمل ومحركات فعل".

نكبة مجتمعية جديدة


الشيخ كامل ريّان قال بحديثه مع بُكرا:" مقتل الشاب نزيه مصاروة والطريقه التي قتل بها وتوقيت القتل ودوافعه يجب ان تستوقفنا جميعا وتستنهضنا من غفوتنا العميقه لوقف هذا الانحدار الخطير الذي ينقلنا بخطوات سريعه جدا الى واقع نكبة مجتمعية جديدة لا تقل خطورة عن نكبة شعبنا الاولى ".

وزاد:" بمقتل الشاب نزيه مصاروة يصل عدد ضحايا القتل في هذا العام الى ٥٢ ضحية لتخلف من وراءها مئات الايتام وعشرات الارامل اضافة الى ٥٢ لعنة سماوية ستلاحق شرطة اسرائيل التي كان بالامكان ان تفعل شيئا ولم تفعله او انها تجاهلت هذه الآفة عن قصد او غير قصد او انها استطاعت ان تضع هذا الموضوع على سلم اولوياتها ولم تضعه".

وانهى كلامه قائلا:" الحل، لا يفل الحديد الا النار لا غنى من اقامة طواقم ضبط ونظام محلية قانونية تعمل ليل نهار لفك حصار هذه الآفه عنا والعمل على محاصرتها وتجفيفها لان هذا المستنقع سوف يغرق مجتمعنا بمياهه الأسنه ويلدغ الأخرين ببعوضة السام".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]