يحيي الداخل الفلسطينيّ، اليوم، الذكرى الـ17 لانتفاضة القدس والاقصى التي وقعت عام 2000 وأسفرت عن استشهاد 13 شابًا في الداخل، والعشرات من الشبان في الضفة وغزة.

ويعيش اهالي الشهداء في حالة من الحسرة والالم حتى هذا اليوم بسبب ان قاتل ابناءهم لا زال يتنفّس الحرية.

وفي حديث لـ"بـُكرا" مع والدة الشهيد أسيل عاصلة، السيدة جميلة عاصلة قالت : "من الصعب التحدث عن مشاعر في هذا الموضوع .فالمشاعر صعب ان تترجم الى كلمات .ومشاعر الفقدان لها وجهان، فقدان الابن والشوق اليه في كل لحظة وتوقف ساعته الزمنية التي لم تمكنه ان يحقق احلامه اما الفقدان الاخر فهو يتمثل بفقدان قياداتنا وابناء شعبنا للحفاظ على سيرة الشهداء بتخليد ذكراهم واحيائها وممكن اختصار ذلك وترجمته حين نرى المجالس والبلديات في بلداننا العربية يطلقون اسماء شخصيات على مؤسسات رسمية وشوارع وان دققنا قليلا نرى ان قسما منها كانت متعاونة مع السلطة في حين نرى شهداءنا قد غيبوا عن هذا المشروع والذين دفعوا عمرهم في سبيل قضيتهم".

نشاطات لرفع العتب فقط!

وحول المستجدّات، تقول:"لم يطرأ اي شيء في قضية الشهداء .فالحكومة الاسرائيلية أغلقت الملفات مدعية ان لا اثباتات ولا أدلة وشعبنا يقوم بتنظيم مهرجان لا يحضره إلّأ المئات لرفع العتب وتبقى سياسة التجهيل هي السائدة".

وعن اذا كان قاتل ابنها نال قصاصه، تحدّثنا:" الجواب واضح جدا ومعروف لمن تابع ملف الشهداء بتفاصيله منذ 17 عشر عاما .في هذا الكيان المجرم قاتل العربي لا يعاقب بل تتم مكافئته على ما فعله .و ترقيته واكبر مثال بعض من تورطوا باعطاء الاوامر بالقتل قد تمت ترقيتهم ومكافأته".

اما عن مطالب اهالي الشهداء، تقول:" لقد كانت وما زالت مطالبنا هي تطبيق العدالة والقاتل والمسؤولين في المؤسسه الاسرائيلية ان ينالوا جزاءهم ونحن نؤمن ان ذلك لا يتم  الا اذا كانت قياداتنا تؤمن بقضيتنا وتشعر باننا اصحاب حق وان دم ابناءنا ليس برخيص .سياسة التجهيل من قبل المؤسسه وتجاهل قضية الشهداء وعدم اعطائها حقها جعلت ذلك منها قضية قد ترهلت وبالنسبة لهذه الاجيال قضية اصبحت من الماضي .ها نحن نرى جيلا كاملا لا يعرف اسماء الشهداء فكيف بنا ان نحيي قضية ونطالب بالعدالة في حين يتحدثون خلال السنة عن الانتخابات ويتجاهلون قضية الشهداء وقضايانا الوطنية".

واختتمت كلامها قائلة:" انا لا اتوقع التغيير في هذا الموضوع طالما نستهتر ببعضنا وبقضيتنا .نشعر بالضعف والخوف امام المؤسسة الاسرائيلية .تهمنا القضايا الشخصية اكثر من قضايا شعبنا ..لم يتغير شيء ولم تحي اي قضية وطنية وتطبق العداله ما دامت هناك سياسة تجاهل وتجهيل لهذه الاجيال .النضال من اجل الحق والعدالة بحاجة لاجيال واعية مثقفة تثقيفا وطنيا لا تثقيف المصلحة وحيّد عن ظهري بسيطة .صحيح ان الوضع الاقليمي والعالمي يساهم في ذلك ولكن بوحدتنا والابتعاد ووضع القضايا الوطنية فوق الحزبية والعائلية هي التي تساهم في اثبات حقنا على ارضنا ومحاسبة المؤسسة الاسرائيلية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]