تميّزت كل من بسملة وليان منذ ولادتهما عن بقية أصدقائهما وزملائهما في المدرسة، بسبب اعاقتهما الحركية، حيث كانت كرسي العجلات رفيقتهما الدائمة. بين الصعوبة في التحرك، وصعوبة التأقلم مع هذا الوضع الذي فرضته عليهما ظروفهما الحركية تخطى الفتاتان هذه الصعوبات، بدعم من ذويهما، والأصدقاء وجهاتٍ داعمة مثل جمعية لست وحدك- كفر قاسم، والتي تديرها المستشارة التربوية فداء طه، والتي هي أيضًا صاحبة إعاقة حركية.

بسملة عيسى، تلميذة في الصف السابع، تعاني منذ ولادتها، بتشقق في العامود الفقري، الذي سبب لها إعاقة حركية، في البداية كان من غير السهل عليها التأقلم مع البيئة القريبة منها، لكنها تجاوزت كل المعيقات، من خلال دعم أهلها لها وبدعم من جمعية لست وحدك، التي نمت فيها موهبتها بالغناء ومنحتها المزيد من الأصدقاء المقربين منها، وهم ايضًا من أصحاب الاعاقات المختلفة.

بالإضافة الى ان الجمعية ساهمت في تمكين شخصيتها وتدعيمها واندماجها مع المجتمع، كما نجحت في التغلب على شعورها بالاختلاف عن الاخرين، وخرجت من الانطواء الى الحياة الاجتماعية، لتنجح أيضا في تغيير نظرة الناس لها من طفلة مسكينة الى فتاة صاحبة شخصية قوية، تمنح وتكتسب من الاخرين الأمور الإيجابية.

اكتشاف موهبة بسملة..

وعن اكتشاف موهبتها قالت، إن من اكتشف موهبتها هي والدتها، ووالدة ليان، خلال مشاركتهما في ذكرى مجزرة كفر قاسم، قبل عدة سنوات، فكانت لدى الفتاتين رغبة في تقديم اغنية وتأديتها امام الحضور، وتم تسجيل اغنية (ناديت والعالم سمع )، وصفق لهما الحضور بحماس كبير.. ومن هنا بدأت مسيرتهما الفنية، وذلك من خلال انطلاقتهما من جمعية " لست وحدك"، حيث تعمل والدتها بشكل تطوعي في الجمعية.

وتوجهت بسملة خلال اللقاء لكل من يقرأ هذه الكلمات، أن الإعاقة بالفكر وليست بالجسد، وهذا ما نحاول ان نوصله انا وليان من خلال الغناء.
وشددت، لن نسمح للظروف ولأي شخص كان ان نكون مهمشين، وسوف نعمل من أجل تطوير موهبتنا وصقلها، وليس فقط موهبة الغناء، انما في ممارسة كرة السلة، التي اتعلمها ايضًا في الجمعية.

وأطمح أن أكون في المستقبل لاعبة كرة سلة، ومغنية معروفة، وان أكون قدوة يحتذى بها من قبل الجميع.
ورسالتي للأهل، الذين لديهم أبناء من أصحاب الاعاقات، لا تخجلوا من ابنائكم، بل افتخروا بهم، وقدموا لهم كل الدعم، حتى يكونوا جزءا فعالا في المجتمع، ومندمجًا فيه.

موهبة واعدة ثانية، اسمها ليان..

أما ليان، صديقة بسلمة، وزميلتها في جمعية لست وحدك، فهي ولدت مع إعاقة حركية وهي ضعف في العضلات، ومع صعوبة في المشي والحركة، الأمر الذي اضطرها للجلوس على كرسي العجلات، وتؤكد خلال اللقاء، انها " مبسوطة من وضعها".

ليان بدير، في الصف السادس، تحدثت عن دعم أهلها لها، وخاصة والدتها التي تحفزها وتدعم موهبتها، وهي واحدة من مؤسسي الجمعية، والتي تعمل بها بشكل تطوعي.

وعن دور جمعية لست وحدك، التي قدمت لها الدعم المعنوي والنفسي وخاصة ان الجمعية تعمل على الاندماج مع المجتمع، وبين أصحاب الاعاقات، وتعزيز الثقة بالنفس، مشيرة انها جعلتها تشعر بوجودها وكيانها مثل باقي البشر.
وبالإضافة الى الغناء، لدى ليان موهبة في الإلقاء الشعري، وتحب صناعة الأشغال اليدوية، ولديها الكثير من الأصدقاء الذين يحبوها، وتقدم لهم النصيحة، وهم بالمثل.

وفي رسالة منها، إلى المجتمع من خلال موقع بُـكرا، قالت نحن أقوياء، ولا ينقصنا شيء، غير دعم أصحاب الاعاقات، دمجهم وتقبلهم. اما عن رسالتها للأهل الذين لديهم أبناء من أصحاب الاعاقات، فقالت: " عليكم دعم ابنائكم، من أجل أن ينجحوا ويصلوا الى أماكن جيدة في المجتمع، ويكونوا اشخاصًا ناجحين".

كما وتحدثت عن التحضير الى الألبوم الغنائي الذي يجمعها هي وبسملة، وعن هوايتها في العزف على آلة الأورغ، وصنع الأشكال الورقية والكرتون، وغيرها من الهوايات التي تمارسها في الجمعية.

وأنهت حديثها، أنها تحلم ان تكون في المستقبل طبيبة ناجحة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]