بأسلوب شيق سلس، وخفّة ظلّ، أطلع علّامة العربيّة د. إلياس عطا الله الحاضرين في نادي البلدة القديمة بالناصرة، على مفردات نستعملها في حياتنا اليوميّة، لكنّنا نأنف أن نكتبها في نصوصنا، ونترفّع أن ندخلها في لغة تدريسنا وكتاباتنا، لأنّنا نعتبرها من "بنات الشوارع"، ونضعها في منزلة متدنّية. 

فاجأ عطا الله الحضور بأنّ الغالبيّة العظمى من هذه الألفاظ هي كلمات فصيحة أهملناها ووأدناها، مثل: بعبَعَ، شرواك، بَغو، أسامينا، فزَّ…
جاء ذلك في لقاء مع عشّاق العربيّة، نظّمته دارة المها للنشر والترجمة، بمشاركة مجموعة شغف، وبالتعاون مع نادي البلدة القديمة في الناصرة. وكان هذا اللقاء هو الثالث من لقاءات "مجالس العربيّة" التي أتحفَنا بها الباحث في اللسانيّات والمعجميّة، إلياس عطا الله، حيث تطرّق إلى العلاقة بين الفصحى والعامّيّة، مؤكّدا أنّه يعشق كلتيهما، فهما غاليتان أُرضعتا بلبان. وقال إنّ العامّيّة هي اللغة التي يكتسبها الطفل منذ ولادته، أمّا الفصيحة، فهي التي يتعلّمها. ومن هنا، فإنّ العامّيّة تنشأ مع الطفل وتكوّن قاموسه اللغويّ منذ البداية. إلّا أنّ عطا الله عاد وشدّد على أنّه يرفض أن تكون العامّيّة لغة التدريس، لكن علينا أن نعيد للكثير من المصطلحات والمفردات هيبتها ومكانتها، من خلال عمليّة تدريس أطفالنا الذين يستعملونها في أحاديثهم ومسارح حواراتهم. 

هذا، وقد استمتع الحضور بما سمعوه من عطا الله، وكانت لهم أسئلة ومداخلات عن هذا الموضوع الذي أثار دهشتهم وإعجابهم.
يُذكر أنّ هذا اللقاء كان الثالث والأخير لهذا الموسم من سلسلة لقاءات "مجالس العربيّة" التي ستتجدّد، بإذن الله، في الربيع والصيف القادمين.
هذا، وستنظّم دارة المها لقاءات أخرى مع إلياس عطا الله، تزامنا مع إصدار كتبه القادمة، وسيكون الكتاب القادم عن "الحياديّة اللغويّة بين الجنس اللغويّ والحركات النسويّة"، ينزع فيه عطا الله عن اللغة العربيّة انحيازها الذكوريّ، ويتّهم أصحاب اللغة بذلك. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]