لا يخفى على احد ان مدينة ام الفحم باتت كالغابة التي لا يشعر فيها المواطن بالامان وهذا بسبب حوادث العنف والقتل التي ألمّت بها ولا زالت...

وتسجّل ام الفحم، يوميا على الاقل حادثتيّ اطلاق نار ناهيك عن الطرقات وما شابه ذلك.

النائب السابق في الكنيست والطبيب الفحماوي - د.عفو اغبارية، قال بحديثه مع موقع بُكرا:" العنف موجود كثر من عقدين من الزمن. ولكن تفاقم في الآونة الاخيرة. اي ان بذور العنف والتكفير موجودة. ولكن يجب علينا تشخيص الأسباب لكي نستطيع تحليل الوضع المالي ومن ثم وضع الية العلاج. دون تشخيص صحيح للمرض لا نستطيع العلاج. وهذا يحتاج لعمل ونقاش جريئ في كل المؤسسات البلدية والسياسية في كل مجتمعنا العربي. وفِي ام الفحم بالذات".

علاقة  "عالم الاجرام"

نائب رئيس بلدية ام الفحم - المحامي رائد كسّاب، قال بحديثه مع موقع بُكرا:"علينا جميعا ان نعترف جميعا اننا نعيش في وضع خطير وقاسي يسوده الضبابية والشعور بعدم الامان لكافة سكان بلدنا. اصبح الخطر يلازم كل فرد من ابناء البلد لدرجة انه لا يمكننا الابتعاد عن حوامة العنف مهما حاولنا، اذ اننا سنجد انفسنا نسقط في دائرة الخطر والعنف . في البداية علينا ان نشخص ظاهرة العنف والتي تفتك بالجميع دون تمييز من خلال شظايا الرصاص المتطايرة في كل رقعة في بلدنا، زخات عشوائية تقض مضاجع الجميع وتصيب بآذاها الصغير والكبير. إن العنف في ام الفحم اصبح اكثر حدة مما كان عليه سابقا ولكن يجب علينا ان نفرق بين العنف المقتصر على مشاكل عادية مالوفة بين الاطفال او افراد المجتمع والذي ينتهي بغالب الامر بصلحة او مهاية للمشكلة، وبين "الاجرام المنظم" والذي يقتصر على فئة صغيرة جدا من المجتمع الفحماوي المتمثل بحيازة السلاح والتجارة بالسلاح ضمن سوق سوداء. وهنا يكمن الخطر الحقيقي والذي يفتك بشبابنا ويؤدي الى سقوط ضحايا وجرائم اطلاق نار عديدة وهذا كله ضمن اطار "عالم الاجرام".

وحول ظاهرة العنف، يقول:" ظاهرة العنف موجودة بشكل اكثر حدة حديثا وذلك يعود الى حالة الانحلال التي يعيشها المجتمع والاسرة وتلاشي الضوابط والتغيير في المعايير الاجتماعية. خاصة مع التغيير السريع من مجتمع قروي يسوده نظام اسري وعائلي له تقاليد واحكام تفرض سيطرتها على افراد المجموعة، الى مجتمع متمدن وبشكل فوري وسريع من خلال الانفتاح على العالم واختراق وغزو القارات عبر الفيسبوك وادوات التواصل الاجتماعي الذي ادى الى اختلاط وتداخل الثقافات فيما بينها مما ادى الى فقدان السيطرة داخل الاسرة والعائلة او القبيلة وبالتالي ادى الى انحلال ضوابط وقيم المجتمع القروي الفحماوي وباتت ام الفحم تعيش حالة من الفوضى والضبابية خاصة اننا لم نقابل هذا التطور السريع بالمؤسسات الرادعة والمتطورة التي تعيد الامور الى سياق سليم وصحي للجميع".

وأردف:" اذا نحن امام ظاهرتين من العنف المستشري بين الشباب والاطفال ، والظاهرة الاخرى من العنف التي تمثل "عالم الاجرام" الذي يعيش تجارة السلاح وحيازته وتجارة الممنوعات . فالظاهرة الاولى من العنف تتم معالجتها ضمن مؤسسات اساسية تعمل كنقيض للعتف وتجنب ابناءنا الانزلاق الى هاوية العنف من خلال نوادي ثقافية وملاعب وحدائق وفعاليات رياضية وثقافية متواصلة اضف الى التغيير في المناهج وطرق العلاج ضمن المؤسسة التربوية وتشغيل اخصائيين لهذا الغرض وتغيير جذري في اسلوب التعليم وإثرائه بفعاليات تربوية وتاهيل المعلمين لهذا الغرض لان هذا كله يقودنا الى تفريغ الطاقات لدى الاطفال والشباب . وعلى الوزارات المختلفة دعم المشاريع بشكل مباشر واقامتها في البلد بالتنسيق مع البلدية".

اما عن طرق مكافحة العنف، يقول:" وانا اقترح اقرار وزارة جديدة "لمكافحة العنف" خاصة انه حالة وظاهرة فتاكة في البلاد عامة وعليه يجب رصد الميزانيات والعمل الجبار لكي لا ينحدر ابناؤنا الى ضمن القسم الاخر من العنف وهو "عالم الاجرام " .

وعن تاريخ العنف في ام الفحم، يحدّثنا:" الاجرام وسفك الدماء كانا موجودان عبر العصور والسنين ، وتحديدا في ام الفحم فقد سقط العديد من الضحايا منذ سنين عديدة ، فالى الان لم تفك خيوط جريمة مقتل امل محاميد وهذا كله يعود الى ارتكاب الجرائم ضمن عالم اجرام ولهذا فالكل مطالب باجتثاث هذه الفئة من مجتمعنا. ولهذا فالعائلات مطالبة بالتكاتف وعمل مجلس اعلى يمثل كافة عائلات البلد وبالمشاركة الفعالة والاساسية من الشرطة لمحاربة هذا الاجرام والحد من العنف الذي يمثله".

واختتم كلامه قائلا:" نحن لسنا بصدد البحث عن المذنب من خلال اشخاص ، لاننا امام ظاهرة قاسية قد تفتك بنا جميعا، ولا يمكن اجتثاثها ان لم يساهم كل واحد وواحدة منا في محاربتها واجتثاثها من اجل ان نحمي ابناءنا وشبابنا والاجيال القادمة ، لاننا معا نبني ونحمي ام الفحم بلدنا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]