"عندما اتخذت قراري ارتداء الحجاب، لم أتصور ردود الفعل المتباينة في محيط العمل، ما قمت به هو مجرد قرار إضافي في حياتي، لكن هذه المرة كان الأمر مختلفا تماما. لم أتصور أن يغير الحجاب حياتي بهذه الصورة".

بهذه الكلمات عبرت الصيدلانية المسلمة سيرين خطيب شحبري عن شعورها عند قرارها ارتداء الحجاب.وكتبت سيرين في مقال نشر في موقع اخباري عبري انها "عندما قررت قبل عامين ارتداء الحجاب، راودها الكثير من المشاعر الداخلية، وشعرت انه حان الوقت لارتدائها الحجاب. خاصة من ناحية الرغبة الروحانية في التقرب أكثر الى الدين. كنت مقتنعة على الرغم من الواقع السياسي المركب في البلاد".

وتشهد إسرائيل والأراضي الفلسطينية مواجهات دامية أودت بحياة 294 فلسطينيا و47 إسرائيليا منذ الأول من تشرين الاول/أكتوبر 2015. لكن وتيرة المواجهات تراجعت في الأشهر الأخيرة. ومعظم الفلسطينيين القتلى تتهمهم إسرائيل بأنهم هاجموا او كانوا يعدون لهجمات على إسرائيليين.وأضافت سيرين في مقالها عبر موقع حديث محلي (سيحاه ميكوميت) "كنت على دراية مسبقة ان هذا القرار سيؤثر بشكل مباشر على مجرى حياتي، في العمل والدراسة وقبولي للعمل اثناء فترة التدريب، خصوصا قبول المجتمع الإسرائيلي من حولي".

لقب اضافي في الحقوق 

وسيرين صيدلانية، التي انهت مؤخرا لقبا جامعيا إضافيا في المحاماة واليوم تتدرب في هذا المجال عبر جمعية حقوق المواطن في إسرائيل التي تعنى بحماية حقوق الإنسان في إسرائيل، وهي الجمعية "الوحيدة التي تعالج مجمل حقوق الإنسان في الحفاظ على حرية التعبير وصولا إلى ممارسة الحق في الصحة، ومن الدفاع عن حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية وحتى حرية العبادة، ومن النضال من أجل المساواة المدنية الكاملة وحتى حماية خصوصية الناس على شبكة الإنترنت".

وأشارت سيرين المتزوجة ولديها ولدين إلى أن الردود لم تتأخر في وصولها اليها على القرار الذي اتخذته في ارتداء الحجاب وقالت "فجأة الناس من حولي بدأوا يشعرون بالقلق لسلامتي، ولصحتي أيضا، وكأنه اصابني أمر مكروه، أصبت بمرض عضال عند ارتدائي الحجاب، كنت اجيبهم إني عدت ادراجي نحو طريق الايمان".

وتضيف "العالم بدأ بالتغير بسرعة عندما يصطدم بالواقع، فجأة تبدأ العراقيل في المطار، وإيقاف السيارة عند مدخل المطار ويطلب مني ابراز بطاقة السفر، كذلك في العودة من السفر، او خلال ذهابي للعمل في مدينة تل أبيب، وتحول مقعدي في الحافلة مريحا أكثر لأنه لا أحد يجلس بجانبي بسبب الحجاب، حتى عند دخولي قاعة المحكمة وأبرز بطاقتي الحارس يطيل بي النظر، كذلك في المحكمة المركزية للحافلات في تل ابيب يقوم الناس بالتحاشي وعدم الاقتراب مني وبذلك لا انتظر كثيرا في الانتظار الى دخول الحافلة".

وتتسأل سيرين كيف لقطعة القماش ذات المتر والنصف ان تغير حياتها بشكل كبير وبهذه الصورة، خاصة انها فقط قطعة تغطي الرأس، ولا ترتدي الحجاب التقليدي كما هو متبع في إيران وهو "الشادور" الذي يغطي المرأة من رأسها إلى أسفل قدميها. وتقول هل هذا هو نفس الشعور الذي تشعر به المرأة اليهودية أيضا عندما تغطي رأسها؟

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]