نعم ويستمر مسلسل الثورات والانتفاضات الشعبية التي بدأت في تونس المغرب العربي , لتنتقل إلى مصر الفراعنة وأهراماتها العملاقة , التي وقفت بمعجزاتها أمام العالم اجمع بناء وفنا معماريا قويا صامدا , تماما مثل شعبها الأبي الصامد الذي يأبى الظلم والعبودية والذي طال به الزمن , حتى ضاقت النفوس وأشمئزت من طغيان الحكم الجائر من رئيسها مبارك الذي لم يكن ولو للحظة في تدهور ازدهار الفكر والثقافة والحرية وجعل الأمة العربية المصرية في حضيض مستويات الشعوب عربيا وعالميا , حيث تمثلت في الأرض والفكر والبيت والمسكن والاقتصاد الذي أنهك المواطن الفقير وأفقره وأغنى الغني وأغناه؟!! نعم تلك هي الحقبة التاريخية وعلى مدار ثلاثون عاما أبقت أثار بصماتها السلبية على التراجع والذل والإهانة لشعب كان وما فتيي من ارقي وأغنى الشعوب العربية حضارة وتاريخا وفكرا وسياسة.

أعزائي القراء كان متوقعا سقوط نظام كل ديكتاتور زايد على الأمة وباع ثرواتها وتاجر بها بأبخس أثمان حصيلة ما يجري اليوم لهذا الديكتاتور المصري , الذي لم يوفر طريقة في حكمه بخسة ورخيصة وتاجر بها على حساب الشعب المصري العربي , والذي نراه اليوم يزأر لكرامته وشرفه وعزته وشموخ عظمته وكبريائه التي ذاقت الأمرين من هذا الرئيس وزمرته المتآمرة على الشعب المصري , فالشعب لا يرحم مثل هؤلاء , وهاهي مقولة .. أبا القاسم ألشابي التونسي العربي الأصل .. تنتقل بإرادتها وبكامل معنوياتها لتصول وتجول وتصل إلى ارض مصر العروبة منفذة إرادتها من خلال الجماهير العربية المصرية الأبية.

من الملفت للنظر أن الزعامة العربية التي بطشت وعاثت في ارض فسادا سنوات متعاقبة ومتتالية لابد وان تتنازل عن عروشها بحكمة وذكاء لو وجدت النية الصادقة والاكتفاء بالفترات من الحكم؟!! ولكن وعلى ما يبدو فأن ذلك الكرسي لهو غال الثمن ولا يمكن التفريط به بسهولة , بل بالانتفاضة والثورة على مثل هؤلاء الحكام القابعون عنوة على رقاب العباد ,كنت اعتقد أن يقوم ذلك العجوز ويقول لشعبه: عفوا.. اطلب منكم السماح؟؟ أخطأت بحقكم .. أقدم استقالتي .. ارجوكم ...سامحوني؟!!! والله العظيم سيكون للشعب رأفة به في الصفح عنه بدل المحاكمة والعقاب؟!! ولكن مثل هؤلاء الحكام المردة والمتمردون , لا يستسلمون إلا بالخلع والقوة والذل والأهانه؟!! وهذا اقل مصير لهم .
إن أمريكا والغرب عامة لا يرغبون برحيل نظام مبارك الخادم الأمين لهم ولمصالحهم , وان لاحظتم إن تلك الدول الغربية وعلى مدار أكثر من أسبوع كان موقفها غامضا , على الرغم من تصريحاتها بدعم النظام الديمقراطي في العالم ؟!! وهل يمكن أن يكون تصرفهم لائقا وملائما لتصريحاتهم المبطنة وغير الواضحة ؟!! نعم فنحن عايشنا سياساتهم التي تكيل بمكيالين في العالم اجمع وفي الشرق الأوسط خاصة.. ولهم نقول: لا تنفعكم سياسة عدم الوضوح ولن ترمي قدما نحو الحفاظ على مصالحكم , لا بل الجماهير العربية وإرادة الشعوب هي التي ستغير وفق ما تراه مناسبا والقرار والحكم لم يعد لكم سادتي الغربيين والأمريكيين ,وعليه أنصحكم أن تدعموا وتقفوا لجانب إرادة الشعوب التي تنشد التغيير نحو أمل مشرق تغدوه الحرية والديمقراطية الحقيقة وليس كما هو الحال بحكم مبارك وأمثاله ؟!.
والى بقية الأنظمة العربية وحكامها ورؤسائها وملوكها.. إليكم بتلك الإشارات التي حصلت في تونس ومصر .. فهي المؤشر على الانتقال إلى ساحاتكم وملاعبكم , إن لنم تبدءوا التغيير فورا وألان , لان الوقت حان .. وان فات الأوان.. استعدوا لخبر كان يا ما كان.. فالثورات والانتفاضات حتما ستنتشر من دولة إلى أخرى, لأنها جميعا بنفس السلوك والمنوال ولا يفرقها أو يبدلها إلا شعرة رفيعة وان انقطعت .. حانت ساعة البدء ولا بد من التغيير ألآت لا محالة.
أنبهكم بأن تحذو بانقلاب في تغيير أنظمة الحكم الجائرة بحق المواطنين قاطبة , والخير بأن تباشروا التغيير خير من الأخذ به عنوة وبدون احترام أو هوادة , فاحفظوا ماء الوجه والقليل من الكرامة لكم .. لأنفسكم وأحبوا شعوبكم حتى تحبكم وتحافظ عليكم والله ولي التوفيق واني على ما أقول شهيد ..
وان كنت على خطأ صححوني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]