تعرضت زعيمة ميانمار أونج سان سو كي لضغوط من دول إسلامية من بينها بنغلادش وإندونيسيا وباكستان لوقف أعمال العنف والتصفية الدينية التي تستهدف مسلمي الروهينغا بعد فرار ما يقرب من 125 ألفاً منهم إلى بنغلادش.

وحثّت ملاله يوسفزي، أصغر حائزة على جائزة نوبل للسلام، سو كي على إدانة المعاملة "المشينة" للروهينغا، وقالت إن "العالم ينتظر منها أن ترفع صوتها".

وزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مرسودي الحائزة على جائزة نوبل للسلام، اجتمعت مع زعيمة ميانمار، ومع مين أونج هلاينج قائد جيش ميانمار أمس الإثنين لمطالبتهما بوقف إراقة الدماء. ومن المقرر أن تصل مرسودي إلى داكا عاصمة بنغلادش اليوم الثلاثاء.

وقالت وزيرة خارجية إندونيسيا بعد الاجتماعات التي عقدتها في عاصمة ميانمار إنه "على السلطات الأمنية أن تتوقف على الفور عن كل أشكال العنف هناك وتوفر مساعدات إنسانية ومساعدات تنمية في الأجلين القصير والطويل".

بدوره توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزعيمة ميانمار بالقول إن "العنف ضد الروهينغا يثير قلقاً عميقاً في العالم الإسلامي"، مشيراً إلى أنه سيوفد وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو الأربعاء إلى بنغلادش لبحث القتال.

واعتبر أردوغان خلال اتصال هاتفي مع زعيمة ميانمار أن ما يجري يمثل "إبادة جماعية"، كما بحثا معاً أيضاً الحلول المحتملة لإنهاء القتال، وسبل توصيل مساعدات إنسانية للمنطقة.

وذكرت مصادر بالرئاسة التركية أن أردوغان أبلغ زعيمة ميانمار أن ما يحدث انتهاك لحقوق الإنسان، وأن العالم الإسلامي يساوره قلق عميق، مندداً في الوقت نفسه بالإرهاب والعمليات التي تستهدف المدنيين، الأمر الذي يتحول التطورات إلى "أزمة إنسانية خطيرة"، وفق ما رأى.

رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي يبدأ أيضاً زيارة رسمية لميانمار اليوم أيضاً يلتقي خلالها بكبار المسؤولين ومنهم زعيمة البلاد.

ماليزيا من جهتها استدعت اليوم الثلاثاء سفير ميانمار للتعبير عن استيائها من العنف في ولاية راخين التي نزح منها قرابة 125 ألفا من الروهينجا المسلمين.

وقال وزير خارجية ماليزيا حنيفة أمان في بيان إن أعمال العنف الأحدث تظهر أن حكومة ميانمار لم تحقق تقدماً يذكر نحو إيجاد حل سلمي للمشاكل التي تواجهها أقلية الروهينغا، والتي يعيش معظم أفرادها في شمال غرب البلاد قرب الحدود مع بنغلادش.

ورأى أنه "في ظل هذه التطورات تعتقد ماليزيا أنه ينبغي تصعيد مسألة استمرار العنف والتمييز ضد الروهينغا إلى منبر دولي أعلى".

أما وزير خارجية باكستان خواجة محمد آصف فقد أبدى "شديد الألم للعنف المتواصل ضد مسلمي الروهينغا"، وحثّ منظمة التعاون الإسلامي على "اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لوضع نهاية لكل انتهاكات حقوق السكان الأبرياء من مسلمي الروهينغا".

من جهتها، قالت منظمة حقوقية في ميانمار إن "الاضطهاد المنهجي للأقلية المسلمة الروهينغا يشهد تصاعداً في أنحاء البلاد، ولا يقتصر على ولاية راخين الشمالية الغربية".

وذكرت "شبكة بورما المستقلة لحقوق الإنسان" إن "الاضطهاد" تدعمه الحكومة وعناصر بين الرهبان البوذيين، بالبلاد وجماعات مدنية من غلاة القوميين.

وأضافت المنظمة في تقريرها أن "الانتقال إلى الديمقراطية أتاح لتحيزات شعبية التأثير على الكيفية التي تحكم بها الحكومة الجديدة وضخّم الروايات الخطيرة التي تصف المسلمين باعتبارهم أجانب في بورما ذات الأغلبية البوذية".

ويستند تقرير المنظمة إلى أكثر من 350 مقابلة مع أشخاص في أكثر من 46 بلدة وقرية خلال فترة مدتها ثمانية أشهر منذ آذار/ مارس 2016.

وذكر التقرير أن الكثير من المسلمين من كل العرقيات حرموا من بطاقات الهوية الوطنية في حين تمّ منع الوصول إلى أماكن الصلاة للمسلمين في بعض الأماكن الأخرى، مضيفاً أن ما لا يقل عن 21 قرية في أنحاء ميانمار أعلنت نفسها "مناطق الدخول فيها ممنوع للمسلمين" وذلك بدعم من السلطات.

وبحسب مسؤولي الأمم المتحدة في بنغلادش فقد بلغ عدد الذين عبروا الحدود إلى بنغلادش منذ 25 آب/ أغسطس الماضي نحو 123.600 نازح.

وبذلك يرتفع إجمالي عدد مسلمي الروهينغا الذين لجأوا إلى بنغلادش إلى 210 آلاف منذ تشرين الأول/ أكتوبر الفائت.



لكن لم يصدر أي رد فوري من حكومة ميانمار على التقرير. كما تنفي السلطات أي تمييز وتقول إن قوات الأمن في ولاية راخين تشن حملة مشروعة ضد "إرهابيين".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]