د. جريس حكيم، مدير قسم الجراحة في مستشفى الناصرة، ويدير قسم جراحة العظام سوية مع طاقم طبي كفوء، متخصص ومهني، يحدّثنا عن حوادث العمل وابرز الاصابات بهذا المجال. 

حول قسم جراحة العظام في مستشفى الناصرة، حدثنا دكتور جريس حكيم باختصار قائلاً: "إنّ قسم جراحة العظام في مستشفى الناصرة من الأقسام الكبيرة في مستشفيات الشمال والرائد في عمليات جراحة المفاصل والركبة، جراحة المنظار، بالإضافة إلى جراحة العمود الفقري، جراحة العظام للأطفال، جراحة العظام لكف اليد والقدم، وعلاج الكسور والإصابات، ومعترف به كقسم للتخصص في جراحة العظام بشكل كامل من المجلس العلمي لوزارة الصحة منذ سنة 2001، وخلال السنوات الأخيرة وحدتا عمليات الركبة وعمليات العامود الفقري معترف بهم كتخصص إضافي، وليس فقط كبرنامج تخصصي عادي، بالإضافة، قسم جراحة العظام تابع لكلية الطب في جامعة بار ايلان، وفعّال في تعليم طُلاب الطب. 

اصابات العمل 

وحول إصابات العمل التي يتم معالجتها في مستشفى الناصرة يقول د. جريس حكيم: "إنّ هناك ارتفاع ملموس ونشعُر به جميعنا في إصابات العمل، والإحصائيات تبرز ذلك، فمجتمعنا العربي يعاني بعدد المصابين، وأيضًا في مدى خطورة الإصابات.

تنقسِم إصابات العمل إلى قسمين أساسيين: القسم الأول وفيه الحديث عن إصابات فجائية، مثل سقوط شخص عن علو أو دوس على مسمار، حمل وزن ثقيل ما يؤدي إلى إحداث "ملع" بالظهر وإلخ..

أما الإصابات الأخرى، فهي إصابات مزمنة نتيجة لظروف العمل، كمثال "البلاط" قد يعاني من أوجاع في الركُبة، نتيجة حركة عمله اليومية، والتي لا ينتبه لها العامل، فلا يتوجهون للحصول على علاج بشكل مباشر، الأمر الذي قد يُفاقم الاصابة مع مرور السنوات، فيتضرر الشخص بسبب عدم تلقيه العلاج المناسب في الوقت المناسب، فبإمكان البلاط استعمال رابضات واقية للركبة للحفاظ على صحتها وإجراء فحوصات كل فترة للكشف المبكر عن أضرار محتملة.

وهناك إصابات أخرى يمكن تصنيفها إلى الجانب الشخصي، أو الجانب البيئي التي يعمل بها العامل. فمن الجانب الشخصي فإنّ المسببات الأساسية لإصابات العمل تعتمد على الشخص نفسه من ناحية صحيّة، جيل، اهتمامه وانتباهه للتدريب والمهنية، فبعض الأحيان يعتمد المقاول على أولاد دون الجيل المناسب للعمل، وغير مهيئين لهذه المهنة، ما قد يتسبب لحدوث إصابات للعمال دون السن المناسب. كذلك يعتمد الأمر أيضًا على الانصياع لقوانين العمل والأمان في الورشة، كاستعمال اللباس الخاص والآمن الذي يقي من الإصابات، مثل الحذاء المخصص للعمل أو القبعة الواقية ووسائل عديدة أخرى التي تحمي وتخفف من إصابات العمل الشخصية.

من الجانب البيئي يمكن الحديث عن أجواء العمل، مثل تجهيز "السقايل" بالشكل الصحيح، ساعات العمل، ساعات الاستراحة، الانصياع لقوانين الورشة بالعمل ، الاحتياط بربط العامل من أجل الامان في العمل عن علو وتهيئ بيئة العمل بشكل آمن.. فمن المهم أن تتم مراقبة جيّدة، من قبل المشرفين، المهندسين والأخصائيين في كل مجال عمل مع برنامج وقاية واضح وكامل للعمال.

فلنأخذ مثالاً إيجابيا لعمال الـتكستيل في أمريكا، فلهم طريقة عمل صحية، بخصوص الورديات وعدد ساعات العمل وكيفية الاستراحة، إذ يتعاملون مع البرنامج بشكلٍ كامل، لمنع الحوادث المستمرة، من حيثُ طريقة العمل، كيفية استعمال أيديهم، والهدف من ذلك الحفاظ وتحسين ظروف العمل.

من جهته يؤكِد د. جريس أنّ هذه التسهيلات الموجودة في دول أوروبا وأمريكا، غير موجودة في مجتمعنا. ويتابع: "نحنُ نعاني الكثير من إصابات العمل، والتي لا تحصُل في عالم الهايتك ولدى الأطباء أو الموظفين، لكنها تحدث لدى عمال الورشات المفتوحة أو المصانع.

توصيات

في النهاية، يشدد د. جريس أنّ قسم جراحة العظام يستقبل إصابات عمل عديدة ومتنوعة مثل: كسور في أطراف الجسم أو بالعمود الفقري، أو جروح في الأوتار والشرايين، نتيجة استعمال ماكينات كهربائية بشكل غير صحيح، إصابات في الظهر أو الكتف، ، نتيجة حمل أوزان ثقيلة..

وهنا ومن موقعه يطالب كل شخص بالعمل وفق أنظمة وقوانين العمل، ويطلب من المسؤولين أن يقوموا بالإرشاد والمراقبة واتباع سياسة تدريب كاملة لكل ورشة عمل، من حيثُ اللباس، وصولاً للأشخاص، وتدريبهم وفق القوانين المنصوصة وتنفيذها في مكان العمل وعلى أرض الواقع. فهذه مسؤولية مشتركة لمسؤولي الورشات، العمال والدولة، وفي حال تقصير أحد الأطراف، تنتج إصابات عمل تتدرج من بسيطة حتى خطيرة جدًا وفي بعض الأحيان قد تودي في حياة العامل وهذا ما لا نريده".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]