أبلغت وزارة الصحة إدارة مستشفى " معياني هيشوعاه" (" ينابيع الخلاص") في بني براك، شمال تل أبيب- بقرارها اغلاق قسم الأطفال الخدّج، بعد اكتشاف إصابة (11) طفلاً خداجًا بجرثومة مقاومة للمضادات الحيوية، حيث بيّنت التحقيقات والفحوصات أن هؤلاء الأطفال قد انتقلت إليهم العدوى من طفل أصيب قبلهم بالجرثومة، وهو حتى الآن في حالة صعبة، لكن لا خطر على حياته في هذه المرحلة، بينما خضع الباقون (11 طفلاً) للمراقبة والمتابعة.

وأوعزت الوزارة إلى إدارة المستشفى بعدم استقبال أي طفل خداج في هذه الآونة، إلى حين تسريح قسم من المصابين بالعدوى، لكي يتسنّى عزل الباقين وتخصيص طاقم خاص من الأطباء للعناية بهم ومتابعة حالتهم.

ونظرًا لهذه الحالة الطارئة، قامت إدارة المستشفى بتحويل السيدات الحوامل اللاتي من المنتظر أن ينجبن أطفالاً خدجًا- إلى مستشفيات أخرى، وصدرت التعليمات إلى " نجمة داوود الحمراء" للإسعاف، بالامتناع عن نقل السيدات الحوامل المصنّفات " حوامل خطر"- إلى المستشفى المذكور.

نقص في الكوادر...

وبينما لا يزال مصدر الجرثومة مجهولاً- فقد أجرى المستشفى فحوصات لجميع العاملات والعاملين فيه، لكنّها لم تسفر عن شيء.
ويعزو المسؤولون في " معياني هيشوعاه" الحالة الناشئة إلى النقص الشديد في الكوادر والملاكات المناسبة للعمل في قسم الخدج ( مثلما هي الحال في معظم هذه الأقسام في المستشفيات الإسرائيلية)، بل أن مدير المستشفى، البروفيسور موطي رفيد، قد علّل تردي الحالة عنده بانتقال أعداد كبيرة من الكوادر المؤهلة إلى المستشفى الجديد في أشدود.

وفي " ايخيلوف" قبل ذلك...

ويُشار إلى أن تقريرًا مهنيًا موثوقًا، أفاد قبل بضعة شهور، بأن معدلات إصابة الخدّج الذين يولدون في إسرائيل بأوزان تقلّ عن ( 1500) غرام- بالتلوث، أعلى بما يتراوح ما بين ضعفين- أربعة أضعاف مقارنة بدول الغرب، وأرجع التقرير هذا الوضع إلى عدة عوامل، من بينها النقص بالممرضات، حيث تضطر الممرضة الواحدة الى تقديم العناية والرعاية لعدد من الخدّج يفوق الطاقة المحتملة. ومن بين الأسباب الأخرى التي تناولها التقرير- عدم المواظبة على الفصل بين الخدّج المصابين بفيروسات التلوث، وسائر الأطفال من هذه الفئة داخل القسم.

ويُذكر أنه أُعلن في مستشفى " ايخيلوف" ( الرفيع المستوى ) في تل أبيب قبل ستة شهور عن اكتشاف (18) إصابة لدى أطفال خدج يمكثون فيه- بجرثومة من فئة ( VRE)، التي تعتبر خطيرة ومقاومة للمضادات. وقد تم اكتشاف هذه الحالات اثر نقل طفلة خداج إلى مستشفى " شنايدر " للأطفال في بيتح تكفا لإجراء عملية جراحية بالقلب، وأظهرت فحوصات ما قبل العملية أنها مصابة بالجرثومة المذكورة، فتمّ عزلها، وأبلغ مستشفى " ايخيلوف" بالأمر، فسارع أطباؤه إلى إجراء الفحوصات اللازمة، فاكتشفت (18) حالة!

وصرّح ناطق بلسان مستشفى " معياني هيشوعاه" بأن اكتشاف التلوث الحاصل لدى الأطفال الخدج، جاء بعد مدة عام ونصف من خلوّ القسم من أية جراثيم وفيروسات، وبأن التنسيق جارٍ مع وزارة الصحة لمواجهة أي طارئ.

ومن جهتها أكدت الوزارة أنها تتعاون مع الوحدة القطرية لمنع التلوثات- في التواصل مع مدير وطواقم المستشفى في بني براك، لاحتواء الحالة ومعالجة الوضع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]