لم تتوقع الشقيقتان نور وأماني خطيب أن تكون جولتهن القصيرة بالسيارة في الناصرة، هي الجولة الأخيرة في الحياة، حتى عندما قالت أماني لنور مازحة "لا بديش أموت" ووثقت اللحظة بالفيديو، لم تكن تتوقع أن الموت ينتظرهما، رغم أنها تعرف أن شقيقتها تقود بلا رخصة ورغم أن نور نفسها تعرف ذلك، بكل بساطة، توقعتنا أن تعودا إلى البيت بسلام بعد الجولة القصيرة وأكثر ما أخافهما كان ان يوقفهما شرطي ويعرف أن شقيقتها تقود بلا رخصة، أما أن يقع حادث طرق يتسبب بقتلهما، فهذا لم يكن بالحسبان أبدا، تماما كما يحصل مع كل شخص يتعرض لحادث طرق.

في بيتهما بحي البشارة بالناصرة الأجواء حزينة جدًا كما في كل المدينة، يقول خالهما محمد صفدي أن نور كانت طموحة وتريد تعلم الطب وشقيقتها كذلك، وأن تصرفهما هذا كان تصرفًا صبيانيًا بلا مسؤولية، ولكن كل شيء صار متأخر الآن.

ويكمل لوسائل الاعلام وكأنه لم يصدق ما حصل بعد: خرجتا من المنزل وأخذتا السيارة دون علم والدتهما، فنور لا تملك رخصة قيادة بعد ولا زالت تتعلم، وظنّت أن جولة في وقت متأخر وحركة السير ضعيفة، لن تؤثر، وهذا ما حصل.

أما خليل خطيب وهو عم نور وأماني فيقول: قبل عيد الفطر بـ20 يومًا قتلت ابنة اختي ندى ابداح في حيفا دهسًا، والآن قبل عيد الأضحى بـ20 يومًا ها نحن نفجع بمقتل نور وأماني، والدتهما حرصت أن توفر لهما كل شيء في هذه الحياة، نور كانت تتعلم السياقة وقد أنهت الصف الثاني عشر قبل فترة، وأماني في الصف العاشر، خرجتا بعد نوم والدتهما ظنًا منهما أنها جولة قصيرة للاستمتاع بالقيادة ثم العودة .. وهذا ما حصل! لهما الرحمة.

يذكر أن الحادث وقع بعد منتصف الليل، حيث فقدت نور السيطرة على السيارة وسقطت في واد مجاور للشارع بيافا، وكشفت الشرطة لاحقًا أنها قادت بلا رخصة!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]