د. صفدي طبيبٌ نشيط ومتميز، شغِلَ مدير وحدة أمراض الكبد - قسم الأمراض الباطنية في مستشفى هداسا، وعمل أيضاً مديرًا لقسم الكبد في مستشفى العائلة المقدسة. يتنقل في عمله بين القدس والناصرة، مواليد عام 1965، يحمل لقب بروفيسور، ومحاضِر وباحث في مجاله.

متخصّص بعلاج الأمراض الداخلية، الكبد والجهاز الهضمي، ساهم بإقامة قسم الكبد والفحص بالمنظار بمستشفى العائلة المقدسة في الناصرة. وساهم بعقد مؤتمرات للتوعية من أمراض الكبد لأطباء العائلة، ولديه أبحاث حول دور جهاز المناعة في تكوين ألياف الكبد.

خلال لقاء خاص لموقع بكرا حول تخصُصه بأمراض الكبد أشار لأهمية وظائف الكبد قائلاً: "الكبد من أحكم الأعضاء بالجسم، وهو عمليًا أول من يستقبل ما نأكله، وهو الذي يعطي محطة التعرُف، إنه إيجابي للجسم، فكل قصة التعرّف على ما هو ذاتي، وما هو مفيد أو غريب يُعتقد أن على الجسم مهاجمته، يُشار أنّ الكبد عضوٌ هام في جسم الإنسان".

يضيف: "بعد ذلك يأتي النقاء والصفاء لما أكلناه في المصفاة التي تُسمى الكبد، وهناك الكثير من الوظائف الإنتاجية- كالمصنع، يلتقط المواد البسيطة ويصنع منها مواد مُعقّدة، يلتقط السكريات البسيطة ليحولها إلى سكريات مركّبة، ويحولها إلى دهنيات، وعمليًا الكولسترول وأملاح المرارة والتي هي مهمة لامتصاص الأغذية، والكبد ينتج الكثير من البروتينات التي لها وظائف في الكبد ذاته أو حتى الجسم، فوظائفه كبيرة، وإحدى الوظائف المهمة هي تفتيت السموم التي تدخُل الجسم، فإما أن يقوم بتفتيتها أو يقوم بتحويلها لمادة غير سامة، وقابلة أن تخرج عن طريق البول، عمليًا الكبد هو عضو حكيم جدًا".

وتجرى في الآونة الأخيرة تحديثات في مجال الكبد، فإذا أخذنا أمراض الكبد مثل الفيروسات، فمثلاً فيروس c، عندما بدأتُ أدرس في كلية الطب، درّست الطلاب عن هذا الفيروس الذي لا نعرف إسمه، وفي العامين 1993،1992، أسميناه b، وبدأنا بمعالجته، ويعتبر الكبد متعدد الوظائف وهو عضو مهم في جسم الإنسان.

سؤال: ما هي أبرز الالتهابات التي قد تعيق هذه الفيروسات، وكيف نتقي شر هذه الفيروسات سواء كانت الخلفية وراثية أو ناجمة عن عوامل خارجية؟

د. صفدي: إنّ الفيروسات عمليًا خارجية وليست وراثية، وهي عدوى، واليوم هناك فيروس A – لم نعد نراه تقريبًا لأننا أدخلنا التطعيمات في البرنامج الروتيني منذ عام 1990، نتيجة التدخل التطعيمي، ونفس الأمر بالنسبة لفيروس B، إذ بدأنا عمليًا بالتطعيمات بين السنوات 1991-1992وطورناها، وحاصرنا الفيروس الذي يسمى (Hepatitis) B، لكن لا زال في مجتمعنا العربي ناقلي هذا الفيروس وهم لا يشعرون، أو أنهم يشعرون لكن قيل لهم لا خطر في ذلك. وحتى لو لم يكن الفيروس فعّال، فيجب أن تكون هنالك رقابة سنوية، والفحوصات الوقائية يمكن أن تكشف أمور قد تتطور في مراحلها المبكرة ونقوم بحلها بما فيها تشمعات الكبد، وحتى سرطانات الكبد، وهي أكثر السرطانات الفتاكة حاليًا، مع ذلك لدينا علاجات شافية وليست مسِكنة، لكن أغلب الحالات تصلنا في مراحل التشخيص المتأخِر للأسف.

سؤال: ما هي خطورة الإفراط بالوزن

إنّ أكبر مرض نلمسه اليوم وله علاقة مباشرة بالكبد هو الإفراط في الوزن، أو ما يسمى نمط الحياة الخاطئ، من حيثُ الكم ونوعية الأكل، والرياضة اليومية، وبالتالي الكبد يُشارك في تدهُن الكبد، وترسبات دهنية، والكبد هو عضو منتحر لصالح صاحبه، وإذا كان هناك الكثير من السكر بالدم، يحاول تنظيفه وإدخاله إلى الكبد كسكر مركّب أو دهنيات، ليمنع حدوث تصلُب شرايين، في جيل صغير.

سؤال: ما هي أبرز العوارض التي تشير إلى وجود مشكلة في وظائف الكبد:

د. صفدي: هذا السؤال الذهبي إذ إنّ 30% من سكان العالم لديهم تدهُن كبد ولا يشعرون، ولا يكون هنالك إشارة أو أو ضوء أحمر، لذلك من المهم إجراء الفحوصات البسيطة، ووظائف الكبد هي من ضمن الوظائف البسيطة جدًا التي تجرى من خلال فحص الاولتراساوند، مرتين بالسنة، وهو يكشف حتى 90% من الحالات المرضيّة عمليًا. لكن يكون هنالك أوجاع في البطن وهزال وتعب وصفار وحكة وهذا يأخذنا في بعض الأحيان إلى خلل في وظائف الكبد، لكن قد يكون الخلل قد وصل إلى مراحله المتقدمة، وإذا كانت هنالك مشاكل في الكبد بالعائلة عادةً، فيجب إجراء فحوصات بسيطة، كي لا تنتج عنها عدوى تنتقل بالوراثة عن طريق العائلة.

يقول د. رفعت صفدي: اليوم هناك قفزة نوعية بالعلاجات من خلال الأدوية لمعالجة تدهن الكبد. ويؤكد أنّ اليوم هناك لائحة أدوية قطعت شوطًا كبيرًا في تحسين أداء الكبد، وتستطيع إزالة الالتهابات والألياف وتحسِن الكولسترول لكن لا يجب أن نبني فقط على حبة الدواء، دعونا نذهب إلى ما هو موثّق لغاية اليوم، بشكلٍ ممتاز، ألا وهو خفض الوزن وأفضل أن يكون بصورة طبيعية.

تحذير: الكحول تعطِل عملية نشاط الكبد!

د. صفدي: "إنّ الأهم لصحة المريض الذي يعاني من مشاكل الكبد، باتباع أسلوب ونهج حياة الصحي، وبالنسبة للخضريين أنه من الصعب الالتزام فقط بالخضار، وبالتأكيد تحدث نواقص في المعادن مثل الحديد. ويُنصح باستخدام منهج الحياة الصحيح. أو إجراء فحوصات طبية بسيطة كل عامٍ، ونحنُ نتحدث عن أمراض قابلة للإذابة مع رعاية للصحة بشكلٍ كامِل".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]