اثار خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والذي اتهم فيه اليسار والصحافة بمحاولة الإطاحة به وبحكم اليمين، حالة من الجدل في صفوف الجهات اليسارية والأحزاب العربية في البلاد.

وجاءت تصريحات نتنياهو في مهرجان التأييد الذي نظمه حزبه في تل أبيب بأعقاب الشبهات التي تدور حوله بقضايا فساد خطيرة.

نتنياهو يحاول صرف الانظار عن تورطه شخصيًا 

مراسل "بُكرا" تحدث مع عدد من نوّاب الكنيست والفاعلين على الساحة السياسية، وقالت النائب د.يوسف جبارين:"خطاب نتنياهو امس يعبّر برأيي عن الأزمات التي تحيط به من كل جانب بسبب التحقيقات المتشعبة ضدة. لا يعقل ان يقوم رئيس حكومة بتنظيم مهرجان ذي طابع انتخابي دعمًا لنفسه امام سلطات التحقيق وتنفيذ القانون، وخاصة ان الحديث عن مستشار قضائي (مندلبليت) وعن مفتش عام للشرطة (الشيخ) تم تعيينهما من قبل نتتياهو ذاته! نتنياهو يحاول صرف الانظار عن تورطه شخصيًا بالفساد السياسي من خلال طرح الموضوع وكأنه ملاحقة سياسية ضده وضد الليكود".

وانهى جبارين كلامه قائلا: "هذا المهرجان يعبّر برأيي عن تدنّي المعايير السياسية في اسرائيل وعن الحضيض الذي وصلت اليه حكومة نتنياهو في تطرفها. مهمتنا في المعارضة يجب ان تتمحور حول تقصير ايام هذه الحكومة واسقاطها باقرب فرصة، على أمل ان تقود قضايا الفساد الى اسقاط حكم اليمين وليس فقط حكم نتنياهو".

رسائل التخويف والترهيب 

المحامي علي حيدر قال بحديثه مع موقع بُكرا:" يمكننا الاستنتاج من خطاب نتنياهو ليلة امس انه موجود بضائقة ومأزق شخصي كبيرين ؛ حيث أن وضعه القانوني سيئ ومن الممكن ان تقدم ضده لوائح اتهام؛ مما سيؤدي بالدفع به الى تقديم استقالته. هنالك اصوات عديدة تطالب باستقالته الفورية ولذلك اراد من خلال المهرجان ان يواجهه هذه الاصوات.نتنياهو اراد الاشارة الى ان الاتهامات الشخصية ضده هي مؤامرة ضد حزب الليكود( وبذلك يوحد ويقوي الحزب) واليمين. وان كل معارضيه يريدون احداث انقلاب واسقاطه واسقاط حكومة اليمين( تهديدهم بأنه ستكون خسارة ايدولوجية لليمين وخسارة بالموارد والمناصب).نتنياهو حدد خصومه واعدائه: اليسار( رغم ضعفه وتقلصه)؛ الاعلام وخصوصا صحيفة هآرتس؛ الشعب الفلسطيني.من المعروف من قبل بأن نتنياهو ضد حل الدولتين ولكنه صرح امس بشكل مباشر بأنه ضد حل الدولتين وانه ينوي ويعمل من اجل الاستمرار في الاستيطان والسيطرة والهيمنه على الشعب الفلسطيني".

واكمل حديثه قائلا:" لقد استمر نتنياهو بإرسال رسائل التخويف والترهيب للمجتمع اليهودي في اسرائيل(بعد اسقاط شامير واسقاطه هو وقدوم رابين وبارك على التوالي).لقد ظهر حزب الليكود الحاكم؛ على وزراءه واعضائه بأنهم مأمورون ويعملون وفق اوامر نتنياهو، وهكذا تسلك الاحزاب الحاكمة في الدول المستبدة.يشتم من خطاب نتنياهو رائحة انتخابات؛ وان خطابه يشتمل على الرسائل والمقولات التي يريد التأكيد عليها في الانتخابات القادمة.على اثر هروب جزء من اليهود الشرقيين الى حزب العمل وحزب كولانا؛ وهما حزبين يرأسهما شرقيين؛ اراد مخاطبتهم واستردادهم. لقد اظهر التحضير لهذا المهرجان بؤس السياسة الاسرائيلية وأشار الى خطورة العنصرية والفاشية؛ والى خطورة حكم الشخص الواحد الكريزماتي والمراوغ".

اما عن أيدولوجية نتنياهو، يقول:" نتنياهو هو رئيس حكومة صاحب ايدولوجية يمينة متطرفه وهو يريد تغيير كل طابع الدولة ومؤسساتها بمعنى اذا كان بن غوريون المؤسس الاول؛ يعمل نتنياهو على ان يكون المؤسس الثاني الذي يعمل على تعميق سيطرة اليمين على كل مؤسسات الدولة.نتتياهو هاجم( ولو بشكل غير مباشر) الجهاز القضائي؛ والتحقيق والمستشار القانوني للحكومة والنيابة وكل من يحاول الضغط عليهم لانهاء التحقيق وتقديم الاتهامات ضده. او على تقديم لائحة اتهام ضد زوجته.اراد نتنياهو الاثبات؛ مقابل المتظاهرين بقرب بيت المستشار القانوني في بيتح تيكفا؛ بأنه يحظى بدعم وتأييد واسع وبأن هذه التظاهرات الاسبوعية لا تؤثر عليه.اراد نتنياهو تعداد انجازاته في المجالات: الاقتصاديه والامنية والدولية الا انه لم يتوسع في ذلك".

وعن الرسائل من وراء المهرجان، يقول بحديثه مع بُكرا:" من خلال هذا المهرحان اراد نتنياهو الاحتماء في حزب الليكود واخفاء فساده وتحويله الى صراع سياسي وهذا اسلوب معروف يستخدمه القادة المستبدين.يعتبر هذا المهرجان سابقة على مستوى الاحزاب الحاكمة في الدولة( لقد عقد درعي في حينه مهرجانا شبيها ولكن لم يسعفه ذلك في شيء)".

واختتم كلامه قائلا:" شعبية نتنياهو وهيبته اخذة بالتردي والانهيار ولذلك هو بحاجة الى اي دعم وتأييد. الجدير بالذكر؛ بأن احزاب الائتلاف لم تشارك في المهرجان ولم تعلن دعمها له. نتنياهو يريد ان يقطع الطريق على بروز ورثة له في حزب الليكود ولذلك استقوى عليهم وارغم الوزراء على "اعلان الولاء " له والتصريح والحضور واعلان تأييدهم له.برز اخيرا انه لا توجد اصوات عقلانية وليبرالية في حزب الليكود ولا توجد اي معارضة تذكر( عدا بيني بيغن في بعض الاحيان)".

مستمر في سياسة التحريض ضد النواب العرب وضد المجتمع الفلسطيني في الداخل

النائب عن العربية للتغيير - اسامة سعدي، قال بحديثه مع بُكرا:" التهم الموجهة لرئيس حكومة المستوطنات بنيامين نتنياهو هي اثبات على الافلاس السياسي الذي تعيشه دولة اسرائيل في الآونة الأخيرة، ورغم كل تهم الفساد والرشوة والاحتيال المنسوبة لنتنياهو وعائلته فهو مستمر في سياسة التحريض ضد النواب العرب وضد المجتمع الفلسطيني في الداخل ويشن حملات ضد اليسار والصحافة بحجة محاولة الاطاحة به، يحاول نتياهو تجاهل خطورة وجدية التحقيقات والتي قد تنهي عهده "القيصري" وتقودنا الى انتخابات جديدة ومرحلة جديدة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]