أكد المكتب السياسي للحزب الشيوعي، في ختام اجتماعه المنعقد في نهاية الأسبوع الماضي في حيفا، على مقف الحزب والجبهة الديمقراطية، بالحفاظ على القائمة المشتركة، وتطوير تجربتها، وضمان الحوار الصريح القائم على الاحترام المتبادل لحل ألأي قضية ناشئة. كما يؤكد الحزب على ثوابت موقفه من حل القضية الفلسطينية ومكانة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويؤكد: لا حق سياسي أو خلاقي لحكومة الاحتلال بأن تفرض شروطها لطبيعة الدولة الفلسطينية، وفي ما يتعلق بسورية، فإن القضية الأساس في سورية، هي صد العدوان الكوني، وضمان وحدة الدولة الفلسطينية جغرافيا وسياسيا.

الشراكة الكفاحية للجماهير العربية

يؤكد المكتب السياسي مجددا على موقف الحزب والجبهة الديمقراطية المبدئي، بالحفاظ على القائمة المشتركة وتطويرها، وترفض كل المحاولات للتشكيك بهذا الانجاز، أو المسعى لتعكير الأجواء القائمة، فهذه تجربة وإن مرّ عليها أكثر بقليل من عامين، إلا أنها تبقى تجربة ما تزال في بدايتها، وهناك ما يجب تطويره في آليات العمل والتنسيق، مع التشديد على الحفاظ على خصوصية كل واحد من مركبّات القائمة. ومن هذا المنطلق يؤكد الحزب على أنه يضع كل ثقله، من أجل ضمان حوار صريح وهادئ قائم على أساس الاحترام المتبادل، لحل أية قضية ناشئة، بما فيها ما هو مطروح في هذه الأيام، بما يتعلق باتفاقية تركيبة القائمة المشتركة، ويدعو الحزب كافة مركبّات القائمة للتعامل بشفافية، وابداء الموقف الصريح مما هو مطروح.

وتوقف المكتب السياسي عند الهجوم المنفلت على حزبنا الشيوعي وجبهتنا الديمقراطية للسلام والمساواة، ممن لا تروق لهم أجواء رصد الصفوف والشراكة الكفاحية بين الجماهير العربية، لأن أجواء كهذه، تنفي "حاجة" وجودهم السياسي، فالتشكيك بإنجاز البقاء في معركة الصمود التي قادها الحزب في العقود الأولى ما بعد نكبة الشعب الفلسطيني، لا يخدم سوى الرواية الصهيونية، حتى وإن تم تغليف هذا الهجوم بديباجات سياسية تافهة لا أساس لها. وهذا الى جانب ديباجات الهجوم على نهج الحزب الشيوعي في السعي لتوسيع الشراكات الكفاحية السياسية، في الشارع اليهودي، خدمة لتحقيق أهداف سياسية واجتماعية. إن الحزب الشيوعي يدعو العقلاء، وهم كثيرون، في الأطر السياسية الفاعلة، الى لجم هذه الأصوات النشاز، بموازاة صب الجهود، لرصد صفوف الشراكة السياسية بين صفوف جماهيرنا العربية.

القضية الفلسطينية

يحذر المكتب السياسي من ملامح مؤامرة اقليمية تحاك ضد القضية الفلسطينية، بإشراف وقيادة الولايات المتحدة الأميركية، من خلال تغذية حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية وزيادة الشرخ فيها، إذ يؤكد الحزب على أهمية الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية، وتطويرها على أسس المشروع الوطني الفلسطيني، كونها، دون سواها، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وفي هذا الاطار يحذر الحزب من محاولات إسرائيل، كونها الدولة المعتدية، لحرف الخطاب السياسي بشأن القضية الفلسطينية، بما يبتعد عن الجوهر، وأساس الجوهر هو قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، ويؤكده تمسكه بحق عودة المهجّرين الى وطنهم، وفق قرارات الشرعية الدولية، وأن الشعب الفلسطيني وحده هو الذي يقرر شكل وطبيعة الدولة الفلسطينية، وليس املاءات صهيونية وأميركية امبريالية، إذ لن ينفع في هذا الاطار أي تواطؤ رجعي مع المخططات الصهيونية والامبريالية للقضاء على القضية الفلسطينية. ويؤكد الحزب، أن لا حق شرعي ولا أخلاقي، لبنيامين نتنياهو وحكومته، بأن يشترط طبيعة الدولة الفلسطينية، مثل أن تكون منزوعة السلاح، لأن من هو بحاجة للحماية وخاصة في هذه الظروف هو الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت ظلم الاحتلال وقمعه وآلته العسكرية والاستيطانية المتوحشة.

ويحيي المكتب السياسي، دولة فلسطين، على الانجاز الدبلوماسي والسياسي الهام، بإقرار منظمة اليونيسكو، بأن البلدة القديمة في مدينة الخليل، موقع فلسطين خاص، ومدرج على لائحة التراث العالمي.

العدوان على سورية والأجواء الاقليمية

يؤكد المكتب السياسي على موقفه الواضح والحاسم القائم منذ ست سنوات، منذ اندلاع العدوان الدولي، الذي تقوده الامبريالية وربيبتيها الرجعية العربية والصهيونية، عدوان يستهدف أساس الدولة السورية الواحدة الموحدة جغرافيا وسياسيا، والسعي لشرذمتها وتقسيمها الى دويلات ممسوخة على أساس تفرقة طائفية مصطنعة، لم يعرفها الشعب السوري من قبل، وكل هذا خدمة لضرب الدول العربية واضعاف المنطقة العربية أكثر، كي تكون مشاعا للأطماع الامبريالية بنهب ثروات الشعوب العربية، ولأطاع الصهيونية للقضاء على القضية الفلسطينية، التي هي جوهر الصراع.

إن الحزب الشيوعي يؤكد مجددا على موقفه الأساس: وهو أن القضية الأساسي الآن في سورية، هي المعركة لصد المخططات الامبريالية، وتطهير الأرض السورية من كافة الجهات التي تضمر الشر للشعب السوري، من الجهات الامبريالية وعملائها، والقوى الظلامية، من داعش وجبهة النصرة، وباقي التسميات المصطنعة التي تصب في ذات الاطار والهدف. ويحيي الحزب دحر الارهاب والقوى الظلامية من داعش وأشباهها، وتحرير مناطق شاسعة، لتعود الى شعبها. ويحيي الحزب الشعب العراقي بمناسبة تحرير الموصل من براثن الارهاب وعودتها الى حضن الوطن الام العراق.

إن الحزب الشيوعي، يرفض كليا أي شكل من تدخلات إسرائيل والصهيونية في الشأن السوري، ويحذر من خطورة التعاون بين الاحتلال الإسرائيلي، وعصابات ما يسمى "جبهة النصرة" وأمثالها في جنوب سورية، وفق ما أكدته تقارير دولية. وفي هذا السياق، يؤكد الحزب، أن مرتفعات الجولان السورية، هي منطقة تحتلها إسرائيل، التي عليها الانسحاب منها دون قيد أو شرط، وتطهير المنطقة المحتلة من كافة المستوطنات. ويرى الحزب ان المشاريع الاميركية وحلفائها من الرجعية العربية والتركية في اقامة قواعد عسكرية لها في الارض السورية هو عدوان فظ واحتلال يجب مقاومته. كما يحذر الحزب من مساعي حكومة الاحتلال، لإجراء انتخابات في البلدات السورية، من محاولة لاختلاق قيادة وهمية محلية، تكون تابعة لإملاءات الاحتلال.

ونؤكد مجددا، أن موقفنا هو الموقف النقيض لمواقف ومخططات الولايات المتحدة والامبريالية، وإسرائيل والصهيونية، بما يتعلق بالقضية السورية وكل صراعات المنطقة والتآمر على شعوبها، وبطبيعة الحال القضية الفلسطينية.

وفي سياق متصل، فإن الحزب الشيوعي يرى أن الخلاف القائم بين دول الخليج وقطر، هو خلاف داخل الدائرة الواحدة، إذ أن كل الاطراف خاضعة للإمبريالية الأميركية واملاءاتها، وتورطت في الحرب الكونية على سورية واليمن والعراق وليبيا وغيرها.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]