دعا الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية المصرية السابق، إلى نشر الرحمة بين البشر، وتجنب غلظة القلب.

وأوضح جمعة أن الرحمة لا تنزع إلا من شقي، لأن الرحمة في الخلق رقة القلب، ورقته علامة الإيمان، ومن لا رقة له لا إيمان له، ومن لا إيمان له شقي، فمن لا يرزق الرحمة فشقي، فليعلم الناس أن غلظة القلب من علامة الشقاوة.

وقال: إن هذه أمة الرحمة والهداية، ولذلك دأب المحدثون في تبليغ حديث رسول الله (ص) لطلبة العلم، على أن يستفتحوا بحديث الرحمة المسلسل بالأولية، هذا الحديث الذي انقطعت أوليته عند سفيان بن عيينه الذي يرويه عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي قَابُوسَ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ: "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ".

وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه ورد عن رسول الله(ص) أحاديث كثيرة تحث المسلمين على التخلق بالرحمة فيما بينهم ومع جميع الخلق، وقد حذر رسول الله (ص) أمته بأن ترك هذه الصفة الحميدة قد تستوجب غضب الله يوم القيام حيث قال (ص): "لَا يَرْحَمُ اللَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ النَّاسَ".

وأشار جمعة إلى أن سبب ورود هذا الحديث أن النبي (ص) قَبل (الامام) الحسين، وقال الأقرع لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا، فنظر إليه النبي (ص) وذكر له الحديث، وعن أبي هريرة قال: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ (ص) الصَّادِقَ الْمَصْدُوقَ أَبَا الْقَاسِمِ صَاحِبَ هَذِهِ الْحُجْرَةِ: "لَا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إلَّا مِنْ شَقِيٍّ"، وعن علي "عليه السلام" أن النبي (ص) قال: "اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم، ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فإن اللعنة تنزل عليهم، يا علي، إن الله خلق المعروف وخلق له أهلًا، فحببه إليهم وحبب إليهم فعاله، ووجه إليهم طلابه، كما وجه الماء إلى الأرض الجدبة ليحيي به أهلها، وإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]