أكدت مصادر أهلية من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين انتشار مرض الحمى التيفية «التيفوئيد» واليرقان في أجزاء من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية دمشق.

وأكدت «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية» أن المرض انتشر بشكل كبير بين الأطفال والمسنين على وجه الخصوص نتيجة الحصار المزدوج المفروض على الأهالي في تلك المنطقة الخاضعة لسيطرة «هيئة تحرير الشام»، وذلك من قبل النظام السوري والفصائل الفلسطينية الموالية له من جهة، وتنظيم «الدولة» من جهة أخرى.

وأشارت إلى أن الأهالي المحاصرين يضطرون إلى استعمال مياه الآبار الملوثة غير المعقمة والتي تفتقر للمعايير الصحية للشرب.

وذكرت أن الكوادر الطبية في مخيم اليرموك سجلت عشرات الحالات المصابة بالحمى ضمن مناطق جنوب دمشق المحاصرة عموماً ومخيم اليرموك خصوصاً، في ظل استمرار انقطاع المياه عن المخيم من قبل النظام السوري منذ أكثر من 1000 يوم على التوالي، وتوقف الينابيع التي تغذي العاصمة ومحيطها.

وقال ناشط إعلامي من مخيم اليرموك: «تستمر معاناة مخيم اليرموك من حصار الى حصار آخر، فقد أدت سيطرة تنظيم الدولة على مخيم اليرموك والنزاع المسلح مع هيئة تحرير الشام إلى تقسيم المقسم وتهجير المهجر وزيادة الأوضاع الإنسانية سوءاً، ولا سيما على الصعيد الطبي والاغاثي، حيث غادرت غالبية المنظمات والجمعيات مخيم اليرموك إلى مناطق مجاورة ولم يتبق إلا بعض الممرضين وطبيبان فقط داخل اليرموك».

وأشار إلى افتقار المخيم للأدوية والمستلزمات الطبية واستمرار النظام في قطع المياه عن مخيم اليرموك منذ ثلاث سنوات، الأمر الذي أدى الى مضاعفة المعاناة واعتماد الأهالي على مياه الآبار والمياه غير النظيفة للشرب، فضلاً عن باقي الاستخدامات المنزلية، ما أسفر ذلك مجتمعاً عن انتشار الأمراض في المخيم، الذي يعيش فيه قرابة 7000 مدني.

يُذكر أن آفة التيفوئيد لها تاريخ مأساوي سجلها محاصرو مخيم اليرموك منذ بضع سنوات، بعد معاناة من انتشار المرض وغياب المنظمات الإنسانية وانعدام الأدوية والعناية اللازمة بحسب تأكيدات نشرتها وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين الأونروا، وثقت خلالها تفشي المرض بين اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة عندما دخلت للمرة الأولى إلى مخيم اليرموك عقب انقطاع عن المنطقة، وذلك عام 2015.

وكان عدد سكان المخيم قد بلغ 160 ألفاً، من سوريين وفلسطينيين، قبل اندلاع الثورة السورية في منتصف آذار 2011، بيد أن أعدادهم انخفضت بعد نزوح وهجرة الآلاف منهم خلال سنوات الثورة وحصار مخيم اليرموك من قبل النظام السوري والميليشيات الفلسطينية الموالية له، حتى بلغ عددهم 7000 مدني بحسب ناشطين.

ويصاب بمرض التيفوئيد نحو 21 مليون شخص سنوياً، حسب منظمة الصحة العالمية، يتوفى منهم بين 216 الفاً و600 ألف مصاب، وينجم مرض التيفوئيد عن بكتيريا السالمونيلا الموجودة في الغذاء والمياه الملوثة ببراز أو بول المصابين.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]