اختتمت القنصلية الامريكية بالتعاون مع مؤسسة الأولبرايت للبحث الاركيولوجي فعاليات ليالي رمضان بحضور القنصل الأمريكي العام دونالد بلوم، وذلك في حديقة المؤسسة الواقعة، في شارع صلاح الدين بالقدس.

واشتملت الفعاليات على معرض فوتوغرافي يدمج ما بين الصور القديمة والحديثة لمدينة القدس، للفنان المقدسي جاك برسكيان" وبازار لمنتجات محلية من انتاج فنانين وحرفيين محليين وعروض موسيقية.

وقال الفنان المقدسي برسكيان ان قدس اليوم هي المدينة ذاتها الرابضة على تلك التلال المقدسة منذ فجر التاريخ بابنيتها المتراصة وعبق حجارتها القديمة داخل سور كان منيعا يوما ما, مضيفا ان المتصفح للصور الفوتوغرافية المتداولة قديما وحديثا قد يرى المدينة للوهلة الاولى حالمة وادعة بسحرها وجمالها الموغل في القدم تفتح ذراعيها لتستقبل جميع من شد رحاله اليها, صور من غير الممكن ان تعكس الماضي والحاضر فالصراعات المريرة للسيطرة على المدينة والقوى المتعاقبة التي طمحت دائما لان تكون جزءا من تاريخها ومشهدها المقدس طمست عن قصد كثيرا من تفاصيلها, واعادت كتابة التاريخ من جديد مرات ومرات, وبينما نجت بعض التفاصيل من المسح الممنهج الا ان جلها اختفى تماما ولم يعد باديا للعيان مع مرور السنين.

مقارنة بين زمنين

وتابع يقول "اليوم التقط صورا للمشاهد ذاتها التي صورها فريق مصوري فندق الامريكان كولوني قبل مئة عام من الزاوية والبفعة نفسها من اجل تقديم رؤية للمدينة بعين جديدة" مضيفا انه بمقارنة الصور القديمة والحديثة اقارن بين زمنين تفصلهما مئة عام, تحمل المسافة الزمنية ما بينهما تغييرات وتحولات تلخص محاولات جديدة من المحو واعادة كتابة تاريخ المدينة ومساعي محكمة لاحتلال مكان في مشهدها المقدس.

واشار الفنان برسكيان الى ان التغييرات التي تعكسها الصور يمكن قراءتها كنتيجة لسلسلة من احداث القرن الماضي التي وقعت في المنطقة وفي القدس تحديدا موضحا انه من خلال مقارنة الصور القديمة والحديثة ليس من الصعب على المرء استنتاج جملة المخططات التي فرضت قبل مئة عام وتلك المفروضة اليوم والمخططات المستقبلية في المنطقة.

واكد انه من خلال هذا العمل احاول تشجيع الناس عامة واهل المدينة بشكل خاص لاعادة تقييم علاقتهم مع المكان , واعادة تفحصه عن قرب وحبه والانغماس في تفاصيله الجميلة, ليس من اجل ما كان ومن اجل رمزيته ولكن من اجل ما يمكن ان يكون.

واشتمل البازار الذي لاقى اهتمام الزائرين على انتاج فنانين وحرفيين محليين حيث حرصت نهى مصلح صاحبة معرض زينب للفنون الشرقية ومصممة ازياء فلسطينية في كيفية دمج التطريز الفلسطيني بالملابس اليومية للحفلات والراحة مشيرة الى ان المقتنيات الموجودة في معرضها تعبر عن منظومة عربية اسلامية شرقية من ضمنها الفن الفلسطيني بكافة اشكاله ليضيف الى الحياة مزيدا من الجمال والاصالة.

وتخلل فعاليات ليالي رمضان عروض موسيقية حيث قدمت فرقتي الكونتينر، وإنتاج المقدسية روك راب فلسطيني فيما احيا المطرب النصراوي لؤي سروجي وفرقته وصلة غنائية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]