أعلنت الشرطة البريطانية السبت، 17 يونيو/حزيران 2017، أن 58 شخصاً قتلوا على الأرجح في حريق برج "غرينفيل" في لندن فيما كانت الحصيلة السابقة التي أوردتها السلطات تشير إلى 30 قتيلاً.
ويأتي ذلك بعدما التقت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي السبت بعض الناجين من الحريق، الذي التهم البرج ليل الثلاثاء الأربعاء، وسط تنامي الانتقادات لطريقة تعاطيها مع المأساة، فيما اعتبرت الملكة إليزابيث الثانية أن حالة من "الكآبة" تخيِّم على بريطانيا إثر الحادثة.

وقال ستيوارت كوندي، المسؤول الكبير في شرطة لندن خلال تصريح صحفي "للأسف، إن 58 شخصاً قيل لنا إنهم كانوا في غرينفيل ليلتها واعتبروا في عداد المفقودين، ولذا أفترض بكل أسف أنهم قتلوا".
وأوضح أن "هذه الحصيلة يمكن أن تتغير. آمل ألا يحصل ذلك لكنها قد تزيد"، مشيراً إلى أنه ضمن هذه الحصيلة الجديدة المؤقتة هناك 30 سبق أن تأكدت وفاتهم فيما عُثر على 16 جثة في هذا المبنى السكني ونقلت إلى المشرحة.

وأضاف: "عملنا دون كلل على محاولة التأكد من عدد الأشخاص الذين نعتقد أنهم كانوا في برج "غرينفيل" ليلة نشوب الحريق".
وكان نحو 600 شخص يقيمون في البرج السكني، الواقع في غربي لندن والمؤلف من 120 شقة.
وهتف محتجون غاضبون ضد ماي، واقتحموا الجمعة مقار السلطات المحلية، مطالبين بالعدالة لضحايا كارثة برج "غرينفيل تاور" السكني، مصرين على أن الحريق سببه الإهمال.
وهتف شخص بين المحتجين الذين اقتحموا مكاتب في مجلس بلدية كينسنغتون وتشيلسي، المسؤول عن إدارة المبنى العائد إلى سبعينات القرن الماضي، الذي يقع في حي يقطنه أفراد الطبقة العاملة، وسط إحدى أكثر مناطق بريطانيا ثراء "كان مكاناً خطراً وكانوا على علم بذلك".
وأفاد جهاز الصحة الوطنية، السبت 17 يونيو/حزيران 2017، أن نحو 19 جريحاً لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفى، عشرة منهم حالتهم خطرة. واستبعدت خدمات الطوارئ العثور على مزيد من الناجين من مأساة الأربعاء.
وامتلأت المنطقة المحيطة بالبرج بملصقات تحمل صور المفقودين، بينهم أطفال وشيوخ، وضعها أقارب يائسون.
"غاية في الكآبة"

من جهتها، زارت الملكة إليزابيث وحفيدها الأمير وليام مركز الرعاية الاجتماعية، حيث تم إيواء بعض الناجين، وتم التبرع لهم بملابس ومواد غذائية.
وقالت الملكة إن البلاد التي أحزنتها الكارثة تظهر تصميماً على الوقوف في وجه المحنة، وعزماً على إعادة بناء حياة من دمرتهم المأساة "المروعة".
ووقفت دقيقة صمتاً في بداية العرض الخاص بالاحتفال بعيد ميلادها السبت.
وفي رسالة بهذه المناسبة قالت "من الصعب الهرب من مزاج وطني غاية في الكآبة".
وأضافت "تأثرت بشدة بتوجه الناس في أنحاء البلاد بشكل فوري لمواساة ودعم المحتاجين".
وأوضحت "نحن متحدون في حزننا، لدينا كذلك العزم بنفس الدرجة (...) على دعم جميع الأشخاص الذين يعيدون بناء حياتهم التي تأثرت بشكل فظيع بالإصابات والخسائر".
محاولات يائسة للنجاة
وطرحت العديد من الأسئلة، بشأن أسباب عدم تركيب أنظمة رش الماء في البرج، وغياب أي نظام مركزي للتنبيه من الدخان، وبشأن إن كانت أعمال ترميم جرت مؤخراً للمبنى تضمنت إضافة كسوة خارجية جديدة ساهمت في انتشار الحريق.
وأرغم الحريق السكان على مغادرة المبنى المكون من 120 شقة وسط دخان كثيف على الدرج الوحيد المتوفر، أو القفز من النوافذ، أو حتى إلقاء أولادهم في الشارع.
وبين الضحايا، لاجئ سوري هو محمد الحاج علي، البالغ من العمر 23 عاماً، والذي قدم إلى بريطانيا مع أخيه عام 2014 حيث يدرس الهندسة المدنية.
وتم التعرف الجمعة على اسم ضحية أخرى هي المصورة خديجة ساي، البالغة من العمر 24 عاماً، التي كانت عرضت أعمالها في بينالي البندقية للفنون.
ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية المغربية، السبت، التأكد من هويات 6 من رعاياها هم بين ضحايا الحريق.
وأفادت الشرطة من ناحيتها أن عمليات البحث قد تستمر أسابيع، وحذرت من أن التعرف على بعض الجثث قد يكون غاية في الصعوبة بسبب تفحمها.
وأعرب البابا فرنسيس "عن تعازيه النابعة من القلب" في رسالة تمنى خلالها "القوة والسلام" للسكان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]