يستمر فيلم "اصطياد أشباح" للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني في حصد العديد من الجوائز العالمية لا سيما كان أهمها جائزة أفضل فيلم تسجيلي في مهرجان برلين السينمائي الـ67. وهو الآن بصدد التجوال في جولات عديدة تشمل العديد من الدول الأوروبية من ضمنها فرنسا وسويسرا ، كما ويعرض للجمهور الفلسطيني في القدس يوم الأربعاء القادم في المسرح الوطني الفلسطيني - الحكواتي. ويتميز الفلم في واقعية الأحداث وطريقة صناعة هذا العمل الفني، التي مزجت بين الفيلم التسجيلي والفيلم الروائي، فجعلت منه فيلما ذا قالب جديد.

ويجسد الفيلم تجربة السجناء الفلسطينيين في غرف التحقيق و سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولعل خصوصية العمل وعبقرية المخرج تجلت في كون الممثلين هم أنفسهم سجناء سابقين اعتقلوا بالسجون الإسرائيلية وخاضوا التجربة على أرض الواقع وهو بالتالي يحاكي ذكريات اعتقالهم في السجون الإسرائيلية من خلال إعادة بناء جدران زنازينهم لتمثيل ما تعرضوا له داخلها فيساهم في الكشف عن آلامهم التي لاتزال حية بداخلهم، و تشوهات نفسية يحاولون هزيمتها بإعادة معايشتها والحديث عنها.

وفي ذلك يقول المخرج الفلسطيني رائد أنضوني انه اراد ان يهزم أشباح تجربته الشخصية بصناعة فيلم يجسد فيه شخصيته الحقيقية كمخرج وأيضا تجربته كمعتقل. واضاف ان الكثير من مشاهد الانهيار والدموع والآلام نتابعها في رحلة بناء السجن، وهو ما تطلب وجود طبيب نفسي مع الممثلين خلال التصوير.

وفي تعليقه على الفيلم، أكد محمود منى منسق النشاطات الثقافية في المكتبة العلمية في القدس أن نجاح الفيلم في الحصول على الجائزة الرئيسة في مهرجان برلين هو تأكيد على علو كعب المخرجين الفلسطينيين وقدرتهم على إنتاج أفلام بمستوى عالمي كما ويدل على رغبة وعطش المجتمع الدولي للتلقي والتفاعل مع تجارب النضال الوطني الفلسطيني لا سيما قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والتي تقع على تقاطع الحقوق الإنسانية والواجب الوطني. كما اضاف ان هذا العمل يأتي في سياق الثورة الثقافية التي ينبري لها المثقفين الفلسطينيين على مختلف الأصعدة لتوثيق ممارسات الاحتلال والمساهمة في الحفاظ على الهوية الفلسطينية.

وفي يوم الأربعاء القادم وبمبادرة من المكتبة العلمية في القدس ومشاركة من مؤسسة الفرديش ابيرت الالمانية ، سيعرض الفيلم بضيافة المسرح الوطني الفلسطيني - الحكواتي مساءا بحضور بعض طاقم العمل في الفيلم للإجابة على أسئلة الحضور بعد العرض.

يُذكر أن رائد أنضوني يعمل في إطار السينما المستقلّة منذ عام 1997، منتجاً أعمالاً وثائقية مختلفة، من خلال "دار للإنتاج السينمائي" (رام الله)، كـ "موسم حب" (2000) و"فلسطين: بثّ مباشر" (2001) لرشيد مشهراوي، و"بيان بصري" (2001) و"اجتياح" (2003) لنزار حسن، و"جمال: قصة شجاعة" (2000) لسائد أنضوني، وغيرها. له كمخرج: "ارتجال" (2005) و"صداع" (2011).
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]