حصدت آلة القتل البشعة، يوم أمس الثلاثاء، الضحية السادسة من النساء في المجتمع العربي لهذا العام وهي : هنرييت قرّا البالغة من العمر 18 عاما.

تنضمّ هنرييت الى كلّ من: ماريا غانم، حنان البحيري، سهام الزبارقة، لينا احمد وبراءة شربجي.

يذكر بان الضحايا ك قتلن بدم بارد وبرصاصات الغدر والمشترك بينهن ان القتل يأتي على حجّة "شرف العائلة".

وفي هذا العام، كما في العام الماضي والأعوام التي سبقت، مسلسل قتل النساء مستمر، ظاهرة تعتبر من أخطر وأسوأ الظواهر السلبية والموبقات في مجتمعنا، لا سيما وأنها تعبّر عن استقواء ذكوري على المرأة، وتحكم بمصيرها، بالإضافة لكونها جريمة قتل نفس.

نساء يتحدثن عن ظاهرة قتل النساء
تقول حوريّة السعدي بحديثها مع موقع بُكرا؛" لا شك انها ظاهرة مؤلمة ومخيفة بذات الوقت ظاهرة اصبحت كالوباء المنتشر حتى انها اصبحت " موضة" وتستمر خاصة وانه لم تتم مقاضاة اي مجرم قاتل لذلك يسهل القتل لان من يخطط ليقتل يعلم تقاعس الشرطة وانه لن يحاسب، للأسف الشديد استعملنا او بالأحرى قمنا بالكثير من النشاطات والفعاليات والندوات وايام دراسية والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية بالمفترقات وامام مراكز الشرطة ولكن النتيجة واضحة لم يجدي نفعا ولكننا نستمر بذلك لعلّ وعسى".

وتابعت:" رسالتي للقاتل ؟؟ وهل تجدي به اي رسالة؟؟ لا لأنه جبان لا ضمير ولا وجدان له يمارس قوّته على من هو اضعف منه يعتقد بان امه او زوجته او اخته ملك له ويحق له كل شيء ، شلت يداه واتمنى ان يأتي يوم ويحاسب على جريمته النكراء عديمة الشرف والكرامة، لا شرف بالقتل بل القتل هو قمة عدم الشرف".

وعن ظاهرة القتل بحجّة "شرف العائلة"، تقول:" لبس هنالك مصطلح القتل على خلفية شرف العائلة فكما اسلفت ليس هنالك شرف بالقتل . القاتل هو من يمس بشرف العائلة ويدمرها ويهدم اسرة وحياة بأكملها، هذا المصطلح نحن ابتدعناه وأخذت وسائل الاعلام والشرطة تتداوله فور مقتل اي فتاة او امرأة يقتلونها مرتين لحياتها وبسمعتها التي تكون اسمى واطهر واشرف من اي قاتل وليس هنالك حق لأي مخلوق بأخذ روح انسان او انسانة".

وانهت كلامها عن طرق الحدّ من هذه الظاهرة قائلة:" القوة الرادعة الوحيدة هي الشرطة وتقديم لوائح الاتهام ومعاقبة المجرم ليكن عبره لمن اعتبر".

معلّمة الاعلام في مدرسة اسكندر بأم الفحم - مي صبّاح اغبارية، قالت بحديثها مع موقع بُكرا:" مجرد ان نبدأ بكلمة قتل يخفق القلب وترتجف الأنامل وتقشعر الابدان، فمال بالكم عندما نقول قتل النساء، للأسف باتت هذه الظاهرة بالأمر المستفز والمزعج جدا! ولم تعد الكلمات تصف بشاعة هذا الفعل، فنحن نتحدث هنا عن قتل أنثى كل شهر كمعدل، وهذا ليس بالأمر الطبيعي، الأنثى هي الأخت والأم والزوجة والابنة، ولا يُعقل أبدا أن تُقتل بدم بارد، ان الله عز وجلّ كرّم المرأة وواجب على كل شخص أن يتفكر قليلا ما هو دور المرأة فعلا في حياته، وكيف يمكنه أن يقدّم احترامه لها وليس أن يقتلها، وليس هنالك أي مبرر أن تُنفذ عملية قتل في حقها حتى لو أذنبت، فالذنب يجب أن يعود على ذويها أيضا، فمن خلالهم بدأت هذه الأنثى التي يذنبوها ويعطون الأسباب والمبررات لقتلها باكتشاف الحياة والبدء بخطوات جديدة في الحياة".

وعن طرق الحد من ظاهرة قتل النساء، تقول:" الحدّ هو تغيير جذري لمعظم العقول التي تعتقد بأن للرجل الحق بأن يقتل الأنثى أو حتى أن يخدشها، وهذا أمر طويل المدى ويحتاج أمة جديدة واعية، والبداية لخلق هذا الوعي لكل أفراد المجتمع يكون من خلال الحملات الاعلامية التوعوية والأهم من ذلك يجب أن تنبذ العقول الصالحة كل شخص يفكر بهذه الطريقة غير المنطقية، أي أنه يجب الانقطاع عن كل من يفكر مجرد تفكير بأنه هناك مبرر لقتل المرأة وليس تشجيعه بعنوان مثل شرف العائلة والعار".

ووجّهت اغبارية رسالة لقاتلي النساء عبر "بُكرا" قالت فيها:" أعتقد بأن الرسالة لن يفهمها من يفكر لو للحظة بأن تنفذ عملية قتل في حق النساء، فمن الصعب أحيانا أن توصل رسالتك لعقول قد تكون مغيبة ومغمورة بأفكار سوداء، لكن يجب التنويه دائما بأن للمرأة حق، حق الحياة وحق حرية التفكير وحق العمل وحق التعبير عن الرأي بشكل حر ومريح، وعدم توافق الآراء أو حتى الأفعال ليس سببا أبدا للقتل، حافظوا على نعمة قد تكون السبب في سعادتك ونجاحك ونجاح اولادك الذين سيكونون يوما ما صُنّاع المستقبل".

وعن رأيها بظاهرة القتل على شرف العائلة، تقول:" شرف العائلة غير مقتصر على الفتاة، بل هو متعلق ايضا بالرجل، فالرجل ايضا يمكنه ان يسبب بمشكلة او بعار على المجتمع، وليس من العدل بأن تُحاسب الفتاة على فعل معين وان يتم تجاهل الافعال التي قد يقترفها الرجل. شرف العائلة هو وجود أم ترعاك وتقلق لسعادتك، وبأن تكون لك أخت ترعاها بحنان لتبادلك حنان أكبر، شرف العائلة أن تساندك شريكة عمر في لحظات ضعفك قبل نجاحاتك، وبأن تكون لديك ابنة تحتضنك في كبر سنك وتفتخر بأنك أباها الذي حماها من كل شر في صغرها. الشرف بأن تعرف جيّدا كيف تحافظ على هذه الأنثى التي لن تجد غيرها بجانبك عندما تكون في أشد حاجتك لمن يدعمك ويعطيك الروح لاكمال مسيرة الحياة المليئة بالتحديات".

وانهت كلامها قائلة:" أولا يجب ان يكون هناك تدخل جدي للشرطة في هذا الموضوع، يجب ان يُعاقب بشكل علني كل من يخطو خطوة تضر بأي فتاة او امرأة، فالشرطة تبقى شريكة في الجريمة ان استمرت في التقاعس عن كشف الحقائق، اضافة الى الاعلام الذي بامكانه بأن يعمل على حملات توعوية كبيرة ليصل لأكبر عدد ممكن من الجمهور بغية نشر الفكر الذي يناشد بأن الحياة أيضا من حق الفتيات والنساء، ولا يكفي أن تُنشر الاخبار وتُنسى مع الأيام دون متابعة ودون التشديد على الموضوع، فهنالك ضحايا كثيرة تُقتل كلاميا وبلكمات يومية دون أن يشعر بها من حولها، فيجب المناشدة بشكل دائم لنشر فكر الاحترام والعدل".

الناشطة مها النقيب من اللد قالت بحديثها مع موقع بُكرا: "جريمة قتل الفتاة هنرييت من الرملة تحتوي على المركبات التي تجعل الجريمة اكثر قسوة وبشاعة، كونها قتلت بداخل بيتها، والمفروض ان يكون البيت هو المكان الاكثر امان لها والذي يحميها، المشتبهين بالقتل هم او هو اقرب الناس لها ، وكونها ابنة الثامنة عشر ربيعاً، ولا ادري اذا يجوز ان نستمر بتسميتهم "ربيعاً" هذه السنوات الجميلة بعمر الانسان التي ينهي بها المرحلة الثانوية من تعليمه ويبدأ حياته كإنسان بالغ، وبدل ذلك ذبحت هنرييت وغرقت بدمائها".

وتابعت:" خمس نساء عربيات قتلن من بداية العام، وهذه الجريمة الخامسة بهذا الشهر راح ضحيتهم النساء والرجال في مقتبل العمر منها جريمتين مزدوجات، لا يمكن لهذا الوضع ان يستمر على هذا الحال، تخاذل الشرط هو عامل مباشر ومقصود للتشجيع على تفاقم الجريمة بمجتمعنا، المجتمع الفلسطيني بمدن المركز يعاني من تفاقم الجريمة وضمنها جرائم القتل، وبالرغم من ذلك اكثر شريحة بمجتمعنا تحافظ على ترابطها وابتعادها عن العنف والجريمة هي الطائفة المسيحية وهذا لأسباب عديدة منها المستوى الاقتصادي والاجتماعي للعائلات من الطائفة".

وانهت كلامها قائلة:" ولهذا خبر هذه الجريمة وقع على اذني، مثل مريض سرطان الذي يخبروه ان المرض تفشى وانتقل الى الجزء السليم من جسده. هذا مقلق جدا وحتى دفعني للشعور باليأس كناشطة نسوية تطمح للتغيير ،التوعية ومحاربة كل المعتقدات الاجتماعية الذكورية التي تصرح العنف تجاه المرأة، سواء كان تصريح مباشر او غير مباشر، كل جريمة كهذه ترجعني لنقطة الصفر. السلام لروحك البريئة".


رئيسة منتدى النساء العربيات الحيفاويات - سامية عرموش، قالت بحديثها مع موقع بُكرا:" القلب ينزف ويعتصر الما إزاء اتساع الدائرة الدموية التي تنهش لحوم النساء والفتيات العربيات، تحت مسميات مختلفة تشرعن قتلهن. فظاهرة القتل على خلفية ما يسمى شرف العائلة هي جريمة مضاعفة برأيي، اذ انها تختبئ تحت ستار "المشروع" وفقا للفكر الذكوري الشرس والمعتوه، الذي لا يرى بالمرأة كيانا، وانما تابعا يمكنه الدوس عليها متى شاء وكيفما شاء".

وتابعت:" أن اتساع هذه الظاهرة تهدد النسيج المجتمعي، وتعدم الأمان. خاصة وأن النساء تقتل على يد اقرباءهن، أي على يد الرجال الذين من المفروض أن يحموهن. حتى نتمكن من الحد من هذه الظاهرة علينا تربية وتثقيف المجتمع بأكمله، علينا العمل على اصلاح فكرنا المشوه على مر سنوات، علينا تعليم الطلاب في المدارس وحتى في الحضانات عن الجندرة وعن مكانة النساء. علينا الاستعانة بكل المنابر، برجال الدين والتربية والتعليم، بالجمعيات، بالمراكز وبممثلي الجمهور وبكافة الدوائر التي من شأنها ان تخلق التغيير.كما علينا تعزيز النساء وتمكينهن، وتشجيعهن على الخروج من دائرة العنف وتحدي ظروفهن القاهرة".

واشارت الى ان:"العنف بنظري هو لغة الجبناء، ولا تبرير لأي شكل من اشكاله، والستار الذي يسمى شرف العائلة لا يضيف شرفا للقاتل، فمجرد التفكير بسلب حياة انسان هو جرم".

واختتمت كلامها قائلة:" حتى نتمكن من ردع العنف بكافة اشكاله والعنف الموجه ضد النساء، علينا العمل بشكل جاد ومكثف بمختلف الأصعدة، ابتداء من العمل على تذويت قيم تنظر للمرأة على انها انسان وكيان، استمرارا بحضور الشرطة التي "تتفهم" أحيانا القتل على خلفية ما يسمى بشرف العائلة. نحن لا نستطيع ان نتحدث عن اليات رادعة، ما لم نعمل على تغيير عدة مفاهيم بتكاتف تام بين مختلف الجهات".

صابرين عوض من حيفا قالت:" ظاهرة قتل النساء كانت منذ الازل ولكن العنف تفشّي بمجتمعنا أكثر بالآونة الاخيرة، يجب دمج الشرطة بشكل مكثف بمجتمعاتنا للحد من قتل النساء تحت شعار "شرف العائلة"، اتقوا الله في النساء، قصة شرف العائلة بدعة مضحكة لأنها لا تقتصر فقط على الإناث، ممكن ان يجب الذكر، العار لأهله ومجتمعنا مجتمع ذكوري بحت".

وانهت كلامها قائلة:" الظاهرة هذه مرتبطة كثيرا بتربيتنا الذكورية وبأنه الرجل عنده الشرعية بالقتل لمجرد شك لشقيقته او بنته او قريبته، يجب ان يكون هناك دورات توعوية التي تؤدي الى تغيير افكارنا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]