لا يكاد المجتمع العربي يخرج من مصيبة وصدمة جراء جريمة قتل، حتى يفجع بجريمة أخرى، إلى أن أصبحت هذه الجرائم جزءً من حياة هذا المجتمع، فلا تفاجئه حتى! .. اليوم في ساعات الظهر وجدت الشابة هنرييت قرا من الرملة مقتولة في منزل عائلتها، وجدت مقتولة وعلامات عنف واضحة على جسدها، مذبوحة بسكين، بعد يوم واحد من تخرجها من الصف الثاني عشر! فتاة وحيدة لأهلها، لا أخوة لها ولا أخوات، تقتل بدم بارد، لتنضم لمجموعة ضحايا العنف من أبناء وبنات هذا المجتمع.

وقد تم اعتقال 3 من أفراد عائلتها.

صدمة

في الرملة، ما زالت الصدمة سيدة الموقف، يقول عضو بلدية الرملة - عامر ابو غانم لـ"بـُكرا": الشابة قتلت في بيتها وعلى جثتها آثار اعتداء ، هذه المعلومات التي لدينا فقط ، نحن نستنكر كل هذه الاعمال، هذه اعمال اجرامية، في بلدنا كل فترة هناك احداث من هذا النوع ونحن نمرّ في فترة مأساوية، كل عائلة تمرّ في المشاكل تشعر بالحزن ولا يوجد تعويض لعوائل الناس التي تقتل، وهذه الضحايا بمثابة بناتنا، لا يوجد سبب يؤدي للقتل".

وتابع:" المرحومة كانت تبلغ من العمر 18 عاما، بأي ذنب قتلت؟ الموضوع قيد البحث عند الشرطة وكل البلد تستنكر الجريمة التي حصلت وهناك حالة من الغضب في الشارع الرملاوي".

واختتم كلامه قائلا" سيكون لنا موقفنا في هذه القضية وسنعبر عنه قريبًا وسنبحث الامر مع الشرطة، أما البلدية فلم تعلن حتى الآن عن خطوات ستقوم بها بعد هذه الجريمة بسبب الانشغال بالانتخابات الرئاسية .اللجنة الشعبية ستجتمع بعد يومين لبحث الامر واقرار الخطوات الاحتجاجية القادمة".

المطالبة باقالة أردان
رئيس اللجنة الشعبية في الرملة - ابراهيم بدوية، قال بحديثه مع موقع بُكرا:" الامر مؤسف، هناك حالة من الغموض بالنسبة للجريمة وحتى الان لا نعرف خلفيتها اذا كانت عنف اجتماعي او عنف اسري او اذا سقطت الفتاة عن مكان ما، ممكن ان الإصابة جاءت جراء سقوطها بالبيت او أغمي عليها وممكن انه اعتداء خارجي او اسري، حتى الان لم نحصل على رد رسمي من الشرطة عندنا في المرحلة".

وتابع:"نشجب ونستنكر هذه الظاهرة وآفة العنف المستشرية في كل الوسط العربي.لا نلقي اللوم على قياداتنا، نحن نلقي اللوم على الحكومة وسياستها والقهر الموجود في الوسط العربي والذي يولِّد هذه الشحنة السلبية من أفة العنف كذلك الشرطة وكذلك للمجلس القضائي بتعاونه وعدم اصدار احكام طويلة الامد وعقوبة طويلة على القتل والعنف".

وزاد:" كذلك نردد مثلنا الشعبي انّه لن يحك جلدك غير ظفرك فعلى كل انسان وكل راع لبيته وكل مسؤول عن بيته وكل رب عائلة ان لا يتوانى في فحص ومتابعة اوضاع أولاده وبناته وعائلته وان يحيدها عن طريق العنف والمعاملة بالعنف".

واشار الى ان:"ونحمّل الجهاز التربوي في المدارس لعدم تخصيص حصص للخوض في شأن العنف المستشري في وسطنا العربي وإقامة ندوات وتخصيص مهنيين من دائرة الشؤون الاجتماعية لتقديم دروس توعية وإرشاد عن جميع أشكال العنف اللغوي منه والجسدي منه والأسري منه والإجرامي وكافة أشكال العنف".

واكمل حديثه قائلا:" كذلك نحمّل المسؤولية للجان الصلح المتواجدة في مدننا وقرانا لتساهلها وبطئها في استدراك اي خلاف او أشكال يقع بين طرفيّ متخاصمين، كذلك هنالك حاجة ماسة لان يخصّص رجال الدين، العديد من الخطب والدروس الدينية بشأن التعاضد والتحابب والتراضي والتآلف والتآخي والعفو والتسامح بين جميع مركبات البلد اي كانت وعدم الانجرار وراء الحمية الجاهلية وزجّ العقلانية في ظلومات الجهل والغباء مما يقوده المجتمع الى الانزلاق".

وعن القيادات العربية، يقول:" كذلك على القيادات العربية كلّها ان تتوجّه للقضاء ورفع دعوى على وزير الأمن الداخلي واتهامه بالتقاعس في شأن العنف الذي يعصف بالوسط العربي وعدم التساهل في تقديم اكثر من طرح تقليدي لشآن العنف".

وانهى كلامه قائلا:" كذلك نطالب من وسائل اعلام عربية ورجال الاعلام العرب ان لا يتوانوا في النزول الى مدننا وقرانا وعمل دراسة وتقديمها لشرح آلات قد تؤدي الى تكاتف العديد من المعنيين لحلها بوسطنا العربي".


الناطق بلسان شرطة المركز - عامي بن دود، قال بحديثه مع موقع بُكرا:" الجريمة وملابساتها قيد الفحص، عندما نتمكّن من نشر التفاصيل سننشره، في هذه المرحلة نكتفي بهذا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]