تطورت عمليات الشراء والدفع كثيراً عما كانت في السابق. فاليوم، مع اجتياح عصر  الإنترنت لعالمنا وكثرة المواقع الإلكترونية التجارية في كل انحاء العالم، لم تعد متطلبات الناس منحصرة في أماكن وجودهم فحسب، بل باتوا يتطلعون الى شراء معظم حاجاتهم من الخارج، الأمر الذي يتطلب اللجوء الى عمليات الدفع الإلكتروني، وهي العملية التي ما زالت تمثل رهبة وخوفا عند الناس من ان يتم الاحتيال عليهم او سرقتهم.

مع او ضد

لا يُمانع وسام.م في استعمال بطاقته الالكترونية لشراء بعض الحاجات التي تعجبه على المواقع الإلكترونية الموجودة في الخارج، وبالأخص اذا كانت هذه الحاجات أقل سعرا على هذه المواقع أو غير موجودة في  لبنان. ويقول: "أستعمل بطاقاتي الإلكترونية تقريباً في كل عمليات الشراء والدفع التي أقوم بها. مثلاً، أدفع فواتيري أونلاين، كما استعمل البطاقة في دفع بعض الفواتير الخارجية على مواقع إلكترونية موثوق بها ومُعرفة من فيزا".

في المقابل، تتردد كريستين زيادة من استعمال بطاقتها الإلكترونية في الشراء عبر المواقع الإلكترونية خوفاً من سرقة محتواها او من أن تتعرض للاختراق، مؤكدة انها ليست مستعدة لشراء اي شيء عبر الإنترنت وانها تستعمل بطاقتها الإلكترونية فقط في عملية سحب معاشها من أجهزة الصراف الألي. وتفضل شراء كل ما تحتاج اليه بشكل شخصي من داخل البلد والدفع نقدًا.

أما مارسيل. م فرأت أن عملية الدفع الإلكتروني سهلة وسريعة وتخفف عنها الوقت والمجهود إذا أعجبها شيء وقررت شراءه سريعاً أونلاين، أو حتى إذا قررت الاشتراك في اي من الخدمات المتاحة على الإنترنت. وتقول: "على الرغم من ان عمليات كهذه قد تكون خطرة احياناً، الإ انها تستعين ببطاقة محددة للشراء منها عن الإنترنت تبقي فيها كمية قليلة من النقود حتى لا يتم سحب كمية كبيرة من البطاقة، وكي لا تأسف على فقدان كل أموالها في حال تعرضها لعملية اختراق او سرقة.

ويزيد استخدام وسائل الدفع الالكتروني حجم حركة البيع والشراء، ويساهم في زيادة النمو الاقتصادي. ولكن حتى اليوم لا توعية كافية على أهمية الدفع الإلكتروني، فما زالت هذه الطريقة تشكل مخاوف وهواجس عند المستهلكين، ولا سيما الكبار منهم، في شأن مدى الأمان في هذا النوع من عمليات الدفع، وهي مخاوف في أغلبها غير دقيقة.

غير أن هذا المفهوم بدأ يتغير مع تطور تكنولوجيا الدفع وكثرة الحملات الإعلانيّة التي تشجع على فكرة استعمال البطاقة الائتمانيّة كوسيلة شراء آمنة. فالتنقل بالأموال النقدية يشكّل خطراً على الناس، ولا سيّما عندما تكون المبالغ كبيرة.

ويبدو أن هذه الثقافة باتت تلقى استحساناً، خصوصا لدى فئة الشباب الذين بات القسم الأكبر منهم يقبل على الدفع اونلاين سواء على الإنترنت او داخل المحال التجارية او حتى عن طريق الدفع بواسطة الهاتف الخليوي او الأجهزة الملبوسة (كساعات الدفع الحديثة). ولكن تبقى البطاقات الإلكترونية العنصر الرئيسي والأسهل والمعتمد في عملية الدفع الإلكتروني لأنّ الناس لا يثقون سريعاً بالابتكارات الجديدة، ويفضلون الأشياء الملموسة التي اعتادوها وتوحي لهم بالأمان.

معايير الحماية

لا شك في أن المصارف اللبنانية تضع معايير كبيرة لحماية عملائها من عمليات الاحتيال والسرقة وتسعى دائماً الى توعية عملائها على استخدام بطاقاتهم الائتمانية وتحديد كمية المبلغ في البطاقة، بالإضافة الى تأمين بطاقات معينة للشراء بواسطتها عبر الإنترنت ومراقبة العمليات التي تجري على البطاقات، تفادياً لأي عملية قرصنة محتملة ولضبط أي عملية اختراق أو تزوير، وهذا ما يخلق فسحة من الأمان للعميل لاستخدام بطاقته من دون الخوف من خرق أي معلومة متعلّقة ببطاقته.

ويقول الخبير في الأمن الإلكتروني ومدير قسم تكنولوجيا المعلومات في شركة رصد جمال قاسم لـ"النهار" ان الإجراءات الواجب اتباعها للحماية أثناء عملية الشراء هي التالية:

- عدم وضع مبالغ كبيرة في بطاقة الدفع عبر الأنترنت.

- عدم حفظ البطاقات الائتمانية على الأجهزة.

- التأكد من رابط الموقع بحيث يعتمد بعض القراصنة على نشر روابط مشابهة لمواقع كبيرة ومعروفة من اجل اصطياد ارقام بطاقاتهم المصرفية وسرقتها، على سبيل المثال google.com قد يكون go0gle.com.

- ان يكون الموقع Verified من شركات البطاقات الائتمانية.

فإذا كنت ممن يرغبون في الشراء اونلاين او الاشتراك في بعض الخدمات على الإنترنت فلا شيء يدعو للخوف. ما عليك سوى التأكد من الموقع الذي تود الشراء منه والدفع وأخذ الحيطة والحذر عند استعمال بطاقتك، التي يُفضل ان تكون مخصصة لعمليات الشراء ولا تحتوي على مبالغ طائلة.

المصدر: النهار اللبنانية


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]