مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، على وقع هذه الكلمات وفي ظل الاحداث الأليمة من عنف مستشري وحادث قتل وضحايا حوادث الطرق، ترجمت مجموعة فنانين من عرابة هذه العبارة الى واقع جمع حكاية الموسيقى والغناء بينهم من اجل مناهضة العنف أولا، وليعيدوا زمن الفن الأصيل والقديم ثانيا  ليقموا فرقة شمس الأصيل التي تضم العشرات من الفنانين العرابيين والمحليين في الغناء والعزف على الات موسيقية مختلفة، والتي تقام خلال لقاءات أسبوعية في مركز محمود درويش الثقافي عرابة. 

الفنان والمربي حسام دراوشة وهو المبادر لتأسيس فرقة شمس الأصيل اعرب عن سعادته لتلبية الفنانين دعوته بإعادة الفن في عرابة الى عهده الجميل، وان تضع الموسيقى بصمتها الفنية والثقافية بكل ارجاء البلدة والتي تعتبر كخطوة إيجابية نحو إعادة الفن الموسيقي للتربع على عرش الثقافة العرابية . 

اعادة الهيبة إلى الفن 

وفي حديث معه المربي حسام دراوشة قال: بادرنا الى إقامة هذه المجموعة ايمانا منا بأن نعيد للفن هيبته ورونقه وحقه الذي يستحقه منا فعلا، في ظل غياب كبير للفن الحقيقي الذي سرعان ما بدأ يختفي من حياتنا شيئا فشيئا مع تلك التطورات العصرية التي تهوي بمجتمعنا نحو زمان مليء بالأحداث السلبية . 

وقال دراوشة : رأينا من واجبنا واحترامنا للفن ان نعود ونرجع له سيرته التي كبرنا وتربينا عليها في السنوات الماضية، وأيضا من اجل ان نورّث الأجيال القادمة هذا الفن وان ننمي بداخلهم حب المثابرة والنجاح في تحقيق احلامهم، ونحن اليوم في خطوتنا الأولى التي من خلالها بادرنا لأن ندعوا عدد من الفنانين الكبار والموهوبين الصغار لكي ننشئ مجموعة فنية هدفها احياء الموسيقى والغناء الى هذا البلد ونعيده الى مسارح عرابة، وللذين هم بدورهم لبوا الدعوة مشكورين واخص بالشكر الفنان الكبير ابن عرابة جازي بدارنة والفنان خالد النجيب والفنانين الاخرين.

رسالة العمل 

وأضاف دراوشة: رسالتنا من خلال هذا العمل واضحة وهي ليس فقط ان نعيد الفن الى سابق عهده، بل واننا نسعى لان نرتقي بمجتمع حضاري اكثر ومثقف ويحترم ما يسمعه وكذلك احتواء الشباب الى داخل المجموعة ونعطيهم الرعاية الفنية والثقافية وبذلك نكون أيضا حاربنا آفة متفشية في بلدنا ومجتمعنا وهي العنف، فنحن نؤمن ان من يقرأ وان من يعزف ويعني وان من يحمل موهبة فنية أيا كانت لا يمكن ان يكون داخل دوامة العنف، ومن هذا المنطلق حملنا رسالتنا منذ اللحظات الأولى ان نرتقي بمجتمع وبلد يحب ويقدّر الفن والموسيقى لا مجتمع غارق بقضايا العنف والجريمة. وبالختام أقول من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، ولا ننسى فضل مركز محمود دوريش البيت الثقافي الدافئ الذي أتاح لنا ان نجتمع فيه بقيادة الفنان الكبير محمود أبو جازي الذي دعم وبارك خطوتنا هذه .

وفي حديث اخر مع عدد من أعضاء المجموعة كبارا وصغارا أجمعوا على ان الفن والموسيقى هي رسالة إنسانية قبل ان تكون موهبة واحتراف، فالموسيقى بحد ذاتها عالم يفرض علينا احترامه، ونحن هنا معا من اجل ان نعزف ونغني ونعيد للموسيقى رونقها وجمالها الحقيقي بعد ان بدانا نراها تختفي عن مسامعنا وعن مسارحنا . ونحن ندعوا الجميع كل من يجد نفسه في هذا المكان ان ينضم الينا لكي نوسع حلقة الفن والثقافة في بلدنا فبابنا مفتوح امام الجميع . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]