قال عضو المكتب السياسي لحماس في غزة صلاح البردويل، إن حماس تستطيع التغلب على أي أزمة جديدة تهدد القطاع، وذلك ردا على ما وصفه بـ"تجديد" الرئيس محمود عباس تهديداته باتخاذ إجراءات عملية غير مسبوقة من أجل استعادة القطاع وإنهاء الانقسام، خاصة بعد انتهاء المهلة التي وضعها وفد حركة فتح أمام حماس للرد على بنود مبادرة الرئيس التي أبرزها تسليم قطاع غزة لإدارة حكومة التوافق، وحل اللجنة الإدارية التي شكلت مؤخرا.

واشار البردويل في تصريحات صحيفة الى ان حماس تواصلت مع قيادات فتح، من أجل إتمام المصالحة، لكنها لا تمتلك قرار سياسي من اجل اتمامها، وهناك قرار من الرئيس عباس بعدم إحداث المصالحة مع حماس في عهده على حد قوله.
واتهم البردويل الرئيس محمو د عباس بأنه يريد تمرير "مشروع سياسي" مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأنه يماطل في إجراء المصالحة من أجل تمرير هذا المشروع.

وحول المبادرة القطرية التي طرحت في وقت سابق من أجل تقريب وجهات النظر بين الحركتين، قال البردويل إن حماس وافقت على هذه المبادرة، وإن الرئيس عباس وضع عليها العديد من التغييرات، وطلب بعد ذلك موافقة حماس عليها من جديد.

فتح: حماس لا تريد الوحدة وتصريحات البردويل تضليلية

بدوره، قال المتحدث باسم حركة فتح أسامه القواسمي، إن تصريحات البردويل وادعاءاته "الباطلة" تؤكد تماما أن حماس لا تريد الوحدة الوطنية مطلقا، وواضاف القواسمي ان حماس لم تستخلص العبر من العشر سنوات العجاف الماضية، وما صنعته أيديهم من كوارث سياسية أصابت القضية الفلسطينية في مقتل، ومن مصائب انسانية واجتماعية وثقافية مست حياة المواطنين على كافة المستويات وخاصة المستوى المعيشي اليومي الذي وصل الى مستويات غير مسبوقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، وعلى النسيج والعلاقات الاجتماعية داخل المجتمع الفلسطيني في غزة الصمود، على حد تعبيره.
وقال القواسمي في تصريح صحفي له ردا على تصريحات البردويل " إن الرئيس محمود عباس وحركة فتح ممثلة باللجنة المركزية، قد بعثوا برسالة واضحة المعالم لحماس، ومنسجمة تماما مع كل الاتفاقيات التي تم توقيعها أو الافكار التي تم طرحها من قبل الوسطاء مؤخرا، وتطالبهم بحل اللجنة الادارية الحكومية التي تم تشكيلها مؤخرا، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل بصلاحيات كاملة في غزة، والموافقة على اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية خلال فترة زمنية لا تزيد عن ستة شهور، الا أن حماس ما زالت تماطل وتتهرب وتلتف على هذه المبادرة من قبل حركة فتح حتى هذه اللحظة، وأن حماس تخطط وتسعى لمقابلة المبادرة المطروحة بأفكار التفافية تسويفية مضللة بهدف المحافظة على ما تعتقده وتظنه "بالمكسب" وتحميل المسؤولية على الاخرين، مؤكدا أن شعبنا أصبح يدرك أكثر من اي وقت مضى حقيقة مواقف حماس الملتبسة والمتناقضة في كافة المواضيع الداخلية والسياسية".
واستهجن القواسمي محاولة حماس ما وصفه بربط الاجراءات التي تتخذها القيادة الفلسطينية اتجاه غزة، بالجهود الامريكية السياسية الحالية، ومحاولة حماس التصوير للرأي العام الفلسطيني أن هناك مخططا تشارك فيه القيادة الفلسطينية لتصفية القضية الفلسطينية واستهداف "سلاح المقاومة،" موضحا أن هذه الادعاءات مجرد أقاويل وادعاءات كاذبة باطلة لا تنطلي على عاقل، وأن الحقيقة أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس وحركة فتح يشاركون في مخطط واضح المعالم عنوانه اقامة الدولة الفلسطينية الناجزة على حدود الرابع من حزيران 67، وتطبيق القرارات الاممية ذات الصلة بقضيتنا، وأن الرئيس كان وسيبقى واضحا في موقفه الثابت، والذي عبر عنها في كافة لقاءاته السياسية ومشاركته في المؤتمرات الدولية وأخيرا اثناء المؤتمر الصحفي في واشنطن في البيت الابيض، وأن تمسك حماس بالانقسام وتحويله لانفصال هو المخطط الحقيقي المشبوه الذي يساعد اسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية، وأن الاجراءات هدفها فقط الضغط على حماس لإنجاز الوحدة الوطنية وقطع الطريق على مخططات الاحتلال الاسرائيلي الهادفة الى اطالة عمر الانقسام وتحويله الى انفصال تام، مشددا على أن حركة فتح لن تسمح بفصل القطاع عن الوطن وأننا ماضون قدما في كافة الخطوات الرامية لاستعادة غزة وانجاز الوحدة الوطنية".

المصدر: معا

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]