في جولة إلى حيفا، شارك بها عشرات النساء، أختتم هذا الأسبوع مشروع "نساء على درب العودة" حملة #راجعة التي تم إطلاقها بالتزامن مع ذكرى الـ 69 للعودة وبهدف إحيائها من خلال أصوات نِسوية من الحقل.

ونظّم الجولة منتدى "جسور النسائي القطري" في جمعية "كيان" فيما قام بإرشادها وتوجيها المختص والمؤرخ د. جوني منصور والذي عرض للمشاركات تاريخ حيفا، من ازدهارها وحتى نكبتها المستمرة الى يومنا هذا.

وتأتي الحملة اعتمادًا على أنّ النكبة كان لها إسقاطات وتداعيات على المجتمع الفلسطيني عامةً، وعلى النساء الفلسطينيات خاصةً، حيث قامت القياديات في مشروع "نساء على درب العودة" المُدار من قبل "كيان- تنظيم نسوي" وجمعية "الدفاع عن حقوق المهجرين،" بتنظيم سلسلة من الفعاليات في عددٍ من البلدات العربية بمشاركة نسائية وأطر مجتمعية أخرى.

الفعاليات ...

وخلال الحملة نظمت عددٌ من الفعاليات في كل من البلدات مجد الكروم، الحسينية، الجديدة- المكر، يافة الناصرة، حيفا، سالم، زلفة، كوكب ابو الهيجا، وشفاعمرو.

وبدأت الفعاليات بتاريخ 14.5.16 حيث نظمت القياديات في المشروع من يافة الناصرة جولة إلى قرية معلول المهجرة، حيث تم خلال الجولة لقاء مهجري معلول والسماع إلى شهادات التهجير والنكبة، كما وتم زرع لافته تشمل اسماء العائلات المهجرة من معلول من باب أنسنة القضية واكسابها البعد الخاص بالإضافة إلى العام.

واستمرت الفعاليات حيث قامت القيادات المُشاركات في المشروع من قرية الحسينية، بتاريخ 15.5.17، بعرض فيلم عكس واقع التهجير في قرية اقرث، وتلا العرض محاضرة حول الموضوع شمل سرد لما حدث في الـ 48 وتأثيره على الأجيال المتعاقبة حتى اليوم وأهمية مشاركة النساء الفعالة في توعية الأجيال القادمة.

اما مجموعة النادي النسائي "سنابل جليلية"، في مجد الكروم، المُشاركات في المشروع ايضًا، فقد قُمن بتاريخ 16.5.17، بعرض فيلم "حكاية خالتي زهرة"، تلا ذلك استضافة الفنان محمد بكري للحديث عن الفيلم، كما رافق الأمسية معرض صور يحاكي قصة النكبة والتهجير.

مجموعة "جلنار"، نساء من كوكب ابو الهيجاء، قُمن بدورهّن، يوم الأربعاء (17.5.17) بالاستماع إلى شهادات حية من النكبة والتصادم مع الرواية من امراة مسنة عايشت الحدث ولا زال جرحها ينزف، ورافق الاستماع إلى الشهادات الحية ايضًا محاضرة وحلقة نقاش قدمتها جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين حول الموضوع.

واستمرارًا للفعاليات والأنشطة في ذات اليوم (17,5.17) قامت النساء المشاركات في المشروع من سالم- زلفة (نساء الغد) بتنظيم جولة إلى قرية اللجون المهجرة رافقها وأرشدها المهجر محمد مصطفى عبد الحسن الذي قام بالشرح للمشاركات والمشاركين من الشبيبة عن تهجير القرية وما مر عليها عام الـ 48، الأمر الذي أثر عليهم بشكل كبير.

بدورهّن، المشاركات في المشروع من نساء الجديدة المكر، قُمن يوم الخميس 18.5.17 بلقاء المهجر أحمد حمدو، من قرية المنشية المهجرة، والاستماع إلى روايته والتعرف على رواية التهجير في هذه القرية القريبة من عكا والتي هجر سكانها وعددهم قرابة الـ 950 شخصًا عام الـ 48.

اما يوم الجمعة، 19.5.17، فقد قامت النساء المشاركات في المشروع من شفاعمرو، نساء القلعة، بتنظيم جولة إلى قرية الدامون المهجرة، تم خلالها لقاء أهالي الدامون الذين يصرون على الحفاظ على القرية وزيارتها طوال العام أملا في العودة إليها ولو بعد حين، حيث شارك الجولة العشرات من النساء والعائلات من القرى المحيطة بشفاعمرو.

اقبال ومشاركة واسعة ...

ولاقت الفعاليات عامة مشاركة واسعة واستقطبت عدد كبير من النساء، سواءً المشاركات في المشروع أو غير المشاركات، اللاتي شددن على ضرورة التكثيف من النشاطات السياسية والاجتماعية لرفع وتعزيز المرأة الفلسطينية وهويتها التي تتعرض للتشويه بسبب مساعي التدجين التي تقوم بها المؤسسة الإسرائيلية.

وفي تعقيب لها قالت القيادية من الجديدة المكر عليا ذياب أنّ مشاركة النساء في الفعاليات مؤشر على ضرورة تنظيم فعاليات مماثلة، فقد شاركت عشرات النساء في البرامج المتنوعة مؤكدات على أهميتها.

اما القيادية في مجد الكروم، وداد ذياب، فأكدت بدورها على دور النساء في إحياء النكبة مشيرة أنهن تقاسمن ألم النكبة مع مجتمعهن إلا أن دورهم في إحياء ذكراها كان هامشيًا مما ينبغي تعزيزه.

القيادية ياسمين بشارات، من مجموعة يافة الناصرة، تطرقت إلى التنوع في مشاركي الفعاليات مؤكدة أنها لم تقتصر على النساء، ففي جولة معلول-على سبيل المثال لا الحصر-شاركت مجموعة شبابيّة كبيرة الأمر الذي يؤكد على دور النساء في حمل راية النكبة ورسالتها إلى الأجيال القادمة، خاصة وأنّنا بدأنا نفقد الجيل الأول للنكبة.

عن المشروع ورسالته ...

راوية لوسيا، مركزة المشروع في "كيان"، قالت ملخصة عن المشروع: مشروع "نساء على درب العودة" هو مشروع انطلق العام الفائت ويهدف إلى تدريب النساء على خطاب ونشاط العودة، حيث من المُفترض أن يُقمن بعد التدريب بتنظيم فعاليات تهدف إلى إحياءِ خطاب النكبة ورفع الوعي له خاصة في صفوف الشباب، الأمر الذي طبقناه في البرنامج الحاليّ.

وأوضحت لوسيا: المشروع يدمج ما بين التثقيف والربط مع اصحاب المكان ومن عايش واقع التهجير والنكبة من باب نقل الراوية إلى الأجيال القادمة وايمانًا منّا بأن المرأة لها دورها في نقل رواية النكبة والتهجير إلى الأجيال القادمة وأنّ هنالك ضرورة في إشراكها بعملية البناء والتخطيط لنقل هذه الرواية.

واكدت لوسيا: زخم الفعاليات في حملة لمدة اسبوع هي نتاج واع لما خططته لجنة التوجيه للمشروع، المكونة من النساء القياديات. من الواضح أنّ هنالك ضرورة لربط كل قضايانا المجتمعية والسياسية والوطنية بقضايانا اليومية ولا يمكن فصل تحررنا كشعب من تحررنا الوطني، كما وانه لا يمكن فصل دور النساء عنها، وهذه الحملة جاءت لتتوج نشاط النساء بفعاليات متنوعة وهادفة وصلت الى اعدادٍ كبيرة من جمهور.

هذا وعقب محمد كيال، مركز المشروع في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين وقال: تواصل جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين وتنظيم كيان احياء ذكرى النكبة ضمن المشروع المشترك " نساء على درب العودة" وذلك من خلال حملة شملت المحاضرات وعرض الافلام الخاصة بالنكبة وتنظيم الزيارات الى القرى المهجرة والى مدينة حيفا المهجرة، حيث جرى تهجير اكثر من 65 ألف انسان من هذه المدينة التي كانت عامرة ومزدهرة، بحيث ترى النساء النكبة والتهجير على ارض الواقع.

وأضاف: هدفت هذه الحملة التي استمرت 8 أيام الى تدريب النساء على خطاب العودة وتذويت هذا الخطاب وترسيخ الرواية الفلسطينية الخاصة بالنكبة وتعزيز الوعي لدى أوسع قطاع من النساء، وتم خلال هذه الحملة توزيع مواد تثقيفية على المشاركات في الحملة التي تشكل استمرارا للنشاطات والفعاليات التي نظمت خلال الاشهر الماضية.

واختتم: من المهم التأكيد على دور المرأة المركزي في حركة العودة ونقل الرواية الفلسطينية الخاصة بالنكبة وعلى دور المرأة في تثقيف الاجيال الشابة وتوعيتها حفاظا على التاريخ والذاكرة الفلسطينية ولكي يصبح تطبيق حق العودة مطلبا جماهيرا وشعبيا راسخا في صفوف ابناء شعبنا الفلسطيني في الداخل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]