أصدرت منظمات نسائية وحقوقية مؤخرا بيان استنكار ضد قتل حنان البحيري من اللقية وبراءة الشربجي من رهط، ومما جاء في البيان " نحن المنظمات الاجتماعية، النسائية والحقوقية ومندوبات عن النساء والفتيات وناشطات وناشطون، نستنكر وندين العمل الإجرامي والهمجي الذي سلب حياة الفتيات حنان البحيري وبراءة الشربجي، اللواتي لم يتجاوزن عامهن العشرين على يد ثلة من القتلة المجرمين. انها جرائم نكراء، مشينة ووصمة عار على جبين مجتمعنا الذي لا يثور ضد هذه الجرائم وفشل في منعها حتى الان".

وتابع البيان "نحن نعبر عن رفضنا الكلي لهذا السلوك الوحشي ونجرمه بصوت عالي، جلي وواضح وأنه لا تهمنا الأسباب والمسببات لهذا القتل القذر لأنه لا توجد أسباب تبيح القتل. إننا لنعلم كل العلم بأن حنان البحيري وبراءة الشربجي هن ضحايا أخرى لمنظومات جائرة ولفكر جاهل يشرعن المس بحياة فتيات ونساء عربيات. لقد نوهنا وحذرنا سابقا مرارا وتكرارا على المستويات الحكومية والمجتمعية باتخاذ خطط عملية وفعلية لحماية الفتيات والنساء العربيات في النقب وانتشالهن من دائرة العنف ولكن لا حياة لمن تنادي. أن جرائم القتل هذه والتي نفذت مع سبق الإصرار هي من أشد أنواع العنف المتخذة ضد الفتيات والنساء العربيات ومن واجبنا دحر هذه الآفة ومحاربة العنف بيد من حديد على كل أشكاله وتقديم وتوفير الحماية والدعم لفتياتنا ونسائنا.

كما دعت المنظمات الى مظاهرة غاضبة ضد الظاهرة يوم الثلاثاء الموافق 30.05.17 بين الساعات 10:00-11:00 للتعبير عن الغضب المستعر على هذه الفعلة النكراء على مفترق السقاطي- شوكيت على الشارع الرئيسي.

رنا زهر: تمكين وتدعيم النساء فكريا وثقافيا وماديا هو أحد مفاتيح حل هذه القضية

الناشطة النسوية والاجتماعية دكتورة رنا زهر عقبت قائلة ل "بكرا": ان أكثر ويلات الشعوب ضراوة، هي التي تأتيها من بين ظهرانها. وكأن شعبنا لا تكفيه ويلات جرائم الاحتلال وجرائم الإرهاب الذي يحصد أرواح الأبرياء في المنطقة، فنحصد نحن كشعب أرواح بناتنا وفتياتنا بأنفسنا تحت مسميات عديدة بالية ومجرمة لا يمكن تبريرها ولا تفهمها باي شكل من الاشكال. لا ولن نستطيع ان ننهض بأنفسنا كشعب، ونحن نقتل أنفسنا بأنفسنا، ونصمت. ولا ان ندافع عن قضايانا العديدة امام أي محفل، اذ كنا لا اقل جرما من غيرنا بحق أنفسنا. قضية قتل النساء لم تأخذ حقها تماما وكاملا في اجندة احزابنا وممثلينا في البرلمان والمحافل الأخرى. رغم ان الوعي لوجوب لجمها في تصاعد، الا ان وتيرة وبشاعة الجريمة في تصاعد أيضا. هنالك ما زال متسعا للعمل والمرافعة بشكل جدي أكثر برلمانيا، وقضائيا ومجتمعيا امام صناع القرار في مكاتب الحكومة، واروقة الشرطة، والمحاكم، اذ ان الموضوع يجب ان لا يحصر فقط في دوائر عمل الجمعيات النسوية، فالموضوع اكبر من هذه الدائرة بكثير. ومع هذا المسار، هنالك مسار اخر ابطئ ولكن أعمق. التوعية ونشر الصحوة بين أبناء ونساء شعبنا بقدسية حياة الانسان، حول أهمية التعلم والتمسك بالثقافة، حول أهمية رفض الاب والام تزويج فتياتهن وهن قاصرات والإصرار على اعطائهن حقهن من الحياة والعمل اسوة بأخواتهم الذكور، حول أهمية تدعيم النساء ومساندتهن على الاستقلال المادي والفكري أيضا.

وأوضحت: تمكين وتدعيم النساء فكريا وثقافيا وماديا هو أحد مفاتيح حل هذه القضية برأيي- ولكن ليس الوحيد- حتى لا يكن لقمة سائغة لكل من تسول له نفسه بإيذائهن. ونحن كمجتمع وكأفراد علينا ان نرفض سياسة كم الافواه والزج بقضايا قتل النساء الى هامش قضايا شعبنا. لان الصامت شريك بالجريمة ولعلنا نمنع الجريمة القادمة.

انصاف أبو شارب: في النقب يهددن النساء بأن لا يشاركن في حملات ونشاطات مناهضة لقتلهن

المحامية والنسوية انصاف أبو شارب قالت ل "بكرا" معقبة حول الموضوع: نعمل على معالجة العنف الاسري بشكل موسع جدا وليس فقط ظاهرة قتل النساء، على مستوى الشرطة ووزارة التربية والتعليم، تمرير مواد تربوية في المدارس وغيرها.. وكان هناك مؤخرا في جامعة بن غوريون طاولة نقاش دعي اليها من مختلف المؤسسات التي من الممكن ان تؤثر بشكل إيجابي وتمنع الظاهرة، وقمنا بطرح برامج وامور واقتراحات ممكن ان يعمل عليها كل جانب حتى يطور أدوات لمحاربة ظاهرة العنف.

وتابعت: سيكون هناك خدمات مباشرة فورية للنساء التي تتوجه لتقديم شكوى في الشرطة، هذا الامر له أهمية كبيرة حيث انه يجب ان تلقى المرأة المشتكية ردة فعل وحماية وهو امر سيساعدها كثيرا، علما ان الشرطة ظهرت وكأنها لا تستطيع ان تحرك ساكنا خاصة في النقب وان تمنع ظاهرة العنف والنساء، الشرطة حاولت مرارا وتكرارا حماية امرأة معينة عن طريق التوجه لنا.

ونوهت قائلة: السبب الرئيسي لانتشار قتل النساء هو تهميش القضية وحماية القاتل، يتم تهديد النساء ومنعهن من المشاركة في الوقفات الاحتجاجية المناهضة لقتل النساء كما هددوا جمعيات محاربة العنف ضد النساء.

نبيلة اسبنيولي: هناك عدم اهتمام جدي من قبل مؤسساتنا الحزبية والدينية

الناشطة النسوية نبيلة اسبنيولي قالت ل "بكرا": على المجتمع ان يحمل مسؤولية مناهضة ومحاربة العنف ضد النساء، عليه ان يعمل على تغيير النظرة الدونية للمرأة، علينا ان نتعامل مع المشكلة بشكل جدي وشمولي، القضية ليست نسائية وانما مجتمعية ويجب ان ينبذها الجميع، لا يوجد أي مبرر للقتل وحل المشاكل من خلال القتل.

وتابعت: للأسف هناك عدم اهتمام جدي من قبل مؤسساتنا الحزبية والدينية وغيرها، لا يعملون على حل الموضوع بشكل جدي فقط تظاهرات والتوقيع على بيانات استنكارية، ولا يوجد أي تغيير، حيث نسمع يوميا بقتل امرأة او رجل أيضا، ومعظم النساء اللواتي يتم قتلهن تكون اسمائهن موجودة لدى مكتب الشؤون الاجتماعي او الشرطة الا انهم يتقاعسون بحماية هؤلاء النساء، الأرقام تزداد من عام الى اخر و90% من حالات القتل لم يتم معاقبة القاتل وتغلق القضية لعدم توفر الأدلة او تسجل القضية ضد مجهول، خاصة في المجتمع العربي عكس اليهودي، علينا جميعا ان نتحمل المسؤولية

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]