يزور اليوم الاثنين، الرئيس الامريكي دونالد ترامب، دولة اسرائيل بالاضافة الى الاراضي الفلسطينية، وذلك ضمن جولته في الشرق الاوسط التي بدأها في قمة "عربية إسلامية أمريكية" في المملكة السعودية!

بين انتقاد لما حصل في السعودية من تقديم مبالغ طائلة للولايات المتحدة والتصفيق العربي الإسلامي الكامل لخطاب ترامب الذي وصف فيه إيران وحزب الله وحماس بأنهم قوى إرهاب، وانتقاد لتصريحات ترامب مع وصوله تل أبيب بأن العديد من دول المنطقة قريبة جدًا فكريًا وسياسيًا لإسرائيل، يشهد الشارع العربي حالة استياء شديد من ترامب وزيارته وتصريحاته.

الظروف الحالية

يقول البروفيسور اسعد غانم" أي زيارة لأي رئيس أمريكي في الظروف الحالية إن كان اوباما او ترامب لن تستطيع احداث تغيير جذري في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ولن تؤدي الى تسوية، ولكن طبعا من هذا المنطلق اقول بانّها زيارة مهمة لانه -ترامب- يعتبر رئيس اهم دولة في العالم وبالتالي هو أقوى شخصية في هذا العالم ، لذلك هنالك دلالات رمزية وسياسية ومصلحية لهذه الزيارة وأهمها انه الرئيس ترامب اصبح يفهم الان ان السياسة ليست فقط ما يريد انما التعامل مع الواقع وما اعنيه هنا، انه بهذه الزيارة يزور السعوية نتيجة لمصالح امريكية في الخليج العربي ويزور اسرائيل لانه هناك لوبي مساند لإسرائيل ولا يستطيع تجاهله وزيارته لإسرائيل من اجل الانصياع لهذا اللوبي".



وانهى كلامه قائلا:" ما اريد ان أقوله بانّه بين الموقف السعودي وموقف اللوبي تتراوح هذه الزيارة والتي تحمل نوع من التعديل في الموقف المعلن لترامب قبل الانتخابات، لكن هذا لن يؤدي الى تعديل قد يؤدي الى عملية تسوية بل الى جولة اخرى من نوع من اعادة الاعتبار بالنسبة للمفاوضات والظروف الحالية طبعا هذا على حساب الموقف الفلسطيني، يعني غير وقف الاستيطان، وبذلك الشعب الفلسطيني هو الخاسر الأساسي في هذا السياق من زيارة ترامب ما يسمى بمشروع ترامب".


المدير مشارك في غفعات حبيبة - محمد دراوشة، قال بدوره:  للأسف الشديد لا اعتقد ان الرئيس الامريكي يرى الفلسطينيين وقضيتهم كقضية مركزية. على الفلسطينيين عدم رفع سقف التوقعات من زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب للمنطقة. فترامب غير قادر على قيادة اي مسيرة جدية في المنطقة بسبب ضعفه السياسي في أمريكيا والمتمثل بالضغوطات الكبيره التي تحيط به من خلال ملفات التحقيقات. وهو لا يملك اي رؤية او استراتيجية تتعلق بالملف الفلسطيني الاسرائيلي، إنما يتبنى الموقف الاسرائيلي الذي يعتمد على احتواء الأزمات في هذا الملف بدل إيجاد حلول حقيقية".

وزاد:"ونحن نعي جيداً ان اسرائيل ستعمل جاهدة لإجباره التماثل مع مواقفها الإقليمية وجر الولايات المتحدة الى تصعيد الصِدام مع ايران وتركيا، كلٌّ على حده،  ما يهم ترامب هو المصالح الاقتصادية الامريكية، ولا يوجد للفلسطينيين ما يقدموه كمقابل للدعم الامريكي عدا استمرار الانطواء تحت الأنظمة العربية الموالية لامريكا".

وتابع:" ما سنشهده هو ربما بعض اللمسات التجميلية للواقع الفلسطيني المر. ربما ستتمثل هذه الخطوات بزيادة ساعات افتتاح معبر النبي، وازالة عدد من الحواجز بين المدن الرئيسيّة، وبعض رخص البناء لمصانع معينة.ولكن كل هذه الخطوات ستكون مرحلية وقصيرة الأمد ومشروطة بحسن سلوك يومي يقدمه الفلسطينيون للمستوطنين ولحكومة الاحتلال".

واختتم كلامه قائلا:" بدون إصلاح البيت الفلسطيني من خلال المصالحة، لن يكون هناك زخم لموقفهم السياسي، ولن يتمكنوا من أخذ موقف الندِّية مقابل اسرائيل. وبدون دعم واحتضان من العالم العربي سيبقى الفلسطينيون ضعفاء، وسيترسخ موقفهم كمن يستجدي الحسنات من ترامب ومن نتنياهو، لا اكثر".

وقال يوني مندل بحديثه مع موقع بُكرا:" افهم ان هناك من يعتقد ان هناك سببا للتفاؤل لان الرئيس الاميركي يسعى الى تحقيق السلام في الشرق الاوسط. مع ذلك لست مشاركا في هذا التفاؤل بسبب الفجوة الكبيرة في المبادئ التي يسعى ترامب لتحقيقها وبين المبادئ التي يجب تطويرها من اجل سلام حقيقي".

وتابع:" ترامب يهتم بالاقتصاد، الاعمال الحرة، ومصالح ضيقة سلبية وايجابية، تطوير السلام بحاجه لحوار من نوع اخر. الذي يجرؤ النظر للتاريخ والذي يسعى لتحقيق العدل والذي بامكانه النظر الى اعداء حاليين مثل حماس كشركاء للحوار".


وقال د. منصور نصاصرة بحديثه مع موقع بُكرا:"زيارة الرئيس الامريكي للمنطقة هي بمثابة اعادة رسم العلاقات مع الدول العربية في الشرق الأوسط والتاكيد على ان الولايات المتحدة ما زالت لاعبا هاما في المنطقة على غرار سياسيات الرئيس الأسبق اوباما الذي كانت بمثابة تقليص تدخله في المنطقة بعد الفشل في العراق . اما بخصوص القضية الفلسطينية فلا اعتقد انه ستكون هناك تطورات دراماتيكية سوى ابقاء الوضع كما هو : تهميش القضية الفلسطينية رغم نواياه بتحريك عملية السلام ".

واختتم كلامه قائلا:" الفلسطينيون ينتظرون من ترامب ان يجدد الدفاع عن فكرة حل الدولتين لكن دون اَي حلول عملية لهذا الحل الذي هي بمثابة حلم بعيد المنال للفلسطينيين في ظل شرق اوسط يعاني من عدم الاستقرار خصوصا في الملف السوري ونواياه بنقل السفارة الامريكية للقدس والذي ستعني نهاية عملية السلام التي أنتهت منذ أوسلو نفسه".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]