وصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب صباح السبت العاصمة السعودية الرياض وذلك في جولته الأولى كرئيس إلى الخارج، حيث وصفت السعودية القمم الـ3 (السعودية، والخليجية والإسلامية) بأنها ستفضي إلى "تغيير قواعد اللعبة".

ووصلت الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" التي تقل ترمب وزوجته ميلانيا وابنته البكر إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر منتصف النهار إلى مطار الملك خالد الرياض، حيث تلقى استقبالاً حارًا.

وتحظى زيارة ترمب وأهميتها للسعودية ودول الخليج بمتابعة إعلامية واسعة، بخلاف الحذر الشديد الذي حكم العلاقة بين حكام دول الخليج العربية والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

وخلافاً لكل أسلافه الذين كانوا يتبعون تقليداً يقضي بأن تكون أول زيارة خارجية لهم إلى الجارة الشمالية كندا، أو الجنوبية المكسيك، فإن ترمب لم يجد غضاضة في أن يستهل رحلته الأولى من السعودية.

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي سيلتقي الرئيس الضيف عصرًا دعا إلى "شراكة جديدة" بين الولايات المتحدة والدول الإسلامية التي سيشارك العشرات من قادتها في قمة تستضيفها الرياض الأحد ويحضرها ترمب.

وذكر الخبير في مجلس العلاقات الخارجية فيليب غوردون أن ترمب "سيرسل رسالة أكثر حزمًا بشأن إيران، فلن يلقي أمامهم محاضرة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيلقى التصفيق. لكن المسألة الأهم تبقى معرفة ما الذي سيطلبه منهم وما الذي يمكنه أن يأمل الحصول عليه".

ويدعو البيت الأبيض باستمرار دول الخليج العربية إلى انخراط أكبر في مكافحة ما يحرص ترمب على تسميتهم "الإرهابيين الإسلاميين المتشددين".

وبحسب مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال أتش. آر. ماكماستر فإن ترامب "سيشجع شركاءنا العرب والمسلمين على أخذ قرارات شجاعة لنشر السلام ومواجهة أولئك الذين، من تنظيم الدولة الإسلامية إلى القاعدة، يزرعون الفوضى والعنف اللذين تسببا بآلام في العالم الإسلامي وخارجه".

والأحد سيلقي ترامب أمام قمة يشارك فيها نحو 50 رئيس دولة إسلامية خطابًا يشدد فيه على "آماله" بـ"نظرة مسالمة" للإسلام.

وكان سلفه أوباما ألقى قبل ثماني سنوات في جامعة القاهرة خطاباً دعا فيه إلى "انطلاقة جديدة" بين الولايات المتحدة والمسلمين في العالم أجمع، "انطلاقة أساسها المصلحة المتبادلة والاحترام المتبادل".

ومن المتوقع أن تشكل زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية مناسبة للإعلان عن صفقات تسلح ضخمة الأمر الذي سيعطي في حال تحققه جرعة أوكسيجين مهمة للصناعة العسكرية الأميركية.

وبحسب الخبير السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" بروس ريدل الذي يعمل حاليًا محللاً لدى معهد بروكينغز فإن "علامة الاستفهام الكبرى التي يجب ألا تغيب عن بالنا هي إذا وقّعت السعودية عقودًا قيمتها الإجمالية 100 مليار دولار فكيف ستسدد هذه الفاتورة في ظل أسعار النفط الراهنة".

وبالإضافة إلى توجهاته السياسية والدبلوماسية فإن سلوك الرئيس السبعيني الانفعالي سيكون في أول جولة له إلى الخارج تحت المجهر، إذ إن كل كلمة سيتفوه بها وكل حركة سيقوم بها وكل تغريدة سينشرها ستلقى نصيبها من التمحيص.

وتأتي جولة الرئيس الأميركي الخارجية هذه بعد الزلزال السياسي الذي تسببت به إقالة ترمب مدير "اف بي آي" جيمس كومي والهزات الارتدادية التي ما انفكت تتوالى بسبب هذه الإقالة المفاجئة والتسريبات التي تنشر يومياً والتي تربط بين هذه الإقالة وبين التحقيق في تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]